احسن بوفنيسة رئيس جمعية "تضامن إيدز":
ضعف الإمكانيات المسخّرة لبرنامج الوقاية رفع معدل الإصابات
- 1058
عبّر احسن بوفنيسة رئيس جمعية "تضامن إيدز"، عن أسفه لعدم بلوغ التحدي الذي وضعته منظمة الصحة العالمية بالنسبة للجزائر في مجال محاربة مرض فقدان المناعة المكتسبة، والمتمثل في بلوغ 500 حالة سنويا بمطلع 2030، مرجعا ذلك إلى ضعف الإمكانيات المسخّرة للوقاية، التي قال إنها "شبه منعدمة إن لم نقل منعدمة".
قال بوفنسية: "إذا رغبنا في بلوغ أقل من 500 حالة خلال السنة، فلا بد من أن تكون الإمكانيات المسخرة لتفعيل برنامج الوقاية، متوفرة، والمتمثلة في الأطقم الطبية، والعتاد المستخدم"، مشيرا إلى أن جمعية "تضامن إيدز" شاركت في البرنامج المكثف للوقاية بالتعاون مع وزارة الصحة، منذ 2019؛ إذ تم العمل على برنامج الكشف المبكر خارج الإطار الاستشفائي، للبحث عن الحالات المصابة، وحثها على العلاج؛ لحماية المجتمع منها. غير أن الاعتماد على المتطوعين فقط في غياب الدعم المادي من الوزارة الوصية، غير كاف لمحاربة هذا المرض، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة، التي تشير إلى إحصاء 2000 حالة سنويا.
وحول نوعية الإمكانيات المطلوبة لتفعيل برنامج الوقاية وحث الأشخاص على ضرورة التشخيص، أكد رئيس الجمعية أن "التوعية غير مرتبطة بموسم معيّن، وإنما هي عمل سنوي دوري ولا يقتصر على المدن الكبيرة؛ لأن المدن الداخلية معنية، أيضا، ببرنامج الوقاية. وهذا يتطلب الدعم المادي؛ لأن العمل التطوعي وحده غير كاف"، مشيرا إلى أن فريق العمل يحتاج إلى ميزانية مضبوطة، تسمح بتفعيل العمل الوقائي. وقال أيضا: "وغير ذلك، فإن القول بأن العمل الوقائي بالاعتماد على النشاط الجمعوي كفيل بالحد من تفشي داء السيدا، قول مردود؛ فمرافقة وزارة الصحة تحتاج إلى دعم الجمعيات؛ حتى تتمكن من تفعيل البرنامج في الميدان".
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن "رفع شعار "بلوغ 500 حالة مطلع 2030"، غير صحيح؛ لأننا سجلنا بين سنتي 2022 و2023 ألفي حالة سنويا، وبالتالي فمن غير الممكن بلوغ هذا الهدف بصفر إمكانيات"، مشيرا إلى أنه على مستوى الجمعية فقط، خلال هذه السنة بالتنسيق مع وزارة الصحة، تم اكتشاف أكثر من 150 حالة جديدة، لافتا إلى أن أسباب تفشي داء فقدان المناعة المكتسب في المجتمع الجزائري، راجع إلى عدم التشخيص، وغياب المرافقة، وضعف برنامج الوقاية، الذي يتطلب أن يكون لديه فريق عمل مكون من أكثر من 100 طبيب تعتمد عليه الجمعية في برنامجها، ولافتا إلى أن الشباب هم الشريحة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة من طرف من ينتقل إليه الفيروس بدون علمه وإصابته، ويُفترض أنها الشريحة التي نبحث عنها.
وحول ما إذا كانت هناك فئة مصابة تأتي للتشخيص من تلقاء نفسها، أكد المتحدث أن "من يأتي تطوعا للكشف فئة قليلة جدا، تكاد تكون منعدمة. وتحتاج إلى مرافق جيد؛ حتى يشجعها على التشخيص، ومتابعة العلاج؛ الأمر الذي يتطلب أن تكون هناك إرادة سياسية جادة لتفعيل العمل الوقائي على الأقل؛ ليتم الحفاظ على عدد الإصابات بدون زيادة إن عجزنا عن الحد منها، ولكن الإشكال في أن أعداد المصابين تزداد"، مشيرا إلى أن المعطيات الأولية توحي بإمكانية بلوغ 2500 حالة بدون الحديث عن الفئة غير المصرح بإصابتها.