المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك تدق ناقوس الخطر
تحذير من استهلاك الفواكه غير الناضجة
- 655
حذّر كمال يويو رئيس فرع المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه بالعاصمة، من استهلاك الفواكه غير الناضجة والتي تشكل، حسبه، خطرا على الصحة، وتسبب مشاكل هضمية، قد تصل إلى التسمم الغذائي، مشيرا خلال الحملة التحسيسية التي أطلقتها المنظمة قبل فترة، إلى أن هذه الظاهرة باتت تنتشر بشكل ملفت للانتباه، مع كل بداية موسم فاكهة معيّنة، ليجد المواطن نفسه ضحية اقتناء فواكه لم يكتمل نضجها بعد.
أشار المتحدث في تصريح لـ"المساء"، إلى أن تلك التجاوزات يمارسها بعض التجار ممن ليس لديهم أي ضمير مسؤول، مردفا أن الجشع يدفعهم إلى التسابق في عرض الفاكهة قبل أوانها؛ فكلما كانت مرحلتها متقدمة كلما كان سعرها مرتفعا قبل وفرتها في السوق؛ حتى لو كان بعرضها غير طازجة تماما. وأوضح يويو أن تلك الممارسات تكون، عادة، على كافة الفواكه، إلا أنها تبرز كثيرا مع دخول موسم الحمضيات؛ على غرار البرتقال، واليوسفي "الماندرين"؛ إذ تُعرض في الأسواق بلونها الأخضر والأصفر قبل أن تنضج لتصبح باللون البرتقالي.
وأكد المسؤول أن المنظمة منذ سنوات وهي تدق ناقوس الخطر حول هذا الموضوع. وأشارت مرات عديدة، إلى موضوع الحمضيات، والرمان، والمشمش، مؤكدا أن معظم الفواكه أصبحت تسوَّق في السنوات الأخيرة، في غير موسمها المحدد قبل بلوغها النضج الكافي، الذي يجعلها مفيدة للصحة وتغذية الإنسان، وذلك بدافع الربح الوفير؛ بعرضها مبكرا في السوق بأسعار باهظة.
وحسب خبراء التغذية، فإن الفواكه والخضار غير الموسمية تحتوي في الغالب، على كمية كبيرة من المبيدات والنترات التي تُستخدم لإطالة مدة تخزينها وصلاحيتها، يقول كمال يويو، مردفا: "هذا ما يجعل منها فواكه تحتوي على سموم مضرة بالصحة، بل وتثبّط الفيتامينات والمعادن التي تحتويها، وبذلك تتحول من أغذية مفيدة للصحة، إلى أغذية لا نفع فيها، بل يمكن أن تضر، كذلك، بالصحة".
وأضاف: "هذه المواد حتى وإن كانت جودتها وطريقة استعمالها مطابقة لمعايير السلامة والصحة عكس ما يقوم به كثير من مزارعينا، فهي تؤثر سلبا على صحة الإنسان، وقد تسبب الحساسية، ومشكلات في الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي، والغدد الصماء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن مبيدات الحشرات والنترات لها علاقة بتطور بعض الأورام".
كما شدد المتحدث على أن الخطورة تبرز أكثر على الأطفال؛ فاستهلاك الطفل "الحساس" مثل هكذا فواكه، قد يعرضه للإصابة بمشكل صحي شديد؛ لأنه أكثر حساسية من الشخص البالغ. وقد يسجل حساسية ضد تلك الفاكهة غير مكتملة النضج، أو تتسبب له الحموضة المرتفعة مشكلا هضميا، أو تسمما غذائيا حادا. وقال: "وعليه ينبغي توخي الحذر من إضافة الفواكه والخضار غير الموسمية، إلى النظام الغذائي للأطفال؛ كون عملية إزالة السموم من جسمهم، بطيئة وليست سريعة ونشطة مثلما هي لدى البالغين".
وفي الأخير حذّر رئيس الفرع لدى المنظمة، المستهلكين وكذا التجار على السواء، من اقتناء الفواكه والخضار التي لم تبلغ نضجا كافيا، من عند المزارعين؛ لما تسببه من أخطار على صحة المستهلك، مشددا على ضرورة شن حرب من طرف السلطات ضد هذه التجاوزات، في حق المستهلك، وكذا الشجرة، والطبيعية؛ باستئصال ثمارها قبل نضجها.