اعتبرت المؤسسات الناشئة قاطرة التنمية المستدامة.. دحلب:
الجزائر تمتلك مقوّمات تشييد الاقتصاد الأخضر
- 1312
❊ تبني الاستدامة بالاعتماد على الرقمنة ودعم المشاريع الناشئة
❊ 7 آلاف زائر لصالون الجزائر الدولي للطاقات المتجددة
أشرفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فازية دحلب، مساء أول أمس، على اختتام فعاليات الطبعة الثالثة لصالون الجزائر الدولي للبيئة والطاقات المتجددة، المنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
جرى اختتام الصالون، المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار "المؤسسات الناشئة قاطرة التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في الجزائر"، بحضور سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، يو كي جون، الذي كانت بلاده "ضيف شرف" الصالون، وإطارات من وزارة البيئة والطاقات المتجددة، حيث أكدت دحلب في كلمتها أن الصالون أضحى "منصة تفاعلية واعدة لرسم آفاق الاستثمار في مجال البيئة والطاقات المتجددة خارج الشبكة"، التي أكدت سعي دائرتها الوزارية لتنميتها من خلال التوجّه نحو الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري، وذلك في إطار "تجسيد التزامات رئيس الجمهورية لوضع دعائم التحول الطاقوي والبيئي في الجزائر".
كما أشارت إلى امتلاك الجزائر للكثير من المقومات التي يمكن من خلالها تشييد الاقتصاد الأخضر وما يرتبط به من صناعات دائرية، باعتباره اقتصاد المستقبل وأحد السبل لتحقيق التنمية المستدامة، لافتة إلى عمل الوزارة على تبني الاستدامة بالاعتماد على الرقمنة ودعم بروز المشاريع الناشئة في قطاعات الطاقات المتجددة، التغير المناخي، المياه، والتكنولوجيا الحيوية.ونوّهت الوزيرة بنجاح الصالون في استقطاب أكثر من 7000 زائر على مدار ثلاثة أيام، تعرفوا على نشاطات قرابة 170 عارض محلي وأجنبي في مجال البيئة والطاقات المتجددة.وبخصوص الورشات التي شهدها الصالون على مدار ثلاثة أيام والتي نشطها خبراء جزائريون وأجانب، أشارت الوزيرة إلى أن كل محور من محاورها الأربعة انبثقت عنه عدة مخرجات.
بالنسبة للمحور الأول المتعلق بالنفايات، تمثلت مخرجاته، حسب الوزيرة، في تسريع التوجه نحو الاقتصاد الدائري بوضع أسس وآليات الفرز الانتقائي من المصدر، مرافقة ودعم المؤسسات الناشئة والمصغرة في مجالات جمع، تدوير وتثمين النفايات بشكل عام والمنزلية بشكل خاص، مع اعتماد الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، وكذا تحيين القوانين لإدراج مبادئ الاقتصاد الدائري، لاسيما القانون 19-01 المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها، مع تحديد المراسيم التطبيقية.
أما المحور الثاني المتعلق بالطاقات المتجددة، فتمثلت مخرجات ورشاته في ضرورة وضع بنك معلومات لدى جهة مختصة، لتوحيد الإحصائيات والأرقام فيما يتعلق بالطاقات المتجددة، وتثمين وترقية كل مصادر الطاقات المتجددة على غرار الطاقة الجوفية الحرارية والتثمين الطاقوي للنفايات.كما أكد الخبراء على ضرورة فتح "حوار عام" يضم الدوائر الوزارية المعنية، مراكز البحث والمتعاملين الاقتصاديين والخبراء لإثراء ودعم أدوات الاستراتيجية الوطنية لتطوير الطاقات المتجددة خارج الشبكة، وكذا اعتماد البحث العلمي والتطوير التكنولوجي لبعث صناعة الطاقات المتجددة محليا مع تشجيع الاستفادة من تجارب البلدان الرائدة في هذا المجال.
أما المشاركون في الورشات حول "الشح المائي ومعالجة المياه" فأوصوا بـ«ضرورة وضع مخطط وطني، بالتنسيق مع الوزارات المعنية، لاسترجاع المياه المستعملة المعالجة، والتي حدد رئيس الجمهورية النسبة المستهدفة لاسترجاعها بـ 40 من المائة على المدى القريب"، مع توجيه استخدامها في الميادين المناسبة خاصة في الصناعة والسقي الفلاحي. كما تم كذلك إبراز أهمية إدراج عنصر كفاءة الطاقة ومعالجة النفايات الناتجة عن عمليات تحلية مياه البحر واستخدام التكنولوجيات الحديثة لعقلنة استعمال المياه.
وتمثلت مخرجات محور "كفاءة الطاقة في الإنارة العمومية" في ضرورة اعتماد مخابر القياسات في مجال الإنارة، تحيين وفرض المقاييس والمعايير الوطنية المتعلقة بمجالات استعمال الإنارة و إحصاء المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في هذا المجال ومرافقتهم بغية تطوير المنتوج المحلي. وإضافة لهذه المخرجات، أكدت السيدة دحلب أن الجامعة تعتبر "محرك هذه الاستراتيجية"، من خلال تعزيز التكوين وفتح تخصصات جديدة في مجالات الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري، وكذا إدراجهما في برامج البحث العلمي لضمان تكوين نوعي وفعّال لإطارات المستقبل.
كما أشارت الوزيرة إلى أهمية اتفاقية الشراكة الإطارية الموقعة مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة خلال اليوم الأول من الصالون، حيث أكدت أنها تهدف أساسا إلى مرافقة وتشجيع المؤسسات الناشئة في ميادين الاقتصاد الأخضر تعزيزا لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتطوير الطاقات المتجددة خارج الشبكة.من جهته، أبرز سفير كوريا الجنوبية أن بلاده "تشارك الجزائر النظرة الاستراتيجية المتعلقة بالتنمية المستدامة، لاسيما من ناحية تدوير وتثمين النفايات"، مشيرا لإمكانية الشركات الجزائرية الاستفادة من التجربة الكورية في هذا المجال.
وباعتبار كوريا الجنوبية "ضيف شرف" الطبعة الثالثة من الصالون، كرمت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة عددا من الشركات الكورية المشاركة.كما تم على هامش حفل الاختتام، التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة بين المركز الوطني لتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء CNTPP ومؤسسات عمومية وخاصة، وكذا توقيع اتفاقية بين المحافظة الوطنية للتكوينات البيئية والديوان الوطني للتطهير، واتفاقيات بين عدد من المؤسسات الخاصة.