عدم التصريح بالمرض ساهم في رفع عدد الضحايا
مختصات يطلقن حملة "أفحص نفسي" بقسنطينة
- 601
❊ الجراحة التجميلية لاسترجاع أنوثة انتزعها السرطان
أكدت مختصات في الأورام السرطانية بمراكز الكشف عن الداء في قسنطينة، أنه رغم ارتفاع معدل الوعي لدى السيدات، و التي تؤكده الإحصائيات، من خلال زيادة عدد الفحوصات التي أجريت في السنتين الأخيرتين، إلا أن عددا منهن لا يتقبلن المرض ويرفضن العلاج. وأضافت المختصات خلال اليوم الطبي التحسيسي، الذي نظمته جمعية "واحة" لمرضى السرطان، تزامنا وشهر أكتوبر الوردي، تحت شعار "أفحص-نفسي" بالدار، أن رفض العلاج أو إخفاء المرض بسبب الخوف، من بين الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض الخبيث وصعوبة تشخيصه.
دعت مختصات ممن التقت بهن "المساء"، نهاية الأسبوع الماضي، إلى ضرورة توعية المجتمع للتخلص من نظرته لهذا المرض، الذي يوصف "بالخبيث"، ويتسبب تأخر الكشف المبكر عنه والتكفل به، في فقدان نساء في ريعان شبابهن.
تأثير نفسي كبير لاستئصال الثدي
أوضحت الطبيبات، أن الدراسات أثبتت أن النساء المصابات بسرطان الثدي، اللواتي خضعن لاستئصال أثدائهن، يتأثرن بالألم النفسي الذي تخلفه الجراحة، أكثر مما يتأثرن بألم الجراحة في حد ذاتها، حيث أن إعادة ترميم الثدي، الذي يعتبر رمزا لصحة وجمال المرأة في نفس الوقت، يعتبر من بين أهم الجراحات الحديثة، التي يسعى عدد من الأطباء في الجزائر، لإجرائها، من أجل المساهمة في تخفيف آلام المريضات النفسية والجسمية.
وأكدت المختصات المشاركات في اليوم التوعوي حول سرطان الثدي، أن تلقي نبأ الإصابة بالسرطان، وقرار بتر الثدي، يبقى من أصعب الأمور على المرأة المصابة، التي يفترض أن تجد كل الدعم النفسي من محيطها، وحتى من الأطباء، لتعود إلى ممارسة نشاطات حياتها المعهودة، خاصة مع تطور عملية إعادة بناء الثدي، التي قد تساهم في استرجاع شكل المرأة السابق.
الكشف المبكر للتحكم في المرض
تحدث الطبيبات بشكل مفصل، أمام المريضات وحتى النساء اللواتي زرن الدار، من طالبات جامعيات وماكثات في البيت وأساتذة وغيرهن، عن أعراض المرض، فقالت إحدى المختصات، بأنها تختلف من مريض لآخر، فهناك بعض السيدات لا تظهر عليهن أية مؤشرات تدل على إصابتهن بالداء، غير أنه وبعد إجراء التصوير الإشعاعي، يتضح بأنهن يعانين من المرض، وفي هذه الحالة، تكون عملية العلاج سهلة، ويمكن التحكم في المرض، لأنه يكون عادة في أولى مراحله، وفي بعض الحالات تشعر المرأة بآلام، وأخرى تظهر بعض العلامات على الثدي، كالأورام أو كتلة بارزة، وتختلف طريقة العلاج ومدته من حالة لأخرى. وأكدت مختصة في الأورام السرطانية لدى المرأة بمستشفى "ديدوش مراد"، أن سرطان الثدي الشائع لدى المرأة المصابة، التي لا يقل عمرها عن 45 سنة، يأخذ مدة حوالي 8 سنوات قبل ظهوره، مما يستدعي القيام بالفحوصات المبكرة، لاسيما الماموغرافيا، للكشف عنه قبل استفحاله، مضيفة في ذات السياق، "إن الكشف عن الورم عند بلوغه 1 سم، يتطلب اللجوء إلى الجراحة فقط"، معتبرة إياه العامل الساسي في التكفل بسرطان الثدي، مما يضمن الشفاء بنسبة 90 بالمائة، في حين عندما يبلغ المرض مراحل متقدمة، فإنه يستدعي العلاج بالجراحة والكيمائي والأشعة.
