المقاومة تتصدى لتوغلات جيش الاحتلال البرية على محاور مختلفة
لا مكان آمن في غزة.. حرب الإبادة تتواصل
- 552
❊ الصحة العالمية.. الوضع في غزة "يقترب من أحلك وقت للبشرية"
❊ الكيان الصهيوني يحوّل المستشفيات ومراكز الإيواء إلى مقابر جماعية
❊ غارات الكيان تشتد وسط نزوح قياسي للفلسطينيين إلى جنوب غزة
واصلت قوات الاحتلال الصهيونية في اليوم 60 من عدوانها الدموي على غزة هجومها البري وقصفها الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع وكثفته على المناطق الجنوبية من القطاع، ممعنة في ارتكاب مزيد من المجازر والمذابح في حق الأطفال والنساء والمدنيين العزل أمام أعين عالم لا يزال يتفرج على محرقة العصر دون ان يحرك ساكنا ليضع حدا لها.
واستهدف الطيران الحربي الصهيوني، أمس، منازل المواطنين بشمال ووسط وشرق قطاع غزة، في حين كثف قصفه الجنوني على المناطق الجنوبية خاصة خان يونس أكبر مدن الجنوب ورفح، ما فاقم بشكل لا يطاق من معاناة مئات آلاف النازحين المحاصرين بين قصف مستمر بلا هوادة وحصار شديد يحرم شعب أعزل من أدنى مقومات الحياة.
ولم يبق الاحتلال وبشهادة الأمم المتحدة ومختلف منظماتها وهيئاتها الحقوقية والانسانية، أي مكان آمن في قطاع غزة إلا ويتعمد قصفه وتدمير كل مبانيه ومنشآته المدنية على رؤوس ساكنيها ويقصف حتى المناطق التي يعلنها آمنة ويطلب من السكان النزوح اليها.
وأصبح جليا لدى هذه المنظمات أن هذا الكيان الغاصب يشن حرب إبادة جماعية بكل المقاييس ويستهدف بالدرجة الأولى الأطفال دون أي رقيب ولا حسيب ويصب جام غضبه على المدنيين العزل حتى وهم محتمون بالمستشفيات ومراكز الإيواء التي لا تسلم من القصف.
الصحة العالمية.. الوضع في غزة "يقترب من أحلك وقت للبشرية"
أمام هذا الحالة الكارثية والمأساوية، حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من أن الوضع في غزة "يقترب من أحلك ساعة للبشرية"، وقد أكد المتحدث باسمها في الأراضي المحتلة، ريتشارد بيبركورن، بأن "الوضع يزداد سوءا كل ساعة وتتكثف عمليات القصف في كل مكان، بما في ذلك بالمناطق الجنوبية".
وأَضاف "أريد أن أوضح أننا بصدد كارثة إنسانية متزايدة"، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية "وجهت أمرا للاحتلال الصهيوني بإزالة الإمدادات من المستودعات في "خان يونس" وتم إبلاغ المنظمة بأن المنطقة ستصبح على الأرجح منطقة قتال نشط في الأيام المقبلة".
وهو يتحدث من رفح عبر تقنية "التحاضر عن بعد" أمام الصحافة في مدينة جنيف السويسرية، نقل مسؤول منظمة الصحة العالمية جزءا من معاناة مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع الذين ضاقت بهم السبل وقد أغلق الاحتلال في وجههم كل أمل للحياة وأصبحوا فقط ينتظرون مصيرهم المحتوم بالموت المؤكد إما تحت القصف أو الموت جوعا وعطشا أو من دون علاج وبالبرد، مشددا على ضرورة الوقف الفوري للقصف والخسائرالفادحة في أرواح المدنيين.
بالمقابل صدم، أمس، المتحدث باسم المنظمة الأممية للطفولة "يونيسيف"، جيمس إلدر، لعدم وجود أي مكان آمن في قطاع غزة والكيان الصهيوني يقصف حتى المناطق التي أعلنها آمنة وطالب السكان بالنزوح إليها.
ووقف مسؤول اليونيسيف خلال زيارته قطاع غزة على هول الكارثة المتعددة الجوانب من انسانية وصحية وبيئة وشاهد بأم عينه حجم الدمار والخراب الهائلين الذين خلفهما العدوان الصهيوني المستمرة بلا هوادة منذ شهرين كاملين. وقال إن "هذه المناطق لا يمكن أن تكون آمنة أو إنسانية عندما يتم الإعلان عنها من جانب واحد".
نزوح قياسي للفلسطينيين إلى رفح أقصى جنوب القطاع
قالت الأمم المتحدة، أمس، إنها رصدت نزوحا قياسيا للفلسطينيين إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، مع اشتداد حدة الغارات التي يشنها الاحتلال الصهيوني ودخول فصل الشتاء الذي يزيد لا محال في تعقيد وضعية النازحين وهم الذين غرقت مئات الخيام التي تأويهم جراء الامطار الغزيرة.
