إطلاق الحملة الوطنية ضد الأنفلونزا الموسمية قريبا
تلقيح كبار السن ضرورة ملحة
- 640
دعا الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق، فئات المجتمع المعنية بالتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، إلى الاستعداد لأخذ اللقاح، تزامنا وحلول شهر أكتوبر، المرتبط بانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا الفيروس الموسمي، وحسبه، فإنه على الرغم من عدم انطلاق الحملة بعد، غير أنه ينبغي، في إطار التوعية والتحسيس، التذكير بأهمية هذا اللقاح، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة، كون هذا النوع من الفيروسات يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات، تتسبب أحيانا في الوفاة، حسب ما تؤكد عليه المنظمة العالمية للصحة.
قال الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق، في تصريحه لـ«المساء"، بأن الإنفلونزا الموسمية مرض تنفسي، يتسبب فيه فيروس الأنفلونزا، وهو عادة يحتوي على أربعة أنماط، حيث نجد فيه فيروس "أ ، ب، س، د«، غير أن ما يهم، حسب المختص، هو الأنفلونزا "أ"، أو ما سمى "H1N1" و"2 H3n"، هذان النوعان يتسببان في إحداث الأوبئة الموسمية. موضحا: "تسمى بالأنفلونزا الموسمية، وعادة ما تبدأ في الجزائر في شهر أكتوبر، وتستمر إلى غاية شهر مارس، من أجل هذا، يبرمج التلقيح خلال هذا الموسم من السنة. مشيرا إلى أنه تبعا للمنظمة العالمية للصحة، فإن الأنفلونزا الموسمية تصيب حوالي مليار من البشر سنويا، وتتسبب في وفاة من 290 ألف إلى 650 ألف في العالم، نتيجة التعقيدات التي تتسببها في الجهاز التنفسي.
تظهر أهمية التقيد باللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، حسب الباحث في علم الفيروسات، في التقليل من الأعراض المصاحبة للإصابة بالأنفلونزا الموسمية، والتي تتمثل في الحمى الحادة، السعال الجاف وأوجاع الرأس والآم المفاصل والعضلات وسيلان في الأنف والتهاب في الحلق. مضيفا: "وهي عموما، الأعراض الشائعة المعروفة عند عامة الناس، والتي تتطلب خاصة بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للإصابة، التقيد بالتلقيح، لاسيما أن انتشار العدوى يتم سريعا، إما عن طريق الاحتكاك بالشخص المصاب، حيث تظهر الأعراض عند الإصابة بالعدوى خلال الأربعة أيام فقط من الاحتكاك بالمصاب، وتدوم الأنفلونزا لأكثر من أسبوع، تبعا للأشخاص الذين تصيبهم وحالتهم الصحية"، لافتا إلى أن فيروس الانفلونزا الموسمية ليس لديه علاج، من أجل هذا، يأتي التلقيح كوسيلة للتخفيف من الأعراض، خاصة بالنسبة للفئات التي لا تتحمل الإصابة بمثل هذه الفيروسات، مثل الأطفال والنساء الحوامل، وكبار السن الذين يتجاوز سنهم 60 عاما، إلى جانب المصابين بالأمراض المزمنة، والذين يعانون من نقص في المناعة أو يخضعون للعلاج المناعي، وكذا العاملين في القطاع الصحي، كونهم أكثر عرضة للإصابة، لأنهم يعملون في أماكن تنتشر فيها العدوى".
من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أنه في انتظار انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، على المعنيين بهذا التلقيح عدم التخوف والاستعداد له، لأن فيروس الأنفلونزا الموسمية يعتبر من الفيروسات غير المستقرة، وهو سريع التغير، لهذا تنتظر وزارة الصحة سنويا من منظمة الصحة العالمية، الإفراج على اللقاحات الجديدة التي يتم تحضيرها، مشيرا إلى أنه يجدر التذكير بأهمية التقيد باللقاحات الموسمية، خاصة أن فيروس "كورونا" لا يزال موجودا، رغم أنه لم يعد بالخطورة التي كان عليها، لكن تبعا للمنظمة العالمية للصحة، لا نزال في جائحة، غير أن الخطورة تراجعت، وعليه فإن ما يجب التأكيد عليه هو التقيد بالتلقيح، خاصة أن الجزائر تعودت على هذا النوع من اللقاحات لما يزد عن 60 سنة، وأنه لم يتسبب في أي خطورة. وفي الختام قال: "وتبقى الوقاية خير من العلاج".