رئيس الجمعية الوطنية لمحو الأمية "اقرأ" حسين خليد لـ"المساء":
الذكاء الاصطناعي بوابة محو الأمية الرقمية

- 639

يرى رئيس الجمعية الوطنية لمحو الأمية "اقرأ"، الأستاذ حسين خليد، أن من بين التحديات المسجلة في الميدان، من أجل القضاء على الأمية الكلاسيكية والتفرغ لمحو الأمية الرقمية في أفاق 2030، هو التسرب المدرسي وامتناع بعض العائلات بالمناطق النائية عن تعليم أبنائها، خاصة البنات، مؤكدا أن الجزائر حققت أشواطا كبيرة في مجال القضاء على الأمية الأبجدية، وترفع التحدي لبلوغ صفر أمية.
❊ بداية، ما الذي يميز الدخول المدرسي لفصول محو الأمية هذه السنة؟
❊❊ الدخول المدرسي لفصول محول الأمية هذه السنة، يأتي في حلة جديدة، تتمثل في الانخراط في المسعى الذي يقوم على محو الأمية الرقمية، والخروج من الأمية الكلاسيكية، ممثلة في تعليم الكتابة والقراءة، خاصة بعدما تغير مفهوم محو الأمية، من الأمية الأبجدية إلى الأمية الرقمية، التي أصبحت تشكل واحدة من التحديات التي تراهن عليها الدول، بما فيها الجزائر، للحفاظ على أمنها الرقمي، ومنه بلوغ مجتمع متطور.
❊ في رأيك، هل بلغت الجزائر مرحلة الانتقال من محو الأمية الكلاسيكية إلى محو الأمية الرقمية؟
❊❊ التطورات التي يشهدنا العالم اليوم، والثورة التكنولوجية الكبيرة، تحتم علينا مواكبة هذه التغييرات، وأكثر من هذا، الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار يسير في هذا المنهاج، من خلال رقمنة كل الكتب المرتبطة بتعليم الكبار، بالتالي الأرضية مهيأة لإنجاح مسعى الانتقال من محو الأمية الكلاسيكية المتعلقة بتعليم الكتابة والقراءة، والانتقال إلى محو الأمية الرقمية التي أصبحت أكثر من ضرورة، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، فإن تكنولوجيات الإعلام والاتصال تمنح الفرصة لكبار السن، من أجل التعلم بسهولة، من خلال ما يتيحه الذكاء الاصطناعي الذي يسمح حتى للأمي، بعد تلقينه جملة من المهارات، أن يكون قادرا على حل كل مشكلاته، بمجرد إتقانه لها.
❊ فيما تتمثل أهم التحديات التي تواجهكم كجمعية للمساهمة في محاربة الأمية؟
❊❊ أهم تحدٍ يواجه الجمعية عبر مختلف مكاتبها بكل ولايات الوطن، والذي يجعل من فكرة القضاء على الأمية صعبا، وجود فئة من الأطفال الذين لا يلتحقون مطلقا بالمدارس، ويمثلون نسبة 2 بالمائة، وهي نسبة كبيرة. وبالمناسبة، نطالب كجمعية تناضل منذ سنوات في سبيل القضاء على الأمية، تدخل المختصين لبحث الأسباب الحقيقية وراء امتناع بعض الأطفال من الالتحاق بالمدارس، خاصة بمناطق الظل والأماكن المعزولة، مثل أبناء البدو الرحل، أو تفشي بعض المعتقدات التي تمنع الفتاة من التعلم، زيادة على ذلك، هاجس التسرب المدرسي الذي، على الرغم من المجهودات المبذولة، لا يزال موجودا ويؤثر سلبا على بلوغ هدف صفر أمية، والذي يتطلب هو الآخر، البحث فيه من قبل المختصين في الحقل التربوي، لاقتراح حلول، ومنه محاربة الظاهرة.
❊ أغلب الملتحقين بفصول محو الأمية نساء، ما تعليقك؟
❊❊ حقيقة، تشير بعض الإحصائيات على مستوى بعض المكاتب، ومنها مكتب البليدة، إلى تسجيل إقبال كبير للعنصر النسوي على فصول محو الأمية، فمثلا في مكتب البليدة هذه السنة، كل المسجلين في فصول محو الأمية نساء، وفي المقابل، تحاول جمعية "اقرأ"، من خلال عملها التحسيسي، على حث كل شرائح المجتمع على التعلم وعدم اقتصاره على الجنس النسوي فقط، خاصة أننا نعمل بالشراكة مع عدد من المديريات، في إطار اتفاقيات، مثل الشؤون الدينية، التي تفتح مساجدها لتعلم كبار السن، بالتالي المجال مفتوح لكل الراغبين في محو أميتهم.
❊ ماذا عن الإمكانيات البشرية والمادية لتعليم الكبار؟
❊❊ لا تعاني جمعية "اقرأ" من أي مشكل فيما يتعلق بالإمكانيات المادية، ممثلة في الأقسام، حيث تعمل الجمعية بالشراكة مع الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، ومع بعض الشركاء الذي يسمحون لها بتحول بعض الفضاءات إلى أقسام محو الأمية، على مستوى المساجد أو مراكز التكوين المهني أو دور الشباب، كما أن المورد البشري متوفر، يبقى فقط لتسهيل الانتقال من محاربة الأمية الكلاسيكية إلى الأمية الرقمية، التركيز على تكوين العنصر البشري ورسكلتها لرفع مستوى المشرفين على تعليم كبار السن.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ بلوغ صفر أمية في أفاق 2030، والذي يعتبر من أهداف التنمية المستدامة، يبقى ممكنا من خلال تضافر كل الجهود، ويكفينا فخرا أن الجزائر تمكنت من تقليص نسبة الأمية من 22 بالمائة إلى 7.4 بالمائة، وأن جمعية "اقرأ" وحدها تمكنت من تحرير مليوني شخص من أميتهم، يجب مواصلة الجهود، خاصة أن الدولة الجزائرية وضعت كل التسهيلات من أجل محاربة الظاهرة والتحرر من الأمية الأبجدية والتطلع إلى محو الأمية الرقمية.