مشاركة الرئيس تبون في الجمعية العامة للأمم المتحدة
تأكيد لمبادئ الجزائر وترقية قيم السلم والمساواة
- 220
لقي خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي ألقاه خلال أشغال الجمعية للأمم المتحدة بنيويورك صدى كبيرا بين الزعماء والقادة الاجانب الذين أشادوا بقوة الطرح التي ميزت تحليلاته إزاء السياقات الدولية الراهنة، والتي عكست بما لا يدع مجالا للشك القناعات الثابتة للسياسة الخارجية للجزائر، المبنية على قيم السلم والتضامن بين الشعوب، فضلا عن تشخيصه لمكامن الخلل التي تعتري الهيئة الأممية، ما يحول دون أداء مهامها على أكمل وجه، لينعكس ذلك سلبا على مصداقيتها والأهداف التي قامت من أجلها.
ومن هذا المنطلق حملت رؤية الرئيس تبون أبعادا استشرافية بخصوص اصلاح النظام الدولي متعدد الأطراف، انطلاقا من حرص الجزائر على ارساء مبادئ نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا، حيث يكون الأساس بالدفع بعجلة المفاوضات الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن، وفق منهج متكامل وشامل في سبيل التوصل إلى توافق بشأن إصلاح حقيقي يضمن تمثيلا أكثر شفافية.
ويأتي طرح رئيس الجمهورية في سياق المسؤولية التي ستضطلع بها الجزائر بداية من السنة المقبلة، حيث ستشغل معقدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي وهي حاملة لآمال شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية، ومدافعة عن مقاربة ترتكز على الحلول النهائية للأزمات من خلال معالجة أسبابها الجذرية.
كما وصف خطاب رئيس الجمهورية بـ"التاريخي"، في ظل مساعي الجزائر لحلحلة الأزمات التي تعرفها عديد المناطق خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط، من أجل إحلال الأمن والسلم العالميين.
وكانت اللقاءات التي أجراها الرئيس تبون على هامش أشغال الجمعية العامة مع عدد من نظرائه، فرصة لاطلاع مختلف الشركاء برؤية الجزائر إزاء الواقع الدولي الراهن، عبر استعادة القيم وترقيتها وبسط السلم في العالم، وإيجاد السبل الكفيلة لتحقيق الأمن العالمي من خلال عالم متعدد الأقطاب يخلو من الهيمنة والاستغلال.
واغتنم الشركاء هذه المناسبة للإشادة بدور الجزائر في حلحلة القضايا الدولية، خاصة على ضوء ما يجري في منطقة الساحل التي مازالت تعيش على صفيح ساخن ينذر بالانفجار في أي لحظة، في حال عدم تسوية النزاعات بالطرق السلمية.
وعليه، يشكل لقاء رئيس الجمهورية خلال توقيعه على السجل الذهبي للأمم المتحدة بالأمين العام أنطونيو غوتيريش، بمثابة تجديد العهد مع التعاون الوثيق بين الجزائر و هذه الهيئة العريقة في كافة القضايا التي تهم العالم، خاصة وأن المسؤول الأممي قد سبق وأن أعرب عن إعجابه برؤية رئيس الجمهورية الشاملة بخصوص الشؤون العالمية.
وعبرت إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد، عن تقديرها لجهود الجزائر من أجل تنسيق الجهود لاستبعاد التدخلات العسكرية التي لن تزيد سوى تعقيدا للأوضاع، مع الإشادة بالمبادرة التي اقترحتها لتنظيم مؤتمر دولي للتنمية في منطقة الساحل بعد حل أزمة النيجر.
وتركزت رؤية رئيس الجمهورية على وجوب استعادة القيم وترقيتها وبسط السلم في العالم، وإيجاد السبل الكفيلة لتحقيق الأمن العالمي، من خلال عالم متعدد الأقطاب يخلو من الهيمنة والاستغلال، في الوقت الذي أكد فيه على ثبات موقف الجزائر المناصر للشعوب المستعمرة وحتمية تقرير مصيرها طبقا للوائح الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد ثمّن السفير الصحراوي، ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو)، سيدي محمد عمار، ما تضمنته كلمة رئيس الجمهورية، كونها تضع الهيئات والمؤسسات الدولية على المحك وتوجب إعادة النظر بعمق في دور الأمم المتحدة والسعي لمعالجة مكامن الخلل في النظام الدولي الحالي بروح المسؤولية في سبيل إعلاء القيم والمبادئ التي قامت من أجلها الأمم المتحدة.
كما أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدوره، بموقف الجزائر التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، مضيفا أن "الجزائر تاريخيا ومنذ الأزل تؤيد الشعب الفلسطيني وتقف معه ظالما أو مظلوما". وعليه كانت مشاركة رئيس الجمهورية خلال هذا المحفل الأممي، مناسبة لتأكيد توجه الدولة الجزائرية في مجال التعاطي مع القضايا الدولية الراهنة، وفق دبلوماسية مستمدة من الحكمة والبصيرة التي عبر عنها دستور البلاد.