افتتاح "الريس الصغير" و"الريس الثقافي" بحصن 23

أجندة ثقافية بوسائل مبتكرة مبنية على مقومات الهوية الوطنية

أجندة ثقافية بوسائل مبتكرة مبنية على مقومات الهوية الوطنية
  • 511
مريم. ن مريم. ن

افتتح مركز الفنون والثقافة "قصر رياس البحر"، أول أمس، فضاءين ثقافيين هما؛ الحصن الثقافي "رياس" وفضاء "الريس الصغير" الخاص بتنظيم الأنشطة البيداغوجية التفاعلية، التي تنمي المهارات وتستقطب كفاءات البراعم، ودشن هذين الفضاءين، البروفيسور عبد الحميد بورايو، ومدير الكتاب بوزارة الثقافة والفنون، التجاني تامة، بحضور كوكبة من المثقفين، والبداية كانت مع "الريس الصغير"، الأول من نوعه في القصر، حيث جلست فيه مجموعة من الأطفال لتستمتع وتستفيد من هذا الفضاء التربوي، علما أن به قسم للنشاطات التربوية والمطالعة، مع توفر الألعاب البيداغوجية المساعدة على الفهم والاستيعاب، خاصة في مجال التراث.

تحدثت "المساء" مع السيدة أمينة محند أعراب (مترجمة رئيسية)، المشرفة على هذا الفضاء، وقالت إنها كثيرا ما تستقبل الوفود الأجنبية الشغوفة بمعرفة تراثنا الذي يجب صونه، ابتداء من التكفل بالأجيال الصاعدة، وأضافت "في الريس الصغير، يتم تعريف الطفل بتاريخ بلاده، من خلال وسائل بيداغوجية، خاصة منها استعمال الألوان والألعاب وغيرها، ناهيك عن مرافقة المختصين، وسيكون مفتوحا طيلة السنة للصغار، منهم الأطفال ذوو الهمم، وكما هو ملاحظ، فهناك مثلا لعبة الريس التي يركبها الصغار، وفي الأخير تكون الحكاية عن بطل من أبطال الرياس". حضرت "المساء" جلسة في هذا الفضاء ذي الديكور الراقي، حيث يجري التعريف بمعمار "الدويرة" داخل القصبة، من خلال مخطط ملون وجذاب، ليتعرف الصغير على الدربوز ووسط الدار والسقيفة والسحين وغيرها.

بدوره، تحدث الحكواتي والمشرف على اللعب والمخططات، السيد مصطفى بخوش (رئيس التعاونية الفنية والعلمية أصدقاء تشيكانو”) لـ"المساء"، وقال إن الهدف من هذه الورشة والفضاء، هو تعليمي بحت، مع الاهتمام طبعا بالجانب الترفيهي، وكذا محاكاة المعمار في اللعب التي ينجزها بنفسه، مع التوعية بضرورة حماية هذا التراث منذ الصغر. 

بعدها، تم افتتاح فضاء "الريس الثقافي"، حيث ألقى البروفيسور بورايو محاضرة عن أهمية هذه الفضاءات في الترويج للثقافة الجزائرية، معتبرا حصن 23 مكانا ينبض بالأصالة والتاريخ، الذي يجب، حسبه، نقله للأجيال الصاعدة، كما دافع المتحدث عن عراقة الثقافة الجزائرية المتوارثة عبر الأجيال، والتي لا يمكن نسبها لغير الجزائريين، ويكفي أن أولى إبداعات الرواية خرجت من الجزائر، للكاتب لوكيوس أبو ليوس (أفولاي)، وعلمت الإنسانية الإبداع وكانت مادة أولية لروايات أخرى، ظهرت في مناطق مختلفة وعند شعوب كثيرة، وكانت كتب هذا الجزائري، الأولى التي ترجمت إلى كل اللغات، وظلت إلى اليوم تحمل الروح الجزائرية الخالصة، متوقفا عند رائعة "الجميلة والوحش" التي هي في الأساس إبداع جزائري قديم، كل ذلك وغيره، يدحض مقولة أنه ليس للجزائر تاريخ ولا ثقافة ولا هوية، مطالبا بالمزيد من البحث في تراثنا الوطني، لتوظيفه في ثقافتنا المعاصرة، من خلال الوسائط الجديدة، كما أن مثل هذه الفضاءات مكان لممارسة الثقافة والتشجيع عليها.

من جانبه، أشار مدير الكتاب بوزارة الثقافة والفنون، التجاني تامة، إلى أن مثل هذه الفضاءات الثقافية، هي بمثابة تأطير وحفظ للتراث الوطني، خاصة إذا اكتمل الاعتناء بالتوجه للطفل. أما الأستاذ جمال سعداوي، الإطار السابق بقصر الرياس، فقال إن افتتاح هذين الفضاءين برهان على الاستثمار الحسن في الفكر والثقافة، وأن هذه الأخيرة تملأ فراغ جدران القصر وتعطيها الحياة، داعيا لأن تكون للجزائر اليوم، أجندتها الثقافية المبنية على مقوماتها، فيما أكد يوسف بوعسال، من متحف الباردو، على أن ثقافة وتاريخ الجزائر يمتد لآلاف السنين، وعلينا استغلاله.