وذكر بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" بأن عشرات الآلاف من النازحين وصلوا خلال 48 ساعة الماضية إلى رفح من مناطق في جميع أنحاء محافظة خان يونس المجاورة، وأضاف أنه بالنظر إلى أن الملاجئ في مدينة رفح تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير، فقد استقر معظم النازحين الوافدين حديثا في الشوارع وفي المساحات الفارغة في جميع أنحاء المدينة، حيث أقام واالخيام والملاجئ المؤقتة.
وبسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في ملاجئ الأونروا في الجنوب، وقعت زيادات كبيرة في المصابين ببعض الأمراض والحالات المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المرتبطة بالنظافة، إضافة إلى تقارير أولية عن تفشي الأمراض بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي.
وإذا كان الوضع العام في القطاع لا يخرج عن خانة الانهيار والكارثة، فالأوضاع في المستشفيات التي خرج معظمها عن الخدمة تبقى غاية في الخطورة، حيث حذر، أمس، مدير المستشفى الاوروبي في غزة من أن الطواقم الطبية لم تعد قادرة على الوصول الى المستشفيات التي لا تزال تعاني من انعدام وشح في المساعدات الطبية، مشيرا إلى أن ما وصل إلى بعضها بسيط جدا ولا يفي بالحاجات الضرورية لتقديم العلاج للمرضى والجرحى.
جيش الاحتلال يعترف بمواجهة "مقاومة شرسة" على أرض المعركة
بينما يصب جيش الاحتلال جام غضبه على الشعب الأعزل في غزة، نصبت فصائل المقاومة الفلسطينية عدة كمائن للقوات الخاصة الإسرائيلية في عدة محاور وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم. كما أعلنت تدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية بقذائف "الياسين 105".
واعترف قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال بأن قواته خاضت أمس أشرس المعارك مع عناصر المقاومة منذ بدء الحرب البرية في 27 أكتوبر الماضي، حيث بلغت حصيلة خسائره 21 دبابة تعرضت لتدمير كلي أو جزئي والقنص والاجهاز على 26 جنديا، إضافة إلى "تلغيم" منزل تحصن به جنود الاحتلال شرق خان يونس.
وأقر جيش الاحتلال أمس بمقتل 80 جنديا من عناصره منذ بدء الهجوم البري الذي وسعه، أمس، إلى المناطق الجنوبية وحاصة خان يونس وذلك بعدما فشل في تحقيق أي نصر في شمال القطاع الذي نجح فقط في قصفه جوا وتدمير أحيائه السكنية ومنشآته المدنية والمستشفيات ومدارس الايواء واستهداف المدنيين العزل.
من جانبه أعلن حزب الله عن استهدافه لموقعي "جل العلام" و"الظهيرة" شمال فلسطين المحتلة بالأسلحة المناسبة وقال إنه أوقع اصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال.
بوريل: مايقوم به الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة "مجزرة"
وصف الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة بـ”المجزرة"، مشيرا أن عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين قد يكون أعلى بكثير مما أعلن عنه. وأكد بوريل، في كلمته أمام المنتدى 25 لحقوق الإنسان أول أمس، ببروكسل، بأنه لا يمكن لأحد أن يقبل مثل هذه الخسائر في صفوف المدنيين، وأضاف "لا نعرف عدد الضحايا في غزة، فقد يقدرهم البعض بـ 15 ألفا، لكني أخشى أن يكون كثيرون آخرون تحت الأنقاض".
أمير قطر: عار على المجتمع الدولي أن يسمح باستمرار جريمة الاحتلال في غزة
اعتبر أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أمس، أنه من العار على المجتمع الدولي أن يسمح باستمرار جريمة الاحتلال الصهيوني النكراء على غزة. وقال في كلمة له خلال انطلاق أعمال القمة الخليجية 44، إن "القمة تنعقد في ظل استمرار المأساة الخطيرة والكارثة الإنسانية الناجمة عن العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق وخصوصا أهلنا في قطاع غزة"، مؤكدا أن المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة تعمّق الشعور بالظلم وبعجز الشرعية الدولية.
غوتيريس قلق حيال استئناف العدوان الصهيوني على غزة
أعرب الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء استئناف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بعد الهدنة الإنسانية المؤقتة التي دامت سبعة أيام، حسبما كشف عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، في بيان. ودعا غوتيريس، الاحتلال إلى احترام التزاماته بموجب القانون الدولي الإنساني وطالبه بتجنب اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة .
قادة الخليج يطالبون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان الصهيوني
طالب قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان على قطاع غزة وحماية المدنيين الفلسطينيين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات الكيان الصهيوني وسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها ضد سكان غزة العزل. وجاء ذلك في "إعلان الدوحة" الصادر في ختام أشغال الدورة 44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت بالعاصمة القطرية.