أُدرجت ضمن عروض الوكالات السياحية
الحمّامات المعدنية وجهة تستهوي الباحثين عن متعة السفر
- 944
تنتعش السياحة الحموية في الجزائر خلال الموسم الشتوي، بشكل ملفت للانتباه. فبعد أن كانت الرحلة نحو حمّام معيّن تضم أفرادا من عائلة ترغب في الاستحمام أو حتى بهدف العلاج، أصبحت، اليوم، ثمرة عروض سياحية لكثير من الوكالات السياحية والأسفار بالجزائر؛ من خلال تنظيم خرجات، تدرَج فيها الإقامة ببعض الفنادق للراغبين في الجمع بين متعة السفر ومتعة الاستحمام أو العلاج في واحدة من المراكز الحموية المنتشرة عبر ربوع الوطن.
السياحة الحموية أو كما يطلق عليها بعض خبراء الصحة بـ«السياحة العلاجية"، واحدة من ركائز السياحة المحلية، ووقود القطاع السياحي الجزائري الذي تعتمد عليه الحكومة لإنعاش السياحة الداخلية، والتي تشهد حركة ملحوظة في فصل الشتاء، ومع انخفاض درجة الحرارة، مما يعطي الفرد رغبة في التوجه نحو تلك الحمامات "الساخنة"، مع تميز كل حمّام بمياهه المعدنية، وبعضها غني بالمعادن المفيدة للصحة.
وتزخر الجزائر بهذا النوع من السياحة على عكس كثير من الدول، بفضل حمّاماتها الطبيعية، التي تخرج مياهها من باطن الأرض. وبهذا تُعد من الحمّامات التي يرغب خاصة كبار السن، في التوافد عليها خصوصا للعلاج؛ إذ تصل درجة حرارة بعضها إلى 70 درجة مئوية؛ ما يجعلها ساخنة طبيعيا. ويعتمد كثير من الأشخاص حاليا، في تنظيم رحلاتهم الداخلية أيضا، على وكالات السياحة والسفر، التي تتكفل بتنظيم كامل لبرنامج الرحلة؛ بحكم خبرتها، وامتلاكها عناوين أحسن الفنادق وفق ميزانية كل زبون ورغبته، وكذا الإلمام الكامل بتفاصيل الرحلة، التي قد يتعذر على العائلة لا سيما كبار السن، تنظيمها.
وحول هذا الموضوع اقتربت "المساء" من بعض الوكالات السياحية على هامش الصالون الدولي للسياحة، الذي اختُتمت فعاليته مؤخرا بقصر المعارض بالعاصمة، حيث أكد كثير من مسيّري الوكالات، الإقبال الكبير للمواطنين على خدمتهم؛ من أجل تنظيم رحلات نحو أحد تلك الحمامات المنتشرة عبر الوطن.
وفي هذا الصدد، قال مولود قاسمي، صاحب وكالة سياحة وسفر بالعاصمة، إن الجزائر تزخر بالعديد من الحمامات المنتشرة في عدد كبير من ولايات الوطن من شرقها إلى غربها وجنوبها وشمالها؛ ما يجعلها قريبة من كل راغب في زيارة حمّام للاستجمام أو العلاج، مشيرا إلى أن من أشهر الحمامات التي يكثر الطلب عليها، حمّامات دباغ بولاية قالمة، وبوحنيفية بمعسكر، وحمام ربي بولاية سعيدة، والصالحين في بسكرة، وبوغرارة بتلمسان، وكذا حمّام ملوان بولاية البليدة، وزلفانة بغرداية، وحمام ريغة بولاية عين دفلى، وحمام قرقور بولاية سطيف، وحمام الصالحين في ولاية خنشلة، وحمّامات أخرى أقل شهرة من تلك المذكورة، لكن مياهها، حسب المتحدث، غنية جدا بالمعادن، ومفيدة كثيرا للصحة، تثير اهتمام المواطن، ورغبته في زيارتها؛ سواء للاستحمام، أو الاستمتاع بأجوائها، أو حتى للعلاج.
ومن جهته، قال لطفي حسناوي، صاحب وكالة سياحة وسفر من ولاية وهران، إن الكثير من الوكالات السياحية المحلية تعتمد على الوجهات المحلية لإنعاش نشاطها، لا سيما بعد أزمة كورونا الصحية، وركود النشاط السياحي، ثم ارتفاع تكاليف السفر إلى الخارج وارتفاع سعر التذاكر وكذا الفنادق؛ حيث بحث الزبون وحتى صاحب الوكالة عن بديل لذلك، وكانت الحمامات واحدة من الوجهات التي انتعشت منذ ذلك الحين. وأشار إلى أن الوكالات تطرح اليوم، عروضا وبرامج سياحية لزيارة تلك الحمامات، تجمع بين الاستحمام والإقامة وكذا الزيارات الميدانية إلى بعض المعالم السياحية الشهيرة في تلك المناطق، وسواء كانت الرحلة برا عن طريق حافلات مريحة أو جوا، تطلق كل وكالة خدماتها وفق طلب الزبائن، وخاصة عددهم.
ومن أكثر الحمّامات طلبا خاصة للأغراض العلاجية، حمام الصالحين بولاية بسكرة؛ نظرا لخصوصيته الاستشفائية، والذي يكثر الطلب عليه مع انخفاض درجات الحرارة ودخول الموسم الشتوي. كما يُعد من المركّبات الصحية الشهيرة التي تجمع خبراء صحة ذوي كفاءة، يقبل عليها الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة؛ كالروماتيزم، أو حتى أمراض جلدية مستعصية.
وأكد المتحدث أن الكثيرين اليوم باتوا يبحثون عن خدمات كاملة لتنظيم السفر نحو وجهة محلية معيّنة، أو حمام معدني، وهم مستعدون للدفع مقابل حمل عنهم، عناء تنظيم الرحلة، أو البحث عن فندق للإقامة، أو حتى التجول في المنطقة، واستكشاف ولاية جديدة، لا سيما للقاطنين بعيدا.