المستشفيات لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الطبية للجرحى
الكيان الصهيوني يقصف غزة بالفوسفور الأبيض المحرّم دوليا
- 335
* مآسي الغزاويين تحت القصف والحصار تدخل شهرها الثاني
* قصف الآبار وخزانات المياه والمباني الحاملة لراية الأمم المتحدة
* انقطاع خدمات الاتصالات والأنترنت وسط قصف غير مسبوق على غزة
يدخل العدوان الصهيوني الدموي على قطاع غزة اليوم شهره الثاني، حيث قاربت حصيلة الشهداء 9800 شهيد وجرحى فاق عددهم 42 ألف مصاب وسط مواصلة الطيران الحربي الصهيوني ومدفعيته دك ما تبقى من مبان ومنشآت في غزة خاصة منها منازل المدنيين والأحياء السكنية والمخيمات والمستشفيات والمدارس التي تأوي النازحين ولم تسلم منها حتى الآبار وخزانات المياه والمباني الحاملة لعلم الأمم المتحدة.
ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية المكثفة والهمجية عن استهداف مختلف مناطق القطاع مخلفة سقوط المئات ما بين شهداء وجرحى ومفقودين تحت الأنقاض جلهم من الأطفال والنساء تتوالى صور ومشاهد نقلهم تباعا إلى المستشفيات التي تواصل إطلاق صافرات إنذار من انهيارها الوشيك أمام الكم الهائل من الجثث والجرحى.
وبعد ليلة دامية راح ضحيتها 52 مواطنا فلسطينيا وأصيب العشرات الآخرين أكثر من 70% منهم أطفال ونساء في قصف صهيوني عنيف لمخيم المغازي وسط القطاع، استقبل مجمع الشفاء الطبي الذي يأن تحت الغارات وانعدام وشح الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود أمس جثث 103 شهيد و192 جريح إثر غارات طالت المدنيين الذين لم يعد يجدون مكانا آمنا يحتمون فيه في غزة.
ويؤكد القائمون على المستشفيات في القطاع عن استقبال اصابات معقدة تدل على استخدام جيش الاحتلال لقنابل الفوسفور الأبيض المحضورة دوليا فيما يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، جعلت عدة أصوات حتى في الغرب تطالب بضرورة محاسبة هذا المحتل المجرم في محكمة الجنايات الدولية.
وبعد شهر من استمرار القصف الصهيوني والحصار المشدد الذي حرم سكان القطاع من أدنى أساسيات الحياة من ماء وغداء ودواء ووقود، بلغت المستشفيات التي خرج العديد منها عن الخدمة بسبب توقف مولدات الكهرباء جراء انعدام الوقود الذي لا تسمح إسرائيل بإدخاله إلى القطاع، درجة التشبع والتكدس من الجثث والجرحى.
ولم تعد هذه المستشفيات قادرة على تقديم أدنى الخدمات مما جعل بعضها ينهار أمام عدد الجرحى الهائل على غرار مستشفى شهداء الأقصى الذي أعلن مسؤولوه انهياره وقد بلغ عدد جثامين الشهداء التي استقبلها 2100 جثة و5 آلاف جريح.
وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تدق مجددا ناقوس الخطر من أن النظام الصحي في قطاع غزة لم يعد قادرا على تقديم الخدمات، مشدّدة على ضرورة التوصل إلى هدنة ووقف العنف وإدخال المساعدات إلى القطاع، وقالت إنه “لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الايدي أمام المعاناة في قطاع غزة”.
ويبدو واضحا من جنون الآلة العسكرية الصهيونية في إبادة المدنيين العزل في غزة، أنها تصب جام غضبها وانتقامها الوحشي من المدنيين العزل لفشلها الواضح في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي تخوض معارك ضارية وحامية الوطيس حالت دون تمكن قوات الاحتلال من تنفيذ الاجتياح البري الذي كانت تهدد به.
ويكفي ما ينشره الاعلام العسكري للمقاومة من فيديوهات توضح الضربات القوية التي تتعرض لها قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة المتطورة والفتاكة وكيف يتمكن عناصر المقاومة من تدمير آلياتها العسكرية من مسافة الصفر، لتتأكد مساعي الكيان الصهيوني للتغطية عن فشله في مواجهة المقاومة واختفائه وراء زعمه بضرب أهداف "حماس" في القطاع.
ووصف المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، مجازر الاحتلال الصهيوني الإرهابي بحق المدنيين في قطاع غزة وقصفه المستشفيات والمخابز وآبار المياه ومنع وصول الوقود والدواء، بأنها محاولة فاشلة للنيل من صمود سكان غزة وضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة بعد فشله في المواجهة الميدانية للمقاومة والتي كبدته خسائر فادحة في جميع محاور القتال.
