تشكل متنفسا ووجهة مفضلة للعائلات

5 حدائق ومساحات خضراء جديدة بالشلف

5 حدائق ومساحات خضراء جديدة بالشلف
  • 464
غ. م غ. م

تدعمت مدينة الشلف، خلال السنة الجارية، بـ5 حدائق ومساحات خضراء جديدة، شكلت متنفسا ووجهة مفضلة للعائلات الشلفية، وموردا قيما للصحة العامة، ومؤشرا إيجابيا للتنمية الحضرية المستدامة.

ففضلا عن الفوائد البيئية والاقتصادية والتنموية، التي أصبحت تدرها حدائق "11 ديسمبر 1960"، و«صافا 1 و2"، إلى جانب المساحتين الموجودتين بحي بن سونة، منذ دخولها حيز الخدمة بداية سنة 2023، باتت هذه المنشآت التي أنجزت في إطار المخططات البلدية للتنمية، تستقطب المواطنين من داخل وخارج الولاية.

في هذا الصدد، أكد رئيس بلدية الشلف، عدنان العبدي، أن المدينة شهدت السنة الجارية، فتح عدد معتبر من الحدائق والمساحات الخضراء أمام المواطنين، وهو ما يجسد التزام مصالحه بتهيئة الإقليم، ومواكبة معايير التنمية المحلية المستدامة، وتطوير المدن والمساحات الحضرية.

واستنادا لنفس المسؤول، كلفت هذه المشاريع في المجموع، ما لا يقل عن 200 مليون دينار، فيما توجد مشاريع أخرى قيد الإنجاز، ستستلم قريبا، على غرار المساحة الخضراء بحي البرادعي، ومساحة أخرى بحي لالة عودة، ستساهم ـ حسبه- في استكمال المخططات الحضرية، وإضفاء طابع جمالي عليها، يراعي مقاييس العمران والمدينة والجانب الإيكولوجي.

من جهته، أوضح المهندس المعماري، محمد قندوزي، أن إعادة الاعتبار لحديقة "11 ديسمبر" ذات الرمزية التاريخية، وإنجاز حدائق ومساحات خضراء أخرى خلال السنة الجارية، جاء في إطار سعي السلطات المحلية إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية، ومواكبة التوسع العمراني الذي شهدته مدينة الشلف ومقتضيات حماية البيئة.

وأضاف، أن هذه المشاريع الخضراء، التي ساهمت في استحداث العديد من النشاطات التجارية ومناصب شغل جديدة، وتنشيط السياحة الداخلية والحفاظ على البيئة، يمكن أن تستغل أيضا كمراكز ومناطق لإغاثة المنكوبين والمتضررين، ضمن المخطط البلدي للوقاية خلال الأزمات والكوارث الطبيعية.

وبالنسبة لعملية تسيير حدائق "11 ديسمبر 1960"، و"صافا 1 و2"، فقد تم منحها لخواص، في إطار تشجيع الاستثمار في هذا المجال، بينما تتكفل مصالح البلدية بالعناية بالمساحات الخضراء المتبقية، لاسيما أنها تشهد "إقبالا معتبرا" للمواطنين، حسبما لوحظ بعين المكان.

منشآت خضراء .. دعم للصحة العامة والحياة الاجتماعية

تساهم الحدائق والمساحات الخضراء أيضا، في تحسين سلوك الفرد والصحة النفسية لعامة الناس، في ظل إمكانية استغلالها لممارسة نشاطات رياضية، وتنظيم نشاطات ترفيهية وثقافية وتحسيسية بخصوص عدد من القضايا التي تهم المجتمع، استنادا لرئيسة الجمعية البيئية "فسيلة من أجل مستقبل أخضر"؛ نادية عامر.

أضافت نفس الناشطة الجمعوية، أن هذه الفضاءات التي تدعمت بها مدينة الشلف، جاءت استجابة لمطالب المجتمع المدني، ومراعاة لمتطلبات التنمية المحلية، ومن شأنها تخفيف آثار تغير المناخ والحد من تلوث الهواء، وتحسين مؤشر جودة الحياة بالنسبة للمواطن.

تشهد حديقة "11 ديسمبر 1960"، بمحاذاة ساحة التضامن، حركية ونشاط كبيرين، دبا بهذا المرفق البيئي والتاريخي، الذي أنشىء خلال الحقبة الاستعمارية، وطاله الإهمال، قبل أن يستفيد من عملية إعادة الاعتبار والتهيئة، مؤخرا، ليصبح قبلة للعائلات ومنتزها يراعي المعايير الحديثة لتشييد الحدائق الحضرية.

في هذا السياق، أكد أحمد عنقود، أحد المواطنين الذي كان مرفوقا بعائلته، أن حديقة "11 ديسمبر" التي تحتوي على أصناف نادرة من الأشجار والنباتات، تعد إضافة قيمة للحياة العامة والتفاعلية ما بين فئات المجتمع، في ظل النشاطات الترفيهية والثقافية المختلفة التي يتم تنظيمها، والحياة الخاصة بالنسبة للأشخاص الباحثين عن الهدوء والخصوصية.

وبالمدينة الجديدة في حي سونة، التي تعد قطبا سكنيا جديدا يحصي حوالي 10 آلاف نسمة، أضحت حديقتي "صافا 2" التي تمتد على مساحة تقدر بـ3 هكتارات، و«صافا 1" المقابلة لمستشفى الأخوات "باج"، الوجهة المفضلة لممارسي رياضة المشي وركوب الدراجات للكبار والصغار.

ساهمت المساحات الخضراء والحدائق العامة، في نشر ثقافة الحفاظ على البيئة والفرز الانتقائي للنفايات، ورفع مستوى التواصل الإجتماعي بين أفراد العائلة، مثلما قالت سميرة بوجمعة (مواطنة)، فيما أشاد آخرون بعمليات التهيئة وإنجاز المساحات الخضراء بالمدينة، على غرار ساحة الأمير عبد القادر والطريق الرابط بين مسجد "الكوثر" ومفترق الطرق بحي الحسنية، التي أعطت -حسبهم- وجها يليق بالشلف "كوجهة سياحية وتجارية للولايات الداخلية المتاخمة لها.

تتواصل مساعي السلطات المحلية بالشلف، إلى إنشاء مساحات خضراء جديدة وتهيئة القديمة منها، على أساس أنها عنصر أساسي للتنمية المحلية، مع الاختيار الدقيق لأصناف الأشجار ونماذج الحدائق، وفقا لطبيعة كل وعاء عقاري، بما يسمح في الأخير، بحضرنة المدينة وتجسيد مبدأ الاستدامة وتحسين مؤشر جودة الحياة، والمستوى المعيشي للمواطن، كما أضاف مسؤولو بلدية الشلف.