الكيان الصهيوني يعلن القطاع "ساحة معركة"

ليلة رعب وقصف غير مسبوق على غزة

ليلة رعب وقصف غير مسبوق على غزة
  • 629
 ص. محمديوة ص. محمديوة

* رفض وتنديد دولي بالاجتياح البري الصهيوني لغزة

دخل العدوان الصهيوني الدامي المستمر على قطاع غزة في أسبوعه الرابع مرحلة أخرى أشد خطورة وسخونة على الصعيد العسكري، مع إعلان جيش الاحتلال الصهيوني أمس، أن مدينة غزة أصبحت ساحة معركة، معلنا اجتياحا بريا للقطاع بكل ما يحمله ذلك من عواقب وخيمة، ليس فقط على قطاع غزة بل على كامل المنطقة.

ومهّد جيش الاحتلال لاجتياحه البري الذي كان يلوح به منذ أيام بقصف مكثف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة هو الأعنف في ليلة رعب عاشها الغزاويين تحت قنابل الفسفور الأبيض والصواريخ المتطوّرة وغيرها من الأسلحة المحظورة دوليا دكت أحياء بأكملها، ليتضح بمجرد بزوغ أولى أشعة فجر أمس، هول الدمار والخراب الهائل الذي لحق بالمناطق السكنية التي تعرضت للقصف الجوي والبري والبحري وكشف عن مزيد من المجازر المروعة التي راح ضحيتها المئات من المدنيين العزل.

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني، أمس، أن الضربات المكثفة التي نفذها الاحتلال الصهيوني ليلة الجمعة إلى السبت دمرت كليا مئات المباني في قطاع غزة المعزول نهائيا عن العالم بعد قطع الاحتلال الاتصالات والأنترنت عنه وأدت إلى تغيير "معالم غزة ومحافظة الشمال".

وتواصل القصف المكثف، نهار أمس، على غزة وسط اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة التي تصدت بكل صرامة لمحاولات قوات الاحتلال اجتياح مناطق متفرقة من القطاع. كما دوّت صافرات الإنذار في عمق الكيان الصهيوني على غرار تل أبيب وعديد المستوطنات في ظل مواصلة الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ.

وارتفعت حصيلة الشهداء بشكل صادم بتخطيها، إلى غاية مساء أمس، عتبة 7 آلاف و700 شهيد منهم أكثر من 3 آلاف و500 طفل في حصيلة مروعة لم تحرّك بعد العالم ليقف موقف رجل واحد ويوقف جنون المحتل الصهيوني في إراقة الدم الفلسطيني.

رفض وتنديد دولي بالاجتياح البري الصهيوني لغزة

تتعالى الأصوات حتى من مسؤولين دوليين ورؤساء بلدان وهيئات مختلفة، المدينة للعدوان الصهيوني  المستمر على غزة والمتسائلة عن حصيلة الشهداء التي يساوم عليها الاحتلال ومن يدعمونه في إبادته الجماعية ومجازره في حقّ السكان ليوقف محرقته التي توثقها منذ ثلاثة أسابيع متتالية مختلف قنوات ووسائل الإعلام في كل بقاع العالم.

وفي هذا السياق، حذّرت المملكة العربية السعودية أمس اسرائيل من أي عملية عسكرية برية في قطاع غزة، مندّدة بالخروقات "غير مبررة" للقانون الدولي التي يقترفها الكيان الصهيوني في هذا الجزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة المنكوب.

وقال بيان الخارجية السعودية، إن هذه الأخيرة "تندد بكل عملية برية تشنّها إسرائيل بسبب تهديدات لحياة المدنيين الفلسطينيين"، محذّرا من أن "مواصلة الخروقات الصارخة غير المبررة للقانون الدولي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، سيكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار في المنطقة". وأضاف البيان أن "المملكة تدعو المجموعة الدولية لتحمّل مسؤوليتها لوضع حدّ فوري لهذه العملية العسكرية والسماح للمنظمات الإنسانية والإغاثة بتزويد المدنيين بالمساعدات الإنسانية".

من جانبه أدان الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، مجددا "التصعيد غير مسبوق" للقصف الصهيوني المكثف على غزة وجدد دعوته إلى إعلان "وقف إطلاق نار إنساني فوري". وعبر غوتيريس في تصريحات أدلى بها انطلاقا من الدوحة عن أسفه لكونه في الوقت الذي من المفروض أن تعلن هدنة تفاجأ بالتصعيد غير المسبوق للقصف وآثاره المدمرة مسقطا بذلك الأهداف الانسانية. كما أعربت المفوضية الأممية العليا لحقوق الإنسان عن قلقها العميق من شنّ الاحتلال الصهيوني لعملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، ما سيخلّف مزيدا من آلاف الشهداء.

وكتب المفوض السامي، فولكر تورك، في بيان صدر، أمس، في جنيف السويسرية، أنه "ونظرا للطريقة التي تم بها تنفيذ العمليات العسكرية حتى الآن، في سياق احتلال دام 56 عاما، فإنني أدق ناقوس الخطر بشأن العواقب الكارثية المحتملة للعمليات البرية واسعة النطاق في غزة واحتمال تسببها في سقوط آلاف الوفيات" في صفوف المدنيين.

ودعا ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، جوزيب بوريل، إلى هدنة من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرا في تصريح له على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن "الكهرباء منقطع تماما في غزة المعزولة كليا في وقت تتواصل فيه عمليات قصف مكثف".

وأضاف بوريل أن "الكثير من المدنيين، خاصة الأطفال قتلوا في تعارض للقانون الدولي الإنساني"، قبل أن يؤكد أن "وقف العمليات العسكرية أمر استعجالي وضروري جدا للسماح بإيصال المساعدات".