انقطاع خدمات الاتصالات والأنترنت وسط قصف غير مسبوق على غزة
وتعمد جيش الاحتلال، الذي تخلى عن كل أخلاقيات تعامل الجيوش وأكد أنه يتكون من مجموعة من السفاحين، عن قفص مكثف تسبب في اتلاف مجددا المسارات الرئيسية لشبكة الاتصالات والأنترنت التي تم إعادة وصلها سابقا مما أدى مجددا لانقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والأنترنت وذلك وسط أحزمة نارية مكثفة وغير مسبوقة على مدينة غزة. وهو ما ينبئ بمزيد من المجازر التي ينوي الاحتلال اقترافها في جنح الظلام.
ويبقى السؤال المطروح إلى متى سيواصل هذا الكيان في جنونه وإراقته للدم الفلسطيني وقد بدأ العالم يتغير بالتدريج وهو يشاهد على المباشر مجازره ومحرقته المستمرة منذ شهر كامل في غزة ورأى بأم عينه وبما لا يدعو مجالا للشك بأن جيش الاحتلال يتعمد قتل الأطفال الفلسطينيين ويقترف في حقهم وفي حق العزل من المدنيين أبشع الجرائم.
بالمقابل تبقى الدعوات الدولية المكثفة والمظاهرات العارمة والحاشدة التي تجوب مختلف مدن وعواصم العالم من الولايات المتحدة إلى كندا الى أمريكا اللاتينية وصولا إلى القارة الاوروبية والعالمين العربي والإسلامي، والتي تطالب بوقف إبادة سكان غزة ومحاسبة إسرائيل، دليل على تبلور رأي عالمي تكشفت له حقيقة إسرائيل الدولة التي بنت نفسها على أنقاض فلسطين المحتلة، كما اتضح له زيف الادعاءات والروايات الصهيونية التي يروج لها الاعلام الغربي في التعميم على حقيقة الوضع في فلسطين بعدما أثبت تعامله بمنطق الكيل بمكيالين.
وأصبح الرأي العام العالمي يضغط على الحكومات التي لا تزال تدعم الكيان الصهيوني في وحشيته بحجة واهية هي "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، مقابل إنكارها هذا الحق عن الفلسطينيين، ليس فقط في الدفاع عن النفس بل في استرجاع حقوقهم وأرضهم التي اغتصبها وسلبها هذا المحتل الغاشم.
67% من شهداء قصف الاحتلال على غزة نساء وأطفال
أكدت عدد من المنظمات الأممية أن النساء والأطفال والمواليد الجدد في غزة يتحملون العبء الأكبر جراء العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، وذلك من حيث الخسائر وتقلص إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية.
وأوضح بيان مشترك صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية، أنه إلى غاية الجمعة الأخير، استشهد 2326 امرأة فلسطينية و3760 طفل في قطاع غزة بما يمثل 67% من جميع الخسائر في الأرواح، بينما أصيب آلاف آخرين بجراح. وهو ما يعني مقتل أو إصابة 420 طفل يوميا، حيث تبلغ أعمار بعضهم بضعة أشهر فقط.
وقالت المنظمات الأممية إلى أنه ثمة ما يقدر بـ 50 ألف امرأة حامل في غزة، وتجري فيها أكثر من 180 حالة ولادة يوميا. ومن المرجح أن تتعرض نصف النساء اللاتي يلدن في هذه الفترة إلى مضاعفات صحية متصلة بالحمل أو الولادة وهن بحاجة إلى رعاية طبية إضافية.
ونبّهت إلى أنه من المتوقع أن تزداد حالات استشهاد الأمهات بسبب نقص إمكانية الوصول إلى الرعاية الملائمة، فيما تؤدي الأضرار النفسية الناجمة عن الأعمال العدائية إلى تبعات مباشرة، وأحيانا فتاكة، على الصحة الإنجابية.
البابا فرانسوا يدعو مجدّدا لوقف إطلاق النار
جدّد البابا فرانسوا أمس، دعوته من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرض منذ شهر لعدوان صهيوني همجي أودى بحياة قرابة 10 آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء العزل.
وقال البابا فرانسوا بعد صلاة أداها أمس، بمقر الفاتكان أمام آلاف الأشخاص "أستمر في التفكير في الوضعية الخطيرة في فلسطين وإسرائيل، حيث فقط عدد كبير من الأشخاص حياتهم".
وأضاف "أدعوكم باسم الله أن تتوقفوا.. اوقفوا إطلاق النار"، معربا عن آماله في أن يتم استغلال كل الإمكانيات من أجل تفادي توسع هذا الصراع الدامي. كما رافع من أجل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث تشهد الوضعية الانسانية مزيدا من التفاقم والإفراج الفوري عن الرهائن.
الصليب الأحمر الدولي.. الوضع الإنساني "كارثي ويزداد سوءا كل لحظة"
حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، من تفاقم "الوضع الكارثي" في قطاع غزة، حيث أكدت أنه "يزداد سوء كل لحظة" جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع أكتوبر الماضي.
