لحماية الفلسطينيين من بطش آلة الاحتلال الصهيونية
دعوات متكررة لتدخل دولي عاجل

- 782

يواصل المسؤولون الفلسطينيون إطلاق مزيدا من النداءات والدعوات من أجل تدخل دولي عاجل لوقف جرائم الاحتلال الصهيوني في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، والتي تجاوزت الخطوط الحمراء بإعدامات شبه يومية لم يسلم منها حتى الأطفال.
دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، المنظمات الحقوقية الدولية خاصة منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" للتدخل لوقف جرائم القتل اليومية التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها جريمة إعدام طفل لا يتعدى عمره 16 عاما في مخيم العروب شمال الخليل.
وقال اشتية في بيان إن "القتلة يستمدون مواصلة ارتكاب جرائمهم من شعورهم بالإفلات من العقاب، وهو الشعور الذي يشكّل تشجيعا لهم على تكرار جرائمهم على النحو المفجع الذي نرى مشاهده اليومية في جميع الأراضي المحتلة "، داعيا "المنظمات الحقوقية الدولية وخاصة اليونيسيف المختصة بحماية الأطفال للتدخل لوقف جرائم القتل اليومية".
واستشهد الفتى، ميلاد الراعي، أول أمس، إثر إصابته بالرصاص الحي خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية. وأثناء تشييع جثمانه أمس، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني التي اطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاه الشبان على مدخل المخيم الذي أغلقته ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج من بوابة المدخل الرئيسي.
وأمام استمرار الجرائم الصهيونية، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إنهاء الاحتلال الصهيوني ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه تعد "المدخل الصحيح لبناء علاقات طبيعية ومد الجسور بين أطراف الإقليم".
وقالت في بيان لها إن "الحديث عن بناء شبكة استراتيجية من الطرق والسكك الحديدية ووسائل الاتصال والتواصل البحرية بين أطراف الإقليم دون حل القضية الفلسطينية، أصبحت مخططا مفضوحا لبناء علاقات طبيعية بين أطراف الإقليم بعيدا عن المخاطر الاستراتيجية لوجود الاحتلال و استمرار جرائمه".
وبينما جددت التأكيد أن "حل القضية الفلسطينية هو المدخل الصحيح لبناء مثل تلك العلاقات الطبيعية في ظل مناخات أكثر إيجابية على أمن واستقرار المنطقة"، شددت الوزارة على أن "الحماية والحصانة التي توفرها عدد من الدول الكبرى للاحتلال تؤمن إفلاته المستمر من العقاب وتعمق الظلم والاضطهاد الواقع على الشعب الفلسطيني وتقوض أيضا أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية".
وطالبت بـ«ضغط دولي حقيقي" لإجبار إدارة الاحتلال على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية ولجم ميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية وتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها. ورأت أن ضعف وتدني ردود الفعل والمواقف الدولية تجاه جرائم المستوطنين والفشل الدولي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية وفرض عقوبات على الكيان الصهيوني، "يكرّس الاحتلال ويعمق حلقات نظام الفصل العنصري الأبرتهايد" ويشجع غلاة المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية على ارتكاب المزيد من الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين".
من جانبه، أطلع وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس، سفير جمهورية جنوب إفريقيا المعتمد لدى فلسطين، شون بنفيلديت، على مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية، خاصة الانتهاكات الصهيونية المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدراته.
ووضع المالكي السفير الجنوب افريقي في صورة آخر مستجدات الحراك الدبلوماسي على الساحة الدولية وأهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الانتهاكات، مشيدا بالعلاقة الثنائية التاريخية بين البلدين وبالدعم الدائم والمستمر الذي تقدمه جنوب إفريقيا للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية كافة.
بالتزامن مع ذلك تواصل قوات الاحتلال انتهاكاتها واعتداءاتها التي تستهدف كل ما هو فلسطيني، حيث اعتقلت، أمس، خمسة فلسطينيين من الضفة الغربية والقدس المحتلتين بعد أن داهمت فجرا منازل ذويهم وعبثت في محتوياتها، فيما اعتقلت مقدسيين اثنين من بلدة العيسوية.
وتشهد عدة مناطق بالضفة الغربية والقدس المحتلتين حصارا وإجراءات عسكرية مشددة وحملات اعتقال واسعة في حق الشباب الفلسطيني، بالإضافة إلى اعتداءات من طرف المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.