جراء القصف المكثف والحصار اللاإنساني لقوات الاحتلال الصهيوني

المنظومة الصحية في غزة تنهار

المنظومة الصحية في غزة تنهار
  • القراءات: 678
ص. م ص. م

خروج مستشفيات عن الخدمة وإخلاء أخرى قسرا

غيّر الاحتلال الصهيوني بمحرقته المتواصلة ضد مستشفيات قطاع غزة قواعد المنطق والقانون الانساني، الذي يعتبر المستشفيات أماكن للتداوي والعلاج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، ليخرج الوضع في غزة عن المألوف بتحوّل هذه المنشآت المدنية التي يفترض أنها محمية بموجب القانون الدولي إلى ساحة حرب وهدف مباح للطيران الحربي الصهيوني.

الاحتلال الصهيوني الذي يشنّ منذ 37 يوما عدوانا دمويا على قطاع غزة الذي تحوّل إلى كومة رماد ومنطقة منكوبة محرومة من كل سبل الحياة، يواصل تنويع جرائمه بين المحرقة والمجزرة والمذبحة، في جرائم حرب متكاملة الأركان أصبحت المستشفيات في الأيام الأخيرة مسرحا لها على مرأى العالم العاجز عن تغيير الوضع. ويواصل القائمون على قطاع الصحة في غزة اطلاق صراخات الاستغاثة، علها تجد آذانا صاغية، تتدخل للإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بشرية تتلاعب بها آلة الاستدمار الصهيونية وكأنها دمى أو مجرد أرقام تحرقها متى تشاء وكيف ما تريد. 

أمام هذا الوضع المأساوي، الذي أقل ما يقال عنه، إنه كارثي ومرعب بشهادة كل الهيئات والمنظمات الأممية والدولية والحقوقية والإنسانية، جدّد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أمس نداءه للعالم للتدخل العاجل، خاصة من أجل إنقاذ مجمع الشفاء الطبي، مؤكدا أن هذا الأخير لم يعد قادرا على تقديم أي خدمة طبية بعد نفاد كل الإمكانيات وانقطاع الكهرباء بشكل كامل ومحاصرة المجمّع بدبابات الاحتلال الصهيوني. وقال القدرة إن الاحتلال استهدف عددا من الأشخاص خلال محاولتهم مغادرته، ما تسبب في سقوط نحو 40 نازحا بين شهيد وجريح. كما قصف بشكل مباشر قسم العناية المركزة ودمر جزءا منها، وذلك ساعات بعد استهدافه مبنى قسم أمراض القلب وسط احتدام القتال بمحيطه.

أكثر من 100 جثة ملقاة على الأرض في مجمّع الشفاء

بنفس نبرة الاستغاثة، لخّص مدير مستشفيات قطاع غزة، محمد زقوت، الوضع الكارثي المنهار، من جميع النواحي، في المنظومة الصحية، بالقول "بتنا غير قادرين على احصاء الشهداء والجرحى لتعذر الوصول اليهم". ونفى زقوت ادعاءات الاحتلال المضللة والتي لا اساس لها من الصحة، حول رفضهم استقبال الوقود، مؤكدا أن مشفى الشفاء تحول إلى مشرحة كبيرة في وقت لا تزال فيه 100 جثة ملقاة على الأرض، حتى أنه تحدث عن مشهد مفجع بدخول كلاب إلى ساحة المشفى ونهشها جثث شهداء.

كما أكد أن الاحتلال استهدف محيط المستشفى الإندونيسي ومهدي للولادة، وتم فقدان الاتصال بالطاقم الطبي بمستشفيي النصر والرنتيسي للأطفال، اللذين تم إخلاؤهما قسرا، حيث أخرج المرضى للشوارع دون رعاية صحية تحت تهديد الأسلحة والدبابات الاسرائيلية.

ولأن الوضع كارثي بكل معنى الكلمة، لم تتمكن السلطات الصحية التي تقدّمت بطلبات لدفن الجثامين المكدسة بالعشرات من القيام بذلك، بسبب استهداف قوات الاحتلال لكل من يتحرك في ساحة مشفى الشفاء. وجدد زقوت مطالبة مصر بتحريك سيارات الاسعاف الى مجمع الشفاء وإنقاذ الجرحى  والمواليد والرضع في الحاضنات والسماح بإدخال الوقود بأسرع وقت إلى غزة.

