الشاعرة فايزة استمبولي استاني ضيفة كريشاندو
قصائد بلغتين مختلفتين وروح واحدة
- 573
أكّدت الشاعرة فايزة استمبولي استاني نشرها للإيجابية في قصائدها التي تتحدّث فيها غالبا عن الحب والمرأة والطبيعة والجزائر، مضيفة أنّها ترفع شعار الأمل في وجه الألم وتنادي بالابتسامة رغم أحزان الدنيا.
استضافت مدرسة الفنون "كريشاندو" بالبليدة، أوّل أمس، الشاعرة فايزة استمبولي استاني التي قدّمت ديوانيها الجديدين، الأوّل باللغة الفرنسية بعنوان "هذا المكان الآخر" والثاني باللغة العربية الموسوم بـ"مقاومة الحنين"، وتحدثت الشاعرة عن دواوينها الستة التي نشرتها وكذا عن رواية لها عرفت النور عام 2022، فقالت إنها تكتب الشعر منذ أن كان عمرها 14 سنة لكنّها لم تكن تريد أن تظهر للعلن ما كانت تكتبه، ولا أن تشارك في مسابقات أدبية رغم إلحاح المقربين منها، إلى أن قرّرت نشر بعض ما كتبته على الفايسبوك ابتداء من عام 2012 وهذا بعد تشجيع من الأصدقاء وأمام السرقة الأدبية التي عانت منها، وتنشر أوّل ديوان لها في كتاب عام 2016 لتتوالى أعمالها الأدبية وتصل إلى ستة دواوين ورواية.
وذكرت المتحدّثة أنّه لأوّل مرة تصدر ديوانا باللغة العربية يضمّ قصائد بالفصحى وأخرى في الشعر الملحون. كتبتها عموما عن معاناة المرأة من صعوبة تنعمها بالحب وحتى بإخفائها لمشاعرها بفعل قيود المجتمع. أما عن كتابتها لمعظم أعمالها باللغة الفرنسية فهو أمر عفوي وليس خيارا.
كما كتبت فائزة استمبولي عن كرامة المرأة الجزائرية التي لا يمكن أن تساوم فيها ولو كان ذلك مقابل الحب، مضيفة أنّها سفيرة بلدها في الخارج من خلال التمسّك بقيمها وبشيمها وبخصوصياتها. وأكّدت حبها الكتابة عن الأمور الجميلة التي تبحث عنها دائما حتى في عمق القبح، فهي ترى العالم بشكل مختلف.
بالمقابل، أشارت الشاعرة إلى بساطة أسلوبها الشعري والكلمات التي تستعملها في قصائدها، بغرض إيصالها إلى جمهور أوسع، معتبرة أنّ للشعر جمهوره في الجزائر والذي يتزايد يوما بعد يوم حتى أنّها رفضت نشر دواوينها خارج البلد بل رفعت تحدي إيصال الكلمة الجميلة إلى أبناء جلدتها. وتابعت أنّها ترفض الكتابة بشكل معقّد مثل اللوحة التجريدية التي لا يمكن أن يفهمها الإنسان البسيط، مضيفة أنّها دائما اهتمت بمشاعر وأفكار وروح الإنسان سواء من خلال تخصّصها في علم النفس أو كتابتها للشعر.
كما تطرقت ضيفة "كريشاندو" إلى تأثير والدها الإمام على حياتها وبالأخصّ على مسيرتها الأدبية، فهو الذي كان ينادي بشعار "الدين أخلاق ومعاملة" كما كان يشتري كلّ خميس رواية باللغة العربية وهكذا أحبت المطالعة خاصة وأنّ أخاها كان يمتلك مكتبة بالعاصمة وكان بدوره يجلب لها كتبا وهذه المرة باللغة الفرنسية. وذكرت حبّها للمطالعة في زمن لم يكن للأطفال والمراهقين هوايات كثيرة خاصة الفتيات من العائلات المحافظة.
في إطار آخر، دعت الشاعرة كلّ الجزائريين إلى تغيير ولو جزء صغير من واقع بلدنا وهكذا سيحدث التغيير الكبير، مشيرة إلى تعلقها الكبير بالجزائر، وقبل أن تختم ندوتها، قرأت فايزة استمبولي أمام الحضور بعضا من القصائد من ديوانيها الجديدين وكذا من دواوينها السابقة، مثل قصيدة عن البليدة وأخرى عن الجزائر العاصمة وثالثة عن فلسطين.