وقالت اللجنة في بيان صحفي إن "المدنيين في قطاع غزة يتحمّلون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال.. ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم في عام 1967" في إشارة إلى سنة "النكسة".
وأشار البيان إلى أن “التدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة ما ينبئ بكارثة بيئية، وأصبح الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب أو رغيف خبز في غزة رحلة محفوفة بالمخاطر، وتستمر لساعات”.
الخارجية الفلسطينية تطالب بتحميل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، المجتمع الدولي وعديد الدول بالتحلي بالجرأة وتحميل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمه بحق الأطفال والنساء وانتهاكاته الجسيمة والصادمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأكدت في بيان لها أن الاحتلال الصهيوني "لا يلتزم بالقانون الدولي بل ويتمرد عليه وهو الأمر الذي يجب أن يترافق مع آليات دولية قانونية من أجل محاسبته على جرائمه"، وأدانت الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني عامة وعلى قطاع غزة بشكل خاص بما في ذلك التصعيد الدموي المتواصل ضد كل شيء في القطاع، لافتتا إلى أن الاحتلال الصهيوني “يهدف إلى تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للسكن أو التواجد الانساني".
رئيس وزراء ماليزيا يشبّه الدمار في غزة بقنبلة "هيروشيما"
شبّه رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، الدمار في قطاع غزة نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، بالتدمير الذي أحدثه القصف الأمريكي لمدينة هيروشيما بقنبلة ذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بعد اجتماع في كوالالمبور أن "أضرار القنابل في غزة تجاوزت أضرار هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية".
وكانت وزارة الخارجية الماليزية أدانت بشدة الغارة على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 400 شخص ووصفتها بـ "المتعمدة".
تشاد تستدعي القائم بالأعمال لدى الكيان الصهيوني
أعلنت تشاد استدعاء القائم بالأعمال لدى الكيان الصهيوني للتشاور بسبب العدوان غير المسبوق الذي تشنّه قوات الاحتلال على قطاع غزة، حيث أعربت عن إدانتها لقتل المدنيين الأبرياء.
وقالت وزارة خارجية تشاد في بيان، أمس، لقد "استدعينا القائم بالأعمال في إسرائيل للتشاور بسبب قتل المدنيين الأبرياء في قطاع غزة"، وأضافت "تتابع تشاد بأكبر قدر من الاهتمام والقلق الوضع في الشرق الأوسط خاصة موجات العنف المميت غير المسبوق في قطاع غزة". وأشار البيان إلى أنه "في مواجهة هذه المأساة، تدين تشاد الخسائر البشرية في صفوف عديد المدنيين الأبرياء وتدعو إلى وقف إطلاق نار يؤدي إلى حل دائم للقضية الفلسطينية".
التحذير من التسويق لمخططات الاحتلال بخصوص ترحيل الجرحى عبر مستشفيات عائمة
حذّرت دائرة الإعلام المركزي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسائل الاعلام العربية والدولية من التسويق لحملة حكومة الاحتلال الصهيوني ومخططاتها بشأن استقدام مستشفيات أوروبية عائمة للسواحل الفلسطينية والمصرية لترحيل الجرحى الفلسطينيين وتدمير مستشفيات غزة وأي مرافق داعمة لاستمرار الحياة فيها.
وأكدت الجبهة الفلسطينية في بيان لها تحت عنوان "لا لمخططات الاحتلال لا لسفن العدوان والتهجير"، أن جيش الاحتلال الصهيوني وعلى لسان متحدثيه العسكريين، قد أعلن نيته اقتحام المستشفيات في قطاع غزة والسيطرة عليها وأن هذه المستشفيات العائمة ستستخدم لترحيل من يشاء من الجرحى ونفيهم فيما سيتم احتجاز البقية.
وأوضح البيان أن "الاحتلال يمنع حاليا خروج الجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة للمستشفيات المصرية للعلاج ثم العودة لقطاع غزة ويقصف المستشفيات بشكل يومي ويمنع وصول الوقود لها" كما يمنع "دخول الفرق الطبية ومعدات الإغاثة لقطاع غزة".
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تطالب بالتحرّك العاجل لوقف جرائم الإبادة
حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني من مغبة عجز المجتمع الدولي عن فتح ممرات إنسانية في قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات والإسراع في إجلاء الجرحى وإدخال الوقود والمعدات المنقذة للحياة.
وحثت الهيئة الدولية، في نداء إنساني عاجل، أحرار العالم وكافة المنظمات الدولية ودول العالم كلا وفقا لولايته القانونية والأخلاقية، على التحرك العاجل والفوري للضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف جرائم الإبادة الجماعية وعدوانه وعملياته الحربية الراهنة في قطاع غزة.