توافق جزائري- أمريكي حول التسوية السلمية للنزاع
دعم الحلّ الأممي لقضية الصحراء الغربية
- 395
شكلت المحادثات التي جمعت الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، أمس، مع نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي، جوشوا هاريس بمقر الوزارة ، مناسبة لاستعراض سبل وآفاق دعم الجزائر المتواصل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل، سياسي لقضية الصحراء الغربية، بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
تندرج زيارة المسؤول الأمريكي إلى الجزائر في إطار الجولة التي يقوم بها إلى المنطقة، حيث يتقاسم البلدان نفس الموقف حول تسوية النزاع غب الصحراء الغربية وفق أطر الأمم المتحدة. وقد سبق لكاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية انطوني بلينكن أن أكد خلال المحادثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف بمناسبة الزيارة التي قام بها إلى واشنطن الشهر الماضي، اتفاق بلاده مع الجزائر على الدعم الكامل للعملية السياسية للأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية .
كما أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في عديد المناسبات، دعم الجزائر الثابت واللامشروط المساند لقضية الشعب الصحراوي وفقا للشرعية الدولية والقرارات الاممية، وذلك انطلاقا من مبادئ السياسة الخارجية لبلادنا، المستلهمة من مرجعيتها النوفمبرية، المناهضة لكل أشكال الاستعمار والداعمة لكافة حركات التحرر في العالم.
وتعتبر الجزائر قضية الصحراء الغربية مسالة تصفية استعمار، يتم حلها بتمكين الشعب الصحراوي من حقه الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه، يتماشى مع المواثيق والقوانين الدولية التي صادقت عليها الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية.
وينسجم موقف الجزائر مع قرارات مجلس الأمن والدولي واللوائح ذات الصلة الصادرة في هذا الشأن، حيث سجلت القضية في جدول أعمال الأمم المتحدة وهي قضية معترف بشرعيتها من قبل العديد من الدول.
كما تبذل الجزائر جهودها لإيجاد حلول للسلام في المنطقة، من خلال دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار في هذه المنطقة، باعتبارها طرف ملاحظ حيادي، أبدى في الكثير من المناسبات انشغاله لغياب التقدم في المسار السياسي.
وكثيرا ما دعت الجزائر إلى ضرورة بذل الجهود لاحداث قطيعة مع الجمود الحالي لمسار التسوية، من خلال المطالبة ببعث شروط مستديمة تؤدي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، على أن يلتزم الجانبان بنية صادقة ومن دون شروط مسبقة بإجراء مفاوضات وحوار مباشر بغية التوصل إلى حلّ سياسي مقبول من الجانبين طبقا للشرعية الدولية.
وأكدت الجزائر في مناسبات متكررة، على استمرارها في تقديم مساهمتها من أجل تسوية عادلة ودائمة للنزاع في الصحراء الغربية، مع تشجيع الطرفين على تغليب معا منطق السلم والوفاق على التوتر وعدم الاستقرار.
ويقوم الموقف الثابت للجزائر إزاء القضية الصحراوية على قناعات تاريخية وقانونية مثلما تقره اللوائح الأممية، مستندة في ذلك إلى تجربتها التحريرية المتشبعة بقيم الكفاح و النضال الرافض للاستعمار في افريقيا وآسيا .
كما أن الصحراء الغربية تعد آخر مستعمرة في افريقيا، فضلا عن كونها قضية إنسانية وسياسية عادلة تبنتها الدول والشعوب والبرلمانات الوطنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية عبر العالم، بالنظر لشرعيتها المؤسسة تاريخيا وقانونيا.
وتعد الجمهورية العربية الصحراوية أيضا دولة مؤسسة للاتحاد الافريقي وعضو فاعل في البرلمان الافريقي وفي كافة مؤسسات الحكامة الإفريقية ولديها ممثليات دبلوماسية في عشرات الدول، كما تشارك في مختلف الفعاليات المتعددة الاطراف التي ينظمها الاتحاد الإفريقي، مما يؤكد عمليا رفض الشرعية الدولية للاحتلال المغربي لأراضي الصحراء الغربية وللاستغلال غير القانوني للموارد الباطنة والبحرية المملوكة للشعب الصحراوي.
* مليكة. خ
الأمين العام للخارجية يستقبل نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي.. دعم الجهود الأممية لتحقيق حلّ سلمي في الصحراء الغربية
استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج لوناس مقرمان أمس، نائب مساعد كاتب الدولة الأمريكي جوشوا هاريس، الذي حلّ في زيارة عمل إلى الجزائر، حيث استعرض الطرفان سبل وآفاق دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي لقضية الصحراء الغربية، بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأوضح بيان للوزارة أن زيارة المسؤول الأمريكي إلى الجزائر تندرج في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة، حيث تناول الجانبان مستجدات الأوضاع في منطقة الساحل الصحراوي، لا سيما في سياق الأزمة التي تشهدها جمهورية النيجر. كما تطرقا أيضا إلى "عديد الملفات المتعلقة بالعلاقات الجزائرية-الأمريكية وذلك تحضيرا للدورة المقبلة للحوار الاستراتيجي بين البلدين المزمع عقدها شهر أكتوبر بواشنطن".
* ي. س