تقرير لـ"أوابك" يسلط الضوء على مستقبل الطاقة البديلة

3 مشاريع كبرى لتصدير الهدروجين الأخضر نحو أوروبا

3 مشاريع كبرى لتصدير الهدروجين الأخضر نحو أوروبا
  • القراءات: 375
حنان. ح حنان. ح

❊ وزارة الطاقة ترصد ميزانية بـ30 مليار دولار للاستغلال

❊ الجزائر تضع استراتيجية لإنتاج 40 تيراواط ساعة بحلول 2040

❊ مجلد لـ"المساء": ندرس نقل الهيدروجين عبر قنوات الغاز مع إيطاليا   

❊ مبتول: تطوير الهيدروجين في الجزائر سيمر عبر 3 مراحل رئيسية 

بلغت حصيلة المشاريع المعلنة والمخطط دراستها لتصدير الهيدروجين بالجزائر نحو ثلاثة مشاريع ذات أهمية بالغة، يأتي على رأسها مشروع إنشاء خطوط أنابيب جديدة لتصدير الهيدروجين نحو إيطاليا وقعت بشأنه مذكرة تفاهم بشأنه بين "سوناطراك" و"إيني" في جانفي الماضي. 

ذكر تقرير أصدرته منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك"، أمس، تحت عنوان "نقل وتصدير الهيدروجين.. الخيارات والتحديات"، والذي جاء فيه أن الجزائر من البلدان التي تعمل ضمن استراتيجية وضعتها في مارس الماضي لتطوير الهيدروجين الأخضر، بهدف إنتاج 40 تيراواط ساعة بحلول 2040، وهو ما يعادل مليون طن عند تحويله الى هيدروجين.

وأشار المصدر ذاته إلى أن اللجنة الوطنية لتطوير الهيدروجين التي تم إنشاؤها لتسطير البرنامج الوطني، تعمل من أجل الوصول إلى إنتاج هذه الكمية المعلن عنها وتوجيهها الى التصدير خاصة نحو الأسواق الاوروبية بسعر تنافسي، وبهدف تغطية نحو 10% من الواردات المتوقعة لهذه السوق والتي تقدر بـ10 ملايين طن سنويا بحلول سنة 2040. وأشار التقرير إلى رصد وزارة الطاقة والمناجم لميزانية تتراوح بين 25 و30 مليار دولار لاستغلال الهيدروجين الاخضر.

وأكد رئيس اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد استراتيجية تطوير الهيدروجين ميلود مجلد في تصريح أدلى به لـ"المساء"، أن البرنامج الوطني لتطوير هذه الطاقة النظيفة يوجد حاليا في مرحلة "التجارب المخبرية"، مشيرا إلى أن العمل ينصب حاليا على الجانب التقني والعلمي، لاسيما عبر تكوين الموارد البشرية.

وقال في هذا الصدد "نحن حاليا في طور الدراسات أي التحضير العلمي من خلال تكوين الموارد البشرية وتهيئة المناخ العلمي والاقتصادي الذي يغطي كل مراحل إنتاج الهيدروجين".

بالتوازي مع ذلك، تتم، حسب محدثنا، "دراسة إمكانية تصدير الهيدروجين الأخضر على المدى البعيد عبر النقل عن طريق القنوات"، موضحا أن اللجنة منكبة حاليا على دراسة كيفية نقل الهيدروجين عبر قنوات الغاز الموجودة حاليا والرابطة بين الجزائر وإيطاليا، حيث ينظر في إمكانية تصدير الهيدروجين مستقبلا عبرها بكميات قليلة تتراوح بين 5 إلى 15% من طاقتها الاجمالية.

ويتم حاليا وفقا لرئيس اللجنة، إجراء الدراسات التقنية التي تسمح بضمان عدم تأثير تصدير هذه المادة على قنوات النقل التي تربط الجزائر بأوروبا، مبرزا بأن تطوّر سوق عالمية للهيدروجين مستقبلا سيفتح المجال أمام اللجوء الى انجاز أنبوب جديد، حيث صرح قائلا "نحن في محادثات متقدمة مع الجانب الايطالي للذهاب نحو إنجاز أنبوب جديد وأعتقد أن ذلك أفضل".

وبرأي الخبير الاقتصادي والطاقوي عبد الرحمان مبتول فإن تطوير الهيدروجين الأخضر بالجزائر يعتمد على الشراكة مع البلدان الاوروبية بالخصوص، لكونها الزبون الأهم لهذا النوع من الطاقة، مؤكدا في تصريح لـ«المساء" بأن تطوير الهيدروجين ببلادنا سيمر عبر ثلاث مراحل رئيسية  بدايتها ستكون بإعداد مشاريع تجريبية (2023 إلى 2030)، ثم التوسع إلى إنشاء الأسواق (2030 إلى 2040) وأخيرا التصنيع وتطوير القدرة التنافسية في السوق (2040 إلى 2050).

وذكر بأن الجزائر تخطط بحلول عام 2040 لإنتاج وتصدير ما بين 30 إلى 40 تيراواط ساعة من الهيدروجين الغازي والسائل، بمزيج يتكون من الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز، والهيدروجين الأخضر المنتج بالتحليل الكهربائي بفضل الموارد الشمسية الكبيرة للبلاد، وذلك بهدف تزويد أوروبا بـعشر احتياجاتها من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040.

وضمن هذا التوجه أكد مبتول أنه باعتبار أوروبا هي المستهلك الرئيسي للطاقة في الجزائر (+50% في عام 2022) وفي ظل التغيرات العميقة التي يشهدها العالم والناتجة بالخصوص من تأثيرات الاحتباس الحراري في المنطقة الأورو متوسطية والإفريقية، يجب أن يركز التعاون بين الجزائر وأوروبا على الطاقة اللازمة (نموذج الاستهلاك الجديد) والتحوّل الرقمي.

للتذكير، عبرت ألمانيا مؤخرا عن اهتمامها الكبير بتطوير تعاونها مع الجزائر في مجال انتاج واستغلال وتصدير الهيدروجين الأخضر، حيث يجري الجانبان محادثات حول توريد الهيدروجين الاخضر، تشمل تحويل وتوسيع خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية عبر تونس وإيطاليا والنمسا لتوصيل الهيدروجين الأخضر إلى جنوب ألمانيا.