من جانبها قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في تصريحات صحافية، إن مديري الصندوق الأممي للسكان و"اليونيسيف" والصحة العالمية الإقليميين، يطالبون بتحرك دولي لوقف الهجمات على مشافي غزة. وأضافت أنه "لا بد من وقف القتال في غزة حتى نستطيع مساعدة المدنيين".

خروج مستشفى "القدسعن الخدمة بعد نفاد الوقود

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، عن خروج مستشفى "القدس" في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. وحمّلت في بيان لها المجتمع الدولي وكافة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية وما آل إليه الوضع الإنساني في قطاع غزة. وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تبذل قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية للمرضى والجرحى المتواجدين فيه، حتى ولو بالطرق التقليدية، في ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل مستشفى القدس ونقص الإمدادات الطبية والطعام والماء.

وإلى جانب استهداف المستشفيات، تعرض مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة للقصف الصهيوني، ما أسفر عن استشهاد خمسة نازحين وإصابة 15 آخرين بجروح. ودعا البرنامج الأممي إلى ضرورة توقف المأساة الجارية في حق المدنيين في قطاع غزة، مشدّدا في بيان له أمس على "ضرورة احترام وحماية المدنيين والمنشآت المدنية وحرمة مباني الأمم المتحدة".

ودخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة أمس، يومه 37، حيث يستمر القصف، دون أي بادرة على قرب وقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن سكان القطاع، الذين يواجهون واحدة من أسوأ الكوارث الانسانية والصحية والبيئة من فعل البشر في العصر الحديث. واستشهد العشرات وأصيب العديد منذ فجر أمس، ودمّرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية والممتلكات العامة والخاصة جراء القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة برا وبحرا وجوا.

وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا إلى غاية أمس جراء القصف الصهيوني نحو 11 ألف و200 شخص من بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة. في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 28 ألفا. كما دمر الاحتلال 41 ألف وحدة سكنية بشكل كلي و222 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.

مؤشرات عسكرية تكشف هزيمة جيش الاحتلال

يؤكد الكثير من المحليين والخبراء العسكريين أن هناك عدد من المؤشرات العسكرية التي تكشف هزيمة جيش الاحتلال في حربه على غزة التي بلغت يومها 37 من دون أن يتمكن هذا الجيش الذي "لا يقهر" من إلقاء القبض على مقاوم فلسطيني ولا حتى العثور على أي نفق للمقاومة يقوده لفك شفرة الأنفاق.

كما أن هذا الجيش، الذي لا يتمكن من تقدّم شبر في غزة إلا بغطاء جوي وحرقه لكل ما يقابله، وينجح فقط في تصويب نيرانه نحو المدنيين العزل والمنشآت المدنية، لم يتمكن من الكشف عن مواقع تزويد وتحريك منصات إطلاق صواريخ المقاومة ولا العثور على أي مخزن لسلاحها ولا تأمين شارع ولا حي ولا حتى مربع جغرافي ليلتقط الصور ويستعرضها كمؤشر نصر.

ولم تتمكن قوات الاحتلال بكل ما تمتلكه من قبة حديدة وأسلحة ومعدات متطورة من إيقاف أو تقليل قصف المستوطنات الصهيونية بالصواريخ. وقد أعلنت "كتائب القسام" أمس، مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا ومستوطنتي "شلومي" و"نهاريا" شمال فلسطين، برشقات صاروخية مركزة. كما أعلن الاحتلال الصهيوني، الذي أقر بمقتل أكثر من 45 من جنوده منذ بدء المعركة البرية، عن إصابة سبعة من جنوده في انفجار قذائف الهاون أطلقت من جنوب لبنان، الجبهة الأخرى المشتعلة في وجه هذا الكيان الغاصب.

 


 

فنزويلا تدين الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة

أدانت فنزويلا أمس، الإبادة  الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وطالبت بالوقف الفوري لهذه الجرائم .داعية إلى ضمان استقلال فلسطين من قبل جميع الهيئات والمنظمات الدولية مثلما طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا.

مسؤول أممي: الهجمات على مرافق الرعاية الصحية "بغيضة"

شدّد وكيل الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، على أنه ما من مبرر للاعتداء على مرافق الرعاية الصحية، واصفا هجمات جيش الاحتلال الصهيوني على المستشفيات في غزة بأنها "بغيضة ويجب أن تتوقف". وقال غريفيث إنه "يتعين أن تتمتع المستشفيات بالقدر الأكبر من الأمان وأن يثق أولئك الذين يحتاجون إليها بأنها أماكن مأوى وليست أماكن للحرب".

وأضاف في تغريدة على شبكات التواصل الاجتماعي "في ضوء التقارير المروعة عن الهجمات، لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للهجمات على مرافق الرعاية الصحية.. الأمر الذي يتركها بدون كهرباء أو طعام أو ماء، مع إطلاق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار".

المجلس النرويجي للاجئين يدعو إلى وقف إطلاق النار

دعت مستشارة المجلس النرويجي للاجئين بالضفة الغربية، شاينا لو، أمس، إلى وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة لإيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون إليها. وذكرت لو، في تصريحات صحفية، أن الأوضاع في قطاع غزة غير إنسانية وأن "الفلسطينيين النازحين من الشمال وجباليا ومستشفى الشفاء إلى الجنوب لا يوجد أماكن لإيوائهم ولا يتوفر لهم طعام كافي لتلبية احتياجاتهم اليومية".

وقالت إنه يتم توزيع الطعام لبعض الملاجئ لكن نظرا لانعدام الأمن في قطاع غزة فإن الدعم مقيد ومحدود. وأكدت أن المنظمة تعمل بشكل متواصل مع شركائها في جميع المنظمات المعنية والأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر، مؤكدة حاجتها إلى الوقود لتوزيع المساعدات. كما طالبت بتوفير الحماية لطواقم منظمات الإغاثة من القصف لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن.

الرئاسة الفلسطينية: تكريس الاحتلال لن يحقق الأمن لأحد

أكدت الرئاسة الفلسطينية أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية وأن محاولات الاحتلال لفصله عن الضفة الغربية ستبوء بالفشل، محذرة من أن تكريس الاحتلال في الضفة وغزة والقدس الشرقية، لن يحقق الأمن لأحد. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أنه على الاحتلال أن يوقف العدوان الذي يمارسه بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وعلى الإدارة الأمريكية أن تتحرك بشكل فوري لوقف حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة. وأكد أن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يتحققا إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 والتي تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب ألمانيا بموقف منسجم

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية،  وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بموقف منسجم مع القانون الدولي الإنساني إزاء جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة. وقال اشتية، خلال لقائه الوزيرة الألمانية إن "عدم الدعوة لوقف الحرب هو تشجيع للكيان الصهيوني على الاستمرار بالعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة"، داعيا ألمانيا إلى "اتخاذ إجراءات جدية ضد الاستيطان وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، كونها تعتبر الاستيطان غير شرعي". وأكد أن "الأولوية اليوم هي وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ووقف اعتداءات المستوطنين الإرهابيين على شعبنا  بالضفة".

المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان: ما يحدث في غزة أمر غير مسبوق

قال رئيس المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن ما يحدث في غزة أمر غير مسبوق في تاريخ الصراعات وفي تاريخ الانتهاكات والجرائم. وأضاف في تصريح صحافي "أن الاحتلال يقوم بعمليات قتل جماعي منظم وبشكل واسع وإبادة جماعية لسكان غزة دون اعتبار لأي قوانين"، مشيرا إلى أن هناك استهدافا واضحا ومنظما للأطفال الذين يمثلون 40% من عدد الضحايا وهو عدد غير مسبوق.

توقف خدمة الاتصالات والأنترنت في غزة الخميس بسبب نفاد الوقود

قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، إسحاق سدر، إن خدمة الاتصالات والأنترنت ستتوقف بالكامل في قطاع غزة يوم الخميس المقبل بسبب نفاد الوقود، ما سيساهم في تعميق الكارثة الإنسانية لعدم قدرة المواطنين على التواصل مع خدمات الطوارئ والإغاثة والنجدة. وأضاف خلال مؤتمر صحفي بمقر الوزارة برام الله أن الأمر سيؤثر في الاتصال بطواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر والاتصال فيما بينهما ومع مراكزهما، ما قد يتسبب بعدم القدرة على توجيه الطواقم إلى أماكن الاستغاثة.