الصحفي الفلسطيني عماد أبو شاويش لـ "المساء":

الكيان الصهيوني يحاول "اغتيال الحقيقة" باستهداف الصحفيين

الكيان الصهيوني يحاول "اغتيال الحقيقة" باستهداف الصحفيين
الصحفي الفلسطيني عماد أبو شاويش
  • القراءات: 476
ص. محمديوة ص. محمديوة

الاحتلال يحاول التغطية على جرائمه بقطع الانترنيت عن القطاع للمرة السادسة

يتعمّد الاحتلال الصهيوني منذ شن عدوانه قبل 71 يوما على قطاع غزّة، استهداف الأطقم الصحفية المتواجدة في الميدان بشكل خاص بهدف "اغتيال الحقيقة" وترهيب الصحفيين ومنعهم من كشف جرائمه المروعة التي يرتكبها ليلا ونهارا في حق المدنيين العزّل وفضحها أمام أعين العالم أجمع.

في اتصال مع "المساء" حذّر الصحفي الفلسطيني، عماد أبو شاويش، أمس، من أن "كل من يعمل في مجال الصحافة أو يحاول قول كلمة الحق أو يفضح جرائم الاحتلال في قطاع غزّة هو الآن مستهدف". وقال إن ما حدث مع مراسل قناة "الجزيرة" القطرية، وائل الدحدوح، واستشهاد زميله المصور سامر أبو دقة، في استهداف صهيوني متعمّد وهما يؤديان واجبهما الإعلامي، أكبر دليل على أن "الاحتلال يحاول قتل الحقيقة".

وهو ما يثبت - يضيف المتحدث- أنه "لم يعد هناك أي معنى لأي درع صحفي أو خوذة صحفية أو مياثق شرف صحفي.. ولم يعد هناك ضرورة لنقابات الصحفيين أو اتحادات عربية ودولية للصحفيين بكل أنواعها وأشكلها".

وقال إن الاحتلال الصهيوني انتهك كل المواثيق الدولية، وعمل بشكل واضح وصