الدكتور شريف مريبعي:

التأليف المعجمي الموجه للمتمدرسين في الجزائر لا يلبي الحاجة

التأليف المعجمي الموجه للمتمدرسين  في الجزائر لا يلبي الحاجة
رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي
  • 512
نوال جاوت نوال جاوت

قدم رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي، مؤخرا، محاضرة عن "التأليف المعجمي الموجه للمتمدرسين في الجزائر"، خلال مشاركته في الفعاليات العلمية، التي أقامها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالعاصمة السعودية الرياض.

أشار الدكتور الشريف مريبعي، إلى أن ما هو متاح في السوق الجزائرية من مؤلفات في هذا المجال، لا يلبي حاجة المتعلم من جهة، ومن جهة أخرى، يغلب عليه في الغالب الأعم، طابع الارتجال والتسرع، ويقوم به هواة من معلمين وأساتذة، لديهم رغبة في إفادة تلاميذهم، أو بعض دور النشر، كما أن الطابع التجاري لا يخفى في تلك الأعمال، مضيفا أن أغلب القواميس التي نراها في السوق تقليدية في تأليفها، فهي إما عبارة عن سلخ لقواميس قديمة، أو متكئة عليها، حيث يقوم صاحب المعجم بجمع عدد من الكلمات، ويقوم بشرحها كما تفعل المعاجم القديمة تماما.

واستثنى رئيس المجمع الجزائري للغة العربية من تلك المعاجم "معجم الخليل الصغير"، الذي ألفه مجموعة من الباحثين الدائمين في مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، وعده "أنموذجا للصناعة المعجمية المدرسية الناجحة"  لاختبارات هي أن هذا المعجم الموجه لتلاميذ التعليم المتوسط، جاء على يد باحثين مختصين، خضعوا لفترة تكوين في هذا المجال، ثم قاموا بدراسة ميدانية للاطلاع على المعاجم المتوفرة في السوق الوطنية، ودراستها دراسة نقدية، ثم وزعوا استبيانا على تلاميذ المرحلة التعليمية المستهدفة لمعرفة توجهاتهم القرائية، وأعدوا بناء على ذلك، مدونة استمدوا منها المادة المعجمية، وعليه فإنهم أسسوا معجمهم على المستعمل من اللغة لا غير. وعلى المصطلحات العلمية والحضارية التي قاموا بجردها من المقررات الدراسية العلمية للتلاميذ، ومن بعض القواميس الأجنبية، فأغنوا معجمهم بالمفاهيم العلمية والحضارية، إلى جانب كم هائل من اللغة العامة، يقدر بعشرة ملايين مفردة.

ولم تفت المحاضر، الإشارة إلى اعتماد مجموعة العمل على أداة إلكترونية، مكنتهم من استخراج جذور الألفاظ بسهولة، والإتيان بكل السياقات التي وردت فيها ضمن المدونة النصية التي وضعوها سلفا، وكذا اعتمادها على منصة رقمية أتاحت لهم العمل الجماعي والعمل عن بعد. وبناء على هذه المقاييس العلمية المضبوطة، رأى المحاضر، أن معجم "الخليل الصغير" يعد أنموذجا للصناعة المعجمية، ينبغي أن يحتذى.

للإشارة، شارك رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي، يومي 26 و27 سبتمبر الماضي، في الفعاليات العلمية التي أقامها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بدعوة من الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور عبد الله الوشمي، وقد حضر الفعاليات، عدد هام من رؤساء المجامع اللغوية العلمية العربية، من القاهرة والعراق والسودان والكويت والشارقة وموريتانيا، بالإضافة إلى جمع من العلماء من المملكة العربية السعودية ومن خارجها، مثل الهند وباكستان وماليزيا.

وخصص اليوم الأول لزيارة مقر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وهو تحفة معمارية رائعة، حيث تم استقبال المشاركين واطلاعهم على مختلف أقسام المجمع ومشاريعه العلمية ومطبوعاته وإنجازاته في خدمة اللغة العربية. كما تم في هذا اليوم الأول، الإعلان عن إطلاق مشروع معجم الرياض للغة العربية المعاصرة، وهو مشروع ثقافي حضاري لخدمة اللغة العربية، تمت المزاوجة فيه بين التأليف المعجم وتكنولوجيا المعلومات، التي جعلت محتوى المعجم رقميا ومتاحا على شبكة الأنترنت. ومن مزايا هذا المعجم، أنه يقدم للمتصفح المعارف والشروح والمفاهيم بطريقة عصرية، حيث تستعجل الفيديوهات والصور لشرح المفاهيم المختلفة، سواء كانت مفاهيم تجريبية أم غيرها.