الصحة النفسية في الوسط المدرسي

المرافقة والمتابعة والعلاج جهود تساهم في بناء شخصية التلميذ ونجاحه

المرافقة والمتابعة والعلاج جهود تساهم في بناء شخصية التلميذ ونجاحه
  • القراءات: 784
ق. م ق. م

تعترض بعض التلاميذ خلال مشوارهم الدراسي عراقيل ومشاكل صحية على غرار الاضطرابات اللغوية المنطوقة والمكتوبة واضطرابات اخرى إضافة الى المشاكل النفسية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للتلميذ وعليه يتوجب تدخل اخصائي الارطوفوني الذي يعد دوره اساسيا ورئيسيا في حمايه الاطفال حمايه الطفل من كل هذه العراقيل وتصحيحها، لاسيما ان المدرسة تعد احدى المؤسسات المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية وفيها يتفاعل التلاميذ و المعلمين  والإدارة بهدف تحقيق أهداف المنظومة التربوية.

أشار مختصون في الصحة النفسية من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان درقانة، من خلال مطويات وُزعت على الزوار، إلى أن دور الأخصائي الأرطفوني يتمثل في دراسة وعلاج الاضطرابات، ومنها الاضطرابات اللغوية، والشفهية، والمكتوبة، بالإضافة إلى الاضطرابات الناجمة عن إصابات دماغية، واضطرابات الإنتاج الصوتي، واضطرابات اللغة عند المصابين بالأمراض النفسية، والحركية، والعقلية.

وأكد المختصون أن دور الأرطفوني هام جدا في الصحة المدرسية؛ إذ يساهم في علاج أهم المشاكل الصحية التي يتعرض لها التلميذ، إلى جانب الطبيب والمختص النفسي؛ فالأرطفوني يعمل على التشخيص، والبحث عن اضطرابات اللغة في المدارس، وإعادة تربية اللغة والكلام والصوت، ويتدخل في الميدان العلاجي والوقائي للصحة المدرسية.

وفي ما يخص الاضطرابات التي يواجهها الأرطفوني في الوسط المدرسي، فقد تمت الإشارة إلى أنها مختلفة، ومنها اضطرابات اللغة الشفهية. وهي اضطرابات تمس اللغة بصفه عامة، والنطق بصفة خاصة، وهي تشمل تأخر اللغة. وهنا نجد أن الطفل في سن المدرسة يعاني من تأخر في اكتساب اللغة؛  أي أن رصيده اللغوي فقير من المفردات والكلمات، مع استعمال ضمائر غير مناسبة؛ إذ نجد حذفا، وعكسا للكلمات داخل الجملة، واضطرابات في النطق، وهنا نجد أن الطفل لديه رصيد لغوي جيد، وغني بالمفردات والكلمات، ويحسن استعماله، ولكنه يعاني من خلل في نطق بعض الحروف؛ مثلا "الكاف" ينطقها "ت"، وتكون مصاحبة لجميع الكلمات التي تحتوي على هذا الحرف، إضافة إلى الاضطرابات النطقية الناتجة عن إصابه عضوية؛ مثل الشق الحنكي، والشق الشفوي التي تعيق خروج الحروف من مخارجها الصحيحة. واضطرابات اللغة المكتوبة، ومنها عسر القراءة. وهي عبارة عن صعوبة غير عادية في القراءة بدون أي خلل عضوي في الرأس أو الأذن بعد القيام بالفحوصات اللازمة. وبمجرد ملاحظه المعلم أو أحد الوالدين هذا المشكل عليه بالتوجه إلى المختص الأرطفوني للتكفل به.

وهناك أيضا عسر الكتابة. وهو صعوبة تعترض الطفل في كتابة أي جمله بدون أي سبب في الأعضاء أو الأعصاب. أما  المشكلة الثالثة وهي عسر الحساب، وهو صعوبة القيام بالعمليات الحسابية البسيطة بالرغم من أن سن الطفل متقدمة.

ويواجه المختص، أيضا، اضطراب الكلام أو التأتأة أو اللجلجة. وهو اضطراب في مجرى الكلام؛ إذ نجد الطفل ينزل الكلام على شكل ترديد الحروف أو المقطع أو الكلمة في بداية الكلام، أو تطويل، أو توقف. ويكون الكلام مصاحَبا في أغلب الحالات، بسلوكات ثانوية؛ منها حركة عضلة الوجه والأطراف، واضطرابات نفسية، تمنعه من التكلم، وبالتالي المشاركة والتعلم في القسم، ومن أسبابها النفسية أو الأسرية. ويتم البحث عنها بالتعاون مع المختص النفسي.

علاقه الاضطرابات اللغوية بالصحة النفسية للطفل المتمدرس

أوضح المختصون أن الاضطرابات اللغوية تؤثر سلبا على الحياه الدراسية للطفل المتمدرس؛ فهي تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي، فيصبح الطفل يميل إلى العزلة، وتجنب التكلم مع الزملاء؛ خوفا من التنمر عليه، وقله المشاركة في القسم؛ بسبب صعوبة النطق أو الكلام أو القراءة. وتحصيله الدراسي يكون سيئا، ونتائجه سيئة في غالب الأحيان؛ فيتهرب من المدرسة، وتتدهور حالته النفسية. وكثير من الحالات يصاب بالاكتئاب، خاصة في حالات التأتأة.

وأشار المختصون إلى أن الوقاية من الاضطرابات اللغوية تتم عن طريق إعلام الآباء أولا، والمعلمين في المدارس ثانيا، بواسطه المتخص الأرطفوني؛ فهو الوحيد الذي يستطيع أن يفرق بين الاضطرابات من خلال التشخيص والأعراض، ومن خلال الأم والمعلم. كما يقوم الأرطفوني بالتحسيس بخطورة تفاقم الاضطراب، وأثره على الصحة النفسية للطفل خاصه في الوسط المدرسي، وبالتالي تحصيله الدراسي السيئ؛ لذلك فعلى الوالدين بالدرجة الأولى، والمعلم بالدرجة الثانية، التوجه إلى المختص الأرطفوني للكشف المبكر، والكفالة المبكرة؛  فكلما كانت الكفالة الأرطفونية مبكرة كانت النتائج ناجحة، ومنه ضمان الصحة النفسية الإيجابية للطفل، وضمان نتائج دراسية حسنه.