معرض "بوح" بمؤسسة "عسلة"
طاوس وباربارا وشفيقة يرسمن المرأة بكل تجلياتها
- 758
أكدت الفنانة التشكيلية بن عمارة طاوس، لـ"المساء" تخصصها في "الفن الأمازيغي" من خلال رسومات تبرز فيها أشكالا ورموزا أمازيغية بلمسة عصرية مميّزة، وهو ما نجده في المعرض الذي تشارك فيه حاليا، بمؤسسة "عسلة"، رفقة الفنانتين شفيقة بلخوجة وباربارا ولودنو مادج، بعنوان "بوح".
تشارك الفنانة طاوس بن عمارة في هذا المعرض الذي تدوم فعالياته إلى غاية 16 ديسمبر المقبل، بثلاثة عشر لوحة.
وفي هذا قالت لـ"المساء" إنها ترسم الأشكال البربرية مثل تلك التي نجدها في الزرابي والفخار واللباس، وهذا في لوحات أبطالها من النساء، وتحديدا المرأة الأمازيغية، التي تعبّر بشدة، عن تراثنا العريق، وعن صفائها، وحتى حزنها وقوّتها في آن واحد.
كما رسمت بن عمارة المرأة في شكل هيئة سوداء؛ بحجة أن أعمالها تصبّ في الأسلوب التجريدي، هذا من جهة. أما من الجهة الأخرى فلأنها تعتبرها كائنا غامضا، يحاول التأقلم مع كل الصعوبات التي تواجهه، لتمزج بذلك بين الفن الأمازيغي التقليدي ونظيره المعاصر. واستعملت الفنانة بعض الألوان المبهجة؛ مثل الأزرق في لوحتها عن الطفولة؛ أي عن البراءة، والفرحة، والراحة النفسية.
كما أخاطت الفنانة بعض الحلي على لوحة، ورسمت فيها أشكالا هندسية، وهيئتين تحرسان مخبأ للكنز.
أما اللوحة التي رسمت فيها مفتاح صول، فهي رمز للموسيقى التي استوطنت حياتنا، وشكلّت جزءا من تراثنا غير المادي.
وبالمقابل، كرّمت طاوس في لوحة من لوحاتها، الحمار؛ الحيوان اللطيف والنشيط، الذي يشكل حضوره في منطقة القبائل وحتى القصبة، أهمية كبيرة.
وفي إطار آخر، اختارت الفنانة أن ترسم شخصيات بملامح واضحة، عكس الهيئات السوداء، التي تُعدّ جزءا من بصمتها الفنية، فرسمت نفسها في لوحة بورتري. كما رسمت في لوحة أخرى، والدة الكاتبة طاوس عمروش، فاطمة آيت منصور، التي صدر لها سيرتها الذاتية "قصة حياتي"... كتكريم لها.
ورسمت في لوحة ثالثة، امرأة تنسج زربية؛ اعترافا بمجهود نساء حافظن على تقليد الأجداد. لوحة أخرى لطاوس بن عمارة عن هيئتَي امرأتين، يبدو أنهما تتبادلان الأسرار. وقد اعتمدت فيها الفنانة على عدة ألوان، قد تكون رمزا لعدة أسرار، في حين رسمت خريجة معهد الفنون الجميلة بعزازقة، لوحة بعنوان "دوار"، صورت فيها هيئة امرأة عارية؛ رمزا للخيبات التي تصيب النساء في هذه الحياة.
لوحات عديدة لطاوس بن عمارة في هذا المعرض، ومن بينها أيضا لوحة عن العدالة في زمن نشهد فيه اغتصاب حقوق الكثيرين، مثل ما يحدث، حاليا، في غزة.
ولوحة عن الغابة الساحرة، التي يبدو أن دخولها ليس كالخروج منها، في حين لم تشأ أن تضع عنوانا للوحة، يبدو أن في وسطها بحيرة ساحرة أيضا. وقد علّلت طاوس ميلها للغموض في أعمالها إلى ضبابية الحياة في حدّ ذاتها، وبالأخص القدَر الذي لا يمكن معرفة ما يخبئه لنا.
وتشارك في هذا المعرض أيضا، الفنانة البولونية باربارا التي تعيش في الجزائر منذ سنوات الثمانينات، وهذا بمجموعة معتبرة من اللوحات مختلفة الأحجام، بعضها عن المرأة، وأخرى في الفن التجريدي المحض.
واعتمدت الفنانة كثيرا على الألوان الزاهية، معبّرة بذلك عن تفاؤلها مثل لوحات من الحجم المتوسط، في كلّ واحدة منها رسمة لامرأة تعرض فيها لباسها الجميل، وجسدها الممشوق، بينما رسمت في لوحة أخرى، موسيقيا يعزف على الساكسفون. ولوحة لرأس حصان بالأحمر، والأصفر، والأخضر، والأسود.
أما الفنانة شفيقة بلخوجة التي درست خمس سنوات في جمعية الفنون الجميلة وسنتين في المدرسة العليا للفنون الجميلة، فقد قسمت لوحاتها إلى قسمين؛ الأول مخصص للفن، والثاني للمرأة بكل تجلياتها.
ورسمت في أكثر من لوحة أشكالا هندسية، توحي بأنها منازل عتيقة مثل تلك التي نجدها في القصبة.
أما رسمها النساء فقد أبرزت من خلاله، التراث الثقافي الجزائري. ورسمت ملامحهن بدقة. وأظهرت حتى مشاعرهن من خلال محياهن، حيث إن أغلبهن ظهرن قلقات حائرات؛ فلِم ذلك يا ترى؟