مصابات في مقتبل العمر
أجمعت المشاركات في هذا اليوم، سواء من الطاقم الطبي أو المختصات، أن سن الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر، منخفض جدا، مقارنة بمعدلات الإصابة في دول العالم الأخرى، ما يعني أن سيدات شابات في مقتبل العمر يفقدن رمز أنوثتهن في سن مبكرة. وفي هذا الشأن، تعمل الدكتورتان فاني لقيقط وصونية ناصري، الجراحتين بمستشفى "بن شريف عبد القادر" بعلي منجلي في قسنطينة، على تجديد الأمل للمريضات بسرطان الثدي، من خلال اقتراح جراحة الثدي التجميلية، وهي التقنية التي المنتهجة، لتسهيل اندماج النساء في المجتمع من جديد، بقيامهن بهذا النوع من الجراحات منذ 2015.
الجراحة التجميلية .. بصيص للأمل
أكدت الدكتورة لقيقط، أن جراحة الثدي سابقا، كانت تقتصر على نوعين؛ الأول يتعلق ببتر العضو كاملا، وهي العمليات التي تتم بنسبة 87 بالمائة في الجزائر، والثاني يتمثل في الجراحة "الاحتفاظية"، تتمثل في نزع الكتلة المريضة من الثدي فقط، والحفاظ على العضو سليما. أما الجراحة التجميلية، فتسعى من خلالها الدكتورة لقيقط، وزملاؤها، إلى استرجاع الشكل التقريبي للثدي، من أجل دعم المرأة لتندمج أسرع في المجتمع، وتحدثت الطبيبة عن تقنيات الجراحة التجميلية، التي تعقب عملية الاستئصال، لتحافظ المرأة على مظهرها، كما تحفز غيرها على العلاج، كتقنية إعادة ترميم الثدي بالشحوم الذاتية، من خلال غرس الشحوم بعد نزعها من بطن المصابة، وهي العملية التي لا تشكل أية خطورة على صحة جسمها. وأكدت المختصتان، أنه ثمة أسلوب جديد لإعادة بناء الثدي، يعتمد على الطعوم الدهنية ذاتية المنشأ، وهو يستخدم شفط الدهون لجمع أنسجة دهنية من الفخذين أو البطن أو الأليتين معا، لإعادة بناء الثدي أو تحسين مظهره، بعد إعادة بنائه. وقد تستلزم أيضا إعادة بناء الثدي وإعادة بناء الحلمة، بما في ذلك الوشم، لتحديد المنطقة الداكنة من الجلد التي تحيط بالحلمة، وقد يستغرق الشفاء ثلاثة أسابيع أو أكثر للعودة إلى ممارسة الأنشطة المعتادة، مع تجنب حمل الأوزان الثقيلة أو ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة.
جمعية "واحة" تطلق مبادرة لمساعدة المرضى
تعمل جمعية "واحة" لمرضى السرطان، الكائن مقرها بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي في ولاية قسنطينة، منذ نشأتها، على مرافقة ودعم مرضى السرطان، خاصة المريضات، حيث أطلقت الجمعية عدة عمليات تضامنية لفائدة عائلات وأقارب المرضى المصابين بالسرطان، والذين يكافحون يوميا ضد هذا المرض، من خلال إطلاق برامج المساعدة المالية، والنفسية وبرامج الإيواء وغيرها. يهدف برنامج المساعدة المالية، إلى تقديم مساعدات مالية لمرضى السرطان الذين يعانون من الهشاشة، من خلال منحهم مبلغ داعم لفاتورة الكهرباء والغاز، إلى جانب الاستفادة مرة في الشهر، من قسائم شراء من فئة ألف دينار، لاقتناء مواد غذائية أو ألبسة، أما برنامج الإيواء، فيوفر سكنا مجانيا للمرضى الذين يأتون من خارج المدينة لتلقي العلاج، علاوة على برنامج الدعم النفسي الذي يقدم للمرضى وأسرهم، للمساهمة في التكيف مع المرض.
مريضات يبدعن في صناعة أثداء اصطناعية
أطلقت مريضات بسرطان الثدي والمقيمات بدار "واحة"، مبادرة "الأيادي الصغيرة لدكان واحدة"، حيث قامت المقيمات المريضات بصناعة الأثداء الاصطناعية، حتى تمكّن النساء اللواتي سرق منهن السرطان جزءا من أنوثتهن، من استرجاع الثقة في النفس والظهور بمظهر أفضل وأكثر ملاءمة، خاصة أن النموذج الذي تصممه المريضات مريح جدا، على عكس أثداء "السيليكون" المستوردة، والمكلفة التي تكون أثقل وزنا وأكثر ضيقا وتسبب الانزعاج والحساسية. وقامت أيضا بصنع وسائد دعم الرقبة والإبط، لراحة المصابات، بعد تلقي العلاج وإجراء العملية الجراحية، وهي المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا من زائري الدار.