قال إن المحتويات الرقمية تحولت إلى وسائل تضليل.. كاتب:
المدرسة العليا للأمن السيبراني تساهم في تحقيق السيادة الرقمية
- 703
❊ ضرورة التحكم في الإعلام الرقمي لكبح انتشار الأخبار المغلوطة
❊ ضبط نشاط الإعلام الإلكتروني لجعله يقدم محتويات هادفة
أكد الباحث بالمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، الدكتور أحمد كاتب، أن إنشاء المدرسة العليا للأمن السيبراني من شأنه المساهمة بشكل كبير في مواجهة المحتويات الرقمية التي تخدم اجندات أجنبية في اطار حروب الجيل الرابع والخامس.
قال الدكتور كاتب لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى الإذاعة، إن الجزائر تمتلك خبرات كبيرة تمكنها من مواجهة المحتويات الرقمية الخطيرة، التي تحولت إلى صناعة حقيقية تمارس مختلف أنواع التشهير والتضليل والسخرية، في غياب الوعي وحس المواطنة. وأضاف أن المدرسة العليا للأمن السبيراني، التي سيتم إنشاؤها من شأنها المشاركة بشكل كبير في التصدي للمحتويات التي تعمل وفقا لأجندات أجنبية تستعملها في إطار حروب الجيل الرابع والخامس، مشيرا إلى أن الجزائر يجب أن تنتهج استراتيجية رقمية لتحقيق المناعة السيبرانية، من خلال تطوير برمجيات تحقق استقلالها التكنولوجي، لتفادي اللجوء إلى استخدام برمجيات أجنبية.
في السياق، أكد المتحدث أن الاعتماد على الجانب القانوني لمواجهة المحتويات الرقمية لا يكفي، بل ينبغي التأسيس لقواعد تمكن النخبة والخبرات الوطنية من تقديم مساهمتها لمواجهة الرهانات الحالية، التي فرضتها التكنولوجيا، لحماية الوطن من المخاطر التي يمكن ان تتربص به. وشدد الدكتور كاتب على ضرورة ضبط نشاط الإعلام الإلكتروني، بشكل يجعله يقدم محتويات مفيدة، مشيرا إلى الكم الهائل من الأخبار المغلوطة التي تم الترويج لها خلال جائحة كورونا، وكذا المحاولات المتكررة من طرف بعض الدول لسرقة التراث الجزائري، الذي قامت الجزائر بحمايته من خلال منظمة اليونسكو.
وتطرق كاتب إلى وجود فراغ رقمي في الجزائر يجب تداركه، على خد قوله، “حيث أصبحت العديد من المحتويات الرقمية تستهدف مقومات الأمة من خلال تغذية التناقضات الوهمية، ومحاولة فرض تصورات لا تتماشى مع المضامين الوطنية، لخلق التضاد بين مكونات المجتمع، وهو ما لاحظناه خلال فترة الانتخابات عندما تم التهجم على كل من يؤدي واجبه الوطني”.
من جهتها، قالت ريم رويبي، أستاذة بالمدرسة العليا للإعلام، “إننا نخوض معارك في ميدان لا نتحكم فيه.. ونحارب عدو خفي في الفضاءات الرقمية، التي أدت الى عدم القدرة على التكيف مع الحتمية الاتصالية”، مشيرة إلى أن الجزائر بحاجة الى تفعيل التشريعات، لإرساء سيادة إعلامية والكترونية.
وأضافت المتحدثة، أن الجزائر تعيش “تخمة اعلامية”، حيث أصبح المواطن لا يجد المعلومة الصحيحة في ظل الانتشار الكبير للأخبار المغلوطة من خلال المحتويات الرقمية، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يفرض التواصل مع القائمين على الوسائل الإعلامية، والتأكيد على أهمية استشعار الأخطار المتأتية من إساءة استخدام الاعلام الرقمي، وحثهم على القيام بدورهم التوعوي، مع التركيز على طبيعة المواد المقدمة من قبل كل وسيلة إعلامية ومدى تأثيرات ما تبثه من مواد على المجتمع.