أكدت لدي ميستورا على الحق في تقرير المصير
منظمات صحراوية تفضح جرائم الاحتلال المغربي
- 1328
التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، خلال زيارته العيون المحتلة منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية صحراوية، قدمت له شهادات حية وتقارير مكتوبة مفصلة حول جرائم المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة لتضمينها في التقرير الذي سيرفعه إلى مجلس الأمن الدولي شهر أكتوبر الداخل والتي أكدت تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير والاستقلال.
من بين المنظمات التي التقت المبعوث الأممي وتمثل مختلف فعاليات المجتمع المدني الصحراوي والمهتمة بالدفاع عن حقوق الانسان ومناهضة نهب الثروات الطبيعية، تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية “كوديسا” والهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي “إيساكوم” والهيئة الصحراوية للبترول والمعادن، إلى جانب ممثلين عن الموقع الاخباري”ايكيب ميديا” و"شبكة ميزرات”.
وفي مستهل اللقاء، الذي دام نحو ساعتين من الزمن، طلب دي ميستورا من المشاركين التركيز على مطالبهم من أجل تضمينها في تقريره القادم، مؤكدا لهم أنه منذ عامين وهو يعمل من أجل تنظيم هذا اللقاء.
وفي مداخلاتها، شدّدت كل المنظمات الصحراوية على أن جبهة البوليزاريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وأنها متمسكة بـ “تطبيق الشرعية الدولية وتنظيم استفتاء تقرير المصير من اجل نيل الحرية والاستقلال”.
كما ندّدت بالانتهاكات الحقوقية الجسيمة لسلطات الاحتلال المغربي بحق المدنيين الصحراويين، مستدلة “بالقمع الوحشي” الذي تعرضت له المسيرة السلمية للمتظاهرين في مدينة العيون المحتلة الاثنين بمناسبة زيارته الأولى إلى الأراضي المحتلة.
وجاء في بيان لمنظمة “كوديسا” أن دي ميستورا والوفد المرافق له استمع خلال اللقاء الذي جرى بمقر بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية “مينورسو” لمداخلات ممثلين عن اللجان والمنظمات الحقوقية الصحراوية التي تمت دعوتها.
وأوضحت المنظمة أن وفدها تطرق إلى “وضعية حقوق الإنسان بالجزء المحتل من الصحراء الغربية في ظل ما يعانيه المدنيون الصحراويون من جرائم حرب وجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية”، مشيرة الى أن وفدها “سلم للمبعوث الشخصي تقارير وشهادات” عن ذلك.
كما كانت هناك تقارير أخرى “تطرقت لوضعية السجناء السياسيين الصحراويين وما تعانيه عائلاتهم من أوضاع مأساوية بسبب بعد المسافة الفاصلة بين مقر سكنهم ومقرات السجون والتعذيب الجسدي والنفسي والممارسات العنصرية التي يتعرض لها هؤلاء السجناء”.
وسلم وفد المنظمة “رسائل كتابية تطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها القانونية والسياسية في ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفي تطبيق القانون الدولي الإنساني بهذا الإقليم مع العمل على تمتيع السجناء السياسيين بحريتهم الكاملة”.
وفي تصريح لـ “وأج”، اكد الاعلامي الصحراوي والأمين العام للشبكة الاخبارية “ميزرات”، الساهل ولد اهل اميليد، أن المداخلات انصبت حول أن “جبهة البوليزاريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وضرورة توسيع صلاحيات بعثة “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الانسان والوضعية الانسانية والحقوقية الكارثية التي تعيشها المنطقة والتي تعرف تأزما نتيجة القمع والترهيب الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والاستنزاف الرهيب لثروات الشعب الصحراوي الذي يعاني الفقر والتهميش.
وأكدت جمعيات صحراوية ناشطة في ميدان مكافحة نهب ثروات الشعب الصحراوي، أن “الاحتلال المغربي يستغل الثروات الصحراوية بطريقة جشعة”، مطالبة بأن أي عقد يتم ابرامه بخصوص هذه الثروات يكون مع جبهة البوليزاريو ومنبهة الى حملات الاستيطان المغربية في الاراضي الصحراوية المحتلة “من اجل تغيير البنية الديمغرافية للمنطقة”. كما شدد المتدخلون على ضرورة “ارساء آلية دولية لمراقبة ورصد وتتبع واقع حقوق الإنسان في المدن المحتلة لضمان حماية المدنيين الصحراويين”.
زيارة دي مستورا نتيجة للموقف الثابت للبوليزاريو
أكد ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة “المينورسو”، سيدي محمد عمار، أن الزيارة الأولى التي يقوم بها حاليا المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي، ستافان دي ميستورا، للصحراء الغربية، هي نتيجة للموقف الثابت لجبهة البوليزاريو بالإضافة إلى كفاح الشعب الصحراوي خاصة في المناطق المحتلة.
وذكر المسؤول الصحراوي في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية “ايفي” بما ورد في تقرير الأمين العام الاممي الأخير حول عدم تمكن دي ميستورا من زيارة الإقليم المحتل في جويلية 2022 لعدم قبوله “الشروط المسبقة” التي حاول المغرب فرضها عليه من خلال تحديد الأماكن التي يجب أن يزورها والأشخاص الذين يمكن اللقاء بهم في الصحراء الغربية المحتلة، مؤكدا أن هذه الزيارة تحققت بفضل “الموقف الثابت لجبهة البوليزاريو وكذا كفاح الشعب الصحراوي, خاصة في المناطق المحتلة”.
وهو ما جعل الدبلوماسي الصحراوي يشدد على أن “دولة الاحتلال هذه المرة لم يكن أمامها خيار سوى التخلي عن موقف العرقلة”، قائلا أنه “هكذا تمكن دي ميستورا من مواصلة المهمة الموكلة إليه من خلال زيارة الصحراء الغربية المحتلة، حيث من المنتظر أن يقدم تقريرا عن زيارته لكل من الأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن في شهر أكتوبر القادم”.وأعرب عن أمله أن يساعد هذا التواصل الأول بين دي ميستورا والصحراويين في المناطق المحتلة على تعرفه عن قرب على الوضع الذي يعيش فيه المدنيون الصحراويون خاصة نشطاء حقوق الانسان والسجناء السياسيون وما يتعرضون له من قمع وترهيب على أيدي دولة الاحتلال المغربي.