الندوة الروحية “قوة ناعمة من أجل مستقبل إفريقيا”

تأكيد على الأصالة الجزائرية في نشأة الطرق الصوفية

تأكيد على الأصالة الجزائرية في نشأة الطرق الصوفية
  • 315
نوال جاوت نوال جاوت

أكد المشاركون في الندوة الفكرية الروحية “المشترك الصوفي الجزائري الإفريقي: قوة ناعمة من أجل مستقبل إفريقيا”، التي احتضنها قصر الثقافة “مفدي زكريا”، أول أمس، على الأصالة الجزائرية في نشأة الطرق الصوفية وبروز مشايخ وعلماء مؤسسين للزوايا والطرقية، كانت ثمارها في الشرق الأوسط وإفريقيا وبعض الدول الغربية.

ورفع المشايخ والباحثون جملة من التوصيات، أهمها السعي إلى إنشاء هيئات لعلماء إفريقيا، كما كان عليه الحال في هيئات ومؤسسات تجمع شيوخ التصوف والعلماء والأكاديميين، داعين إلى ضرورة الاهتمام بالطرق الصوفية، كونها مجالا واسعا وخصبا للباحثين، ودراستها دراسة موضوعية، بعيدة عن ما يحاول البعض إلصاقه بها، من بدع وخرافات لا صلة لها بالزوايا والتصوف.

كما حثوا في الندوة المنظمة ضمن برنامج وزارة الثقافة والفنون، المرافق للدورة السادسة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب، على ضرورة اهتمام الباحثين والدارسين بتاريخ التصوف الإسلامي، لأن كل ما يكتب، ولكثرته، لا يعد كافيا أمام ما كتبه المستشرقون، وتصحيح ما يتم تداوله في بعض الكتابات عن تاريخ الطرق الصوفية في الجزائر وإفريقيا، علميا، موضحين وجوب السهر على إبراز الجانب المضيء للطرق الصوفية، خاصة دورها في نشر الإسلام ومقاومة الاستعمار في الدول الإسلامية، خصوصا في إفريقيا.

ومن بين التوصيات التي خرج بها مشايخ الجزائر وضيوفها، السعي إلى تكوين الأئمة الأفارقة في الجامعات والمعاهد الجزائرية، وتخصيص دراسات الماستر والدكتوراه في التصوف الإفريقي، فضلا عن الدعوة إلى أن يتضمن الكتاب المدرسي نصوصا حول التراث الصوفي الجزائري، وانتشاره في العالم. داعين إلى أن تكون هذه الندوة سنويا مصاحبة للصالون الدولي للكتاب، يختار لكل طبعة عنوان يخدم التصوف الإفريقي، واقترحوا أن يكون محورها العام المقبل “التصوف ودوره في إدارة الأزمات في إفريقيا”.للتذكير، حضر الندوة، إلى جانب وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي، والخليفة العام للطريقة التجانية علي العرابي، الشيخ الحسين الحسني محمد شيخ القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، وكذا ممثل البلقايدية الهبرية وشيوخ مدارس قرآنية وباحثون وطلبة.