توافق أوروبي ـ خليجي على مواصلة الدعم المالي المستدام للفلسطينيين
السعودية تدعو لاجتماع استثنائي للتعاون الإسلامي
- 651
استنفرت عملية "طوفان الأقصى"، التي تشنها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل وانتقام هذه الأخيرة بارتكاب جريمة إبادة في حق العزل من سكان غزة، الآلة الدبلوماسية التي تتحرك على أكثر من صعيد من الخليج إلى أوروبا على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الأراضي المحتلة.
في الوقت الذي تعقد فيه جامعة الدول العربية اليوم اجتماعا طارئا على مستوى وزراء خارجية العرب، دعت المملكة العربية السعودية، أمس، إلى اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث التصعيد الصهيوني في قطاع غزة.
ودعت المملكة، التي تترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى عقد اجتماع استثنائي عاجل للجنة التنفيذية على مستوى الوزراء لتدارس التصعيد العسكري الصهيوني في غزة ومحيطها وتفاقم الأوضاع بما يهدّد المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.
بالموازاة مع المبادرة السعودية دعا الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، أمس، إلى تقديم "دعم مالي مستدام" للفلسطينيين، عقب اجتماع مشترك لوزراء خارجيتهما في سلطنة عمان.
وقال رئيس الدبلوماسية الاوروبية، جوزيب بوريل، أن الطرفين أشارا إلى أهمية الدعم المالي المستدام للوكالة الأممية لشؤون اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومواصلة الإمدادات الإنسانية وتنمية المناطق الفلسطينية المحتلة.
ويأتي تأكيد الاتحاد الأوروبي على ضرورة مواصلة الدعم المالي للفلسطينيين غداة إعلان المفوضية الأوروبية عن مراجعة هذا الدعم فيما فهم على أنه محاولة فاضحة لفرض عقاب جماعي على سكان غزة وعامة الشعب الفلسطيني الذي دائما ما يدفعون ثمن الاحتلال الصهيوني لأرضهم.
وهو ما جعل بوريل يسارع إلى تصحيح هذا الفهم من خلال نفيه للمعلومات التي راجت، أول أمس، بخصوص تعليق ألمانيا لمساعداتها السنوية لفائدة الفلسطينيين، وأكد أن "الوزير الألماني قال بوضوح إن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، وإن ألمانيا ستواصل تقديم هذا الدعم"، مضيفا أنه يمكن تقييم برامج الدعم على المدى الطويل ولكن ليس تعليقها.
وفي الوقت الذي تظهر فيه بوادر من جهات متعددة للتوسط بين حركة "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار بينهما، أكدت قطر، أمس، أنه من المبكر جدا للحديث عن أي صفقة محتملة لتبادل الأسرى في الوقت الراهن باعتبار أن الأولوية حاليا هي لوقف إراقة الدماء.
وفي رده على سؤال حول هذا الموضوع، أجاب المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الانصاري، بأنه "من المبكر جدا"، مضيفا أنه في "الوقت الراهن من الصعب القول أن طرف ما بإمكانه الدخول في وساطة.. أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية تطوّر الوضع على الأرض".
ويأتي تصريح المسؤول القطري غداة إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وساطته من أجل إجراء صفقة لتبادل الأسرى وإحلال السلام في نفس الوقت أكد فيه على حتمية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما تأتي في وقت استبعدت فيه حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أي مفاوضات في الوقت الحالي عن قضية الأسرى. وقال مسؤولوها أنه اذا كانت هناك وساطات فيجب أن تركز على وقف العدوان الصهيوني عن الفلسطينيين ليس فقط في قطاع غزة بل في الضفة الغربية ووقف انتهاكاته وتدنيسه للمسجد الاقصى المبارك وعموما وقف احتلاله للأرض الفلسطينية.
بالمقابل يرى الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، أن ما يجري حاليا في الأراضي المحتلة يظهر "فشل" السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط، مجددا موقف موسكو المؤكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال الرئيس بوتين خلال لقائه بموسكو برئيس الوزراء العراقي، محمد شيا السوداني، بأن الأمر "بمثال واضح لفشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، متهما هذه الأخيرة بـ "احتكار" تسوية الصراع دون القلق بشأن "إيجاد حلول وسط مقبولة للطرفين"، بل على العكس من ذلك، قامت "بالترويج لأفكارها الخاصة حول كيفية المضي قدماً، من خلال الضغط على الطرفين ومن دون الأخذ مرة أخرى بالمصالح الأساسية للشعب الفلسطيني".