الشعوذة الالكترونية تسيطر على المواقع
جلب الحبيب وتقريب البعيد بكبسة زر
- 839
❊ السحر يستشري في زمن التكنولوجيا
❊ صور الأشخاص على المواقع خطر على أصحابها بسبب الأشرار
❊ الشيخ الروحاني.. الساحر السفلي.. أسماء لتضليل أصحاب النفوس الضعيفة
❊ الإمام موسى مرزوق: التحصين بالقرآن والذكر وقاية وشفاء
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، مؤخرا، استشراء وترويجا كبيرا لأعمال للسحر والشعوذة، حيث عجت الصفحات بمضللي العقول والكاذبين على النفوس الضعيفة، أو التي غلفها الحقد والكراهية، وتقع فريسة سهلة بين أياد تبيع الوهم بأسعار باهظة وخيالية، قد تصل إلى 100 مليون سنتيم وأكثر، وأحيانا بلا مقابل، إلى حين الإيقاع بالضحية في الشباك، والغريب أن أصحابها اختاروا لأنفسهم أسماء جديدة، لا تفضح بقحهم، على غرار "الشيخ الروحاني" و"الروحانية" و"النوراني"، وكذا "قارئة الحظ"، وغيرها من الأسماء التي تخفي اسم "ساحر"، في حين وضع البعض الآخر بين قوسين "ساحر سفلي"، مغريا ضعاف النفوس، بجلب الحبيب خاضعا ذليلا... ورد المطلقة لزوجها رغما عنها... وتزويج العانس، وجلب الخطاب وفك الرصد وإخراج السجين وإلحاق الأذى بالغير والتدمير.
يعرض السحرة والمشعوذون في صفحاتهم على منصة "فايسبوك"، على وجه الخصوص، الكثير من الوعود الكاذبة، من خلال "كبسة زر"، إذ يقدم الساحر المتخفي وراء اسم، "المعالج الروحاني"، "الساحر المتمكن"، "الشيخ النوراني" وغيرها من الأسماء المنافية لعقيدتنا الإسلامية، خدماته لعلاج السحر بأنواعه، وكذا طرد الجن العاشق، حيث يضع هؤلاء أرقام هواتفهم للتواصل معهم على "الواتس آب" و"الايمو"، وغيرها من وسائل التواصل.
قراءة الكف بـ2000 دينار بالبريد أو شحن الرصيد
وقد غزت الصفحات أيضا، قراءة الكف والطالع إلكترونيا، والتي تديرها المشعوذات، حيث تطلب من الموجودات معها على الصفحة، أو من يقصدونها لاكتشاف الطالع، بدفع 2000 دينار في الحساب البريدي، كما يمكن الدفع من خلال شحن رصيدها في الهاتف، ومقابل هذا، تطلب المشعوذات إرسال صورة الكف على الخاص أو في الصفحة، لتقوم بإطلاع صاحبتها على القادم ... وطبعا.. القادم الكاذب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذب المنجمون ولو صدقوا"..
فبالإضافة للمجموعات الخاصة التي تشارك فيها الكثير من النساء، باختلاف أعمارهن، بحثا عن إجابة لتساؤلاتهن في المكان الخطأ، كمشاركة إحداهن صورة لكوب قهوة فارغ، شربتها أم زوجها، بحثا عن خدمات قارئة الفنجان، حتى تعلمها بمخططات حماتها مستقبلا... ليصل المستقبل بعد خمس دقائق برسالة نصية، ولضمان المصداقية، كأي صفحة تجارية، تشارك المشعوذة من تزعم أنها تتكهن بمستقبلهم، ردود أفعال زبائنها و مدى رضاهم عن خدماتها، عن طريق نشر صور للمحادثات معهم عبر صفحتها، لضمان المصداقية، وكلها للأسف جهل وخرافات، أصبحت تمارس اليوم فوق حقل التكنولوجيا.
تعليق المحبوب ورد الحبيب وتزويج العانس بـ10 ملايين سنتيم وأكثر
كما يعرض المشعوذون أيضا خدماتهم "الثقيلة" الشريرة، بمقابل مادي كبير، على غرار رد الحبيب وتزويج العانس وفك السحر وإيذاء الغير بتسليط الأمراض والأوهام عليه، والتي يطلب فيها من ضعيف العقل، المال الكثير، إذ يشير الساحر إلى أن هذا المبلغ طلبه الجن للمساعدة، وأنه من اشترط ثمن الخدمة، والغريب في الأمر، أنه حتى الأشخاص غير المنخرطين في هذه المجموعات، ممن يشاركون صورهم الشخصية على المواقع، تصلهم رسائل من نوع "أنا شيخ روحاني وأرى في وجهك سحرا وأذى، يجب أن تتواصل معي حتى أساعدك" وهناك من يضيف "أساعدك لوجه الله"... دس السم بالعسل، ومحاولات سخيفة لاستدراج الضحية، إذ يعرض هؤلاء نوعية الخدمة وثمنها والمطلوب، على أن يتم الدفع عن طريق البريد أو بلقاء الساحر في المكان الفلاني، لاسيما إذا كانت مظاهر الثراء تترجمها صفحة الضحية.
وتختلف فظاعة الأعمال الشريرة والسحر، من مشعوذ لآخر، ففي الوقت الذي يقدم البعض خدمات المساعدة فقط، والتي يصفونها بـ"الخير"، يعرض سحرة آخرون كل ما فيه أذى ودمار للآخرين، على غرار تسليط المرض على الشخص أو ربطه وتفريقه من زوجه، جعله راضخا ذليلا، كما هو الحال مع "الساحرة السفلية"، مثلما تسمي نفسها، التي تغري النساء من ضعيفات النفوس بجعل زوجها أو عشيقها أو من تريد سلب ماله، مجنونا بها، عليل القلب بهواها بسحر "فرج الضبعة" أو "أجنحة الطير"، والعياذ بالله، مقابل أموال كبيرة.
والغريب في الأمر، أن هذه الصفحات تحظى بتفاعل كبير من رواد المواقع، بين مؤيد ومعارض، لكن للأسف، تحصد إعجابا يشير إلى مدى انتشار هذا السرطان وسط الناس، وما يجره من خراب على البيوت والنفوس، والمؤسف والغريب أيضا، أن هناك من المؤثرات على المواقع، من تشهر لأعمال الشعوذة والسحر وتشجع الفتيات والنساء عليها، كما فعلت إحداهن، حين كانت على خلاف مع امرأة، إذ فتحت الخط مباشرة واتصلت بالساحر تطلب منه خدمة الدمار، والعياذ بالله.