حضور القردة حولها إلى قطب سياحي
"النافورة" فضاء مثالي للباحثين عن الهدوء في مرتفعات الشفة

- 719

تستقطب منطقة "النافورة"، الواقعة في الطريق المؤدي إلى عنصر القردة بالشفة، أو كما كان يسمى "كاف الشوادا"، أعدادا كبيرة من العائلات التي تختار هذا الفضاء الترفيهي الطبيعي، لتمكين أبنائهم من اللعب في مختلف الألعاب التي يجري نصبها في المكان، بينما تفترش العائلات الأرض وسط المساحة الغابية المتوفرة حول مساحة اللعب، للاستمتاع ببرودة الجو وتناول وجبة العشاء في هذا الفضاء العائلي المميز.
تحولت "نافورة" الشفة، في السنوات الأخيرة، إلى قبلة مفضلة للعائلات البليدية، وحتى من بعض الولايات المجاورة، مثل المدية وتيبازة، حيث يقصدها الزوار رفقة أبنائهم للاستمتاع بمختلف الألعاب التي تم نصبها في المكان، والتي تباينت بين القفز على البساط النطاط ولعبة القطار والأرجوحة، وغيرها من الألعاب التي المختلفة التي تستقطب اهتمام الأطفال الصغار، بينما تختار ربات البيوت التجول في محلات بيع الأواني الفخارية والألبسة التقليدية، حيث تلقى هذه المحلات، حسب القائمين عليها، إقبالا كبيرا من طرف الزوار، من أجل اختيار بعض الأواني أو التحف والملابس التقليدية، لتقديمها كهدايا، وككل فضاء ترفيهي تكون محلات بيع الأكل الخفيف والحلويات والمرطبات حاضرة بقوة، لتلبية احتياجات الوافدين على الفضاء، من وجبات مختلفة تحوز فيها المرطبات والشاي حصة الأسد من الطلب.
أكثر ما يشد انتباهك وأنت تتجول في منطقة "النافورة"، الواقعة على حافتي الطريق، المؤدي إلى عنصر القردة، رغم صغر مساحتها، تفضيل العائلات تناول وجبة العشاء فيها، حيث يفترشون الأرض ويمكثون في المكان إلى وقت متأخر من الليل، لعدة أسباب، أهمها حسب ما رصدته "المساء"، على ألسنة بعض الزوار، برودة الطقس التي تعرفها المنطقة من جهة، وتوفر الأمن الذي ساهم بشكل كبير في التواجد المكثف للعائلات في هذا الفضاء الترفيهي، وأكثر من هذا، فإن ما زاد من شهرة المكان؛ وقوعه أسفل منحدر الشفة، أو ما يعرف بعنصر القردة، حيث تختار أغلب العائلات التي تزور المكان، بعد الاستمتاع بالنظر إلى قردة "الماغو" والتقاط الصور معها، النزول إلى منطقة النافورة حتى ينال الأطفال حظهم من اللعب، في مختلف الألعاب الموجدة فيها، وأخذ قسط من الراحة بهذا المكان الهادئ. وحسب ما جاء على لسان مواطنة، أكدت في معرض حديثها بأن ولاية البليدة تفتقر إلى فضاءات تستقطب اهتمام الأطفال، من أجل هذا تأتي في الفترة المسائية، لمراقبة القردة واكتشاف جمال منحدر الشفة المغطى بالأشجار، واللعب في مختلف الألعاب المتوفرة، والتي تستقطب اهتمام الأطفال، مضيفة أن القائمين على الفضاء يوفرون للزوار كل الخدمات التي يرغبون فيها، بما في ذلك المصلى ودوريات المياه، الأمر الذي جعل منطقة "النافورة" تلقى شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، وتستقطب اهتمام الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن.
....و"كاف الشوادا" منطقة عبور سياحية
لا يزال عنصر القردة الواقع في الطريق الوطني رقم "1" على بعد 20 كلم من ولاية المدية، يستقطب إليه الكثير من الزوار والسياح، من أجل الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والتقاط الصور مع قردة "الماغو"، حيث يتوقف كل مرتادي هذا الطريق من أجل أخذ قسط من الراحة، أو تناول بعض الفواكه الموسمية، التي يجتهد الباعة الموسمين في بيعها على حافتي الطريق، من ذرة مشوية وتين شوكي وملء القارورات بالمياه المعدنية، التي تصب من الجبال، وعلى الرغم من جفاف مياه الشلالات، إلا أن بعض العائلات ظلت وفية للمكان، حيث اختارت التواجد في ضفاف الوادي بالقرب من بعض التجمعات المائية القليلة والاستمتاع بهدوء المكان وسط الطبيعة الخلابة. من جملة السلوكيات غير الحضارية التي لا تزال تهدد جمالية؛ منحدر الشفة هو قيام بعض الزوار، بغسل سياراتهم بالقرب من ينابيع المياه، رغم أن لافتات تحث على منع مثل هذه التصرفات، وكذا إطعام القردة بالحلويات والبسكويت، الذي يهدد صحتهم ويصيبهم بالكثير من الأمراض، خاصة ما تعلق منها بالسكري، ناهيك عن رمي فضلاتهم الممثلة في أكياس الحلوى، رقائق البطاطا وعلب المياه في المكان، الأمر الذي يوحي بحاجة الزوار إلى التحلي بالمزيد من الوعي، للحفاظ على نظافة هذه الفضاءات السياحية الطبيعية الخلابة .