في وقت يواجه فيه المغاربة "أزمة العطش"
حكومة المخزن تواصل استنزاف المياه
- 969
تتوالى التحذيرات في المغرب من مخاطر الاستنزاف المائي وتفويت منابع المياه الموجهة لإنتاج بعض المحاصيل الزراعية التي تتطلب كميات هائلة من المياه في الوقت الذي يشهد فيه البلد إجهادا حادا في هذه المادة الحيوية.
في هذا السياق، طالب المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالتخلي عن "خوصصة" أراضي الجموع وما يسمى بأراضي الدولة والكف عن استغلالها في إنتاج بعض المزروعات الموجهة للتصدير والتي تستهلك الكثير من المياه مثل فاكهة الأفوكادو والبطيخ الأحمر وكذا الفراولة.
وقال في بيان له إنه "يتابع تصاعد وتيرة احتجاجات عديد السكان ضد العطش في عدة مناطق وأقاليم على غرار قرية أبا محمد التابعة لإقليم تاونات وجماعة سبت آيت رحو بإقليم الخنيفرة.."، مضيفا أن "الكارثة هي أن الأزمة بدأت تتعمم في الكثير من المناطق في المغرب بما في ذلك في بعض المدن الكبيرة كالدار البيضاء وخريبقة وبرشيد وسطات".
وشجب المكتب الحقوقي "الإثراء الفاحش" الناتج عن سياسة الريع في مجال تفويت منابع المياه المعدنية كما هو الحال، على سبيل المثال، بالنسبة للعائلة المالكة لإحدى الشركات الكبيرة التي قد يفوق استهلاكها اليومي 2000 متر مكعب، بينما يعاني المواطن البسيط من انقطاع الماء الصالح للشرب ومن الفقر والبطالة. كما يحرم أهل البادية من حفر الآبار في أراضيهم. من جانبها، قالت النائبة عن فدرالية اليسار الديمقراطي المعارضة، فاطمة التامني، إنه في الوقت الذي يواجه فيه المغرب "أزمة ماء حقيقية دفعت بعض المواطنين للهجرة من قراهم والمناطق التي يعيشون فيها بحثا عنه، تكشف تقارير عن تصدير المغرب لآلاف الأطنان من الأفوكادو لدول أوروبية".
وأشارت النائبة البرلمانية في مراسلة مكتوبة إلى وزير الفلاحة المغربي إلى أن "الجميع يعرف أن الأفوكادو من أكثر الفواكه والخضراوات استنزافا للماء"، موضحة أن تقارير علمية تكشف أن "زراعة كلغ واحد منها تستنزف أكثر من ألف لتر"، لتذكر بتحذيرات مجموعة من الحركات البيئية والفعاليات المدنية بخطورة زراعة هذه الفاكهة على الموارد المائية.
وأظهرت أرقام منصة "إيست فروت" المتخصصة في تحليل صادرات الخضراوات والفواكه أن مبيعات المغرب من الأفوكادو بلغت "أرقاما غير مسبوقة خلال المواسم الأخيرة"، كاشفة عن "تضاعف إجمالي الصادرات أربع مرات في آخر ست سنوات".
وفي نفس السياق، طالبت "حركة مغرب البيئة 2050" بـ«تغيير السياسات الفلاحية بالبلاد ووقف زراعة وتصدير البطيخ الأحمر والأفوكادو، مشيرة إلى أن المملكة تصدر بطريقة غير مباشرة "مياهها الجوفية التي تمثل أغلى مواردها الطبيعية نحو الخارج".
واعتبرت الحركة أن "كلغ واحدا من البطيخ الأحمر المغروس بالصحراء يستهلك 45 لترا من الماء في حالة الاعتماد على تقنية التقطير وهو ما يعني أن بطيخة بوزن 10 كلغ قد تستهلك 450 لتر من الماء العذب". بما جعلها تتساءل "هل نحتاج في المغرب لهذه المواد كي نعيش؟ وهل نحن بحاجة لتصدير هذه المنتوجات؟ وهل من المعقول تصدير الماء بينما بلادنا في خصاص مائي؟".
وكان حزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي قد نبّه إلى أن المستثمرين الصهاينة الذين منح لهم النظام المخزني مزارع شاسعة لزراعة الافوكادو والفراولة في إطار اتفاقيته التطبيعية مع الكيان الصهيوني، فاقموا أزمة العطش من خلال سرقة المياه من الأودية والأنهار.
واللافت أن أغلب المستثمرين في الفواكه الموجهة للتصدير والتي تستنزف كميات كبيرة من المياه هم صهاينة يتمتعون بحماية كبيرة من المخزن الذي يغض الطرف عن كل تصرفاتهم المنافية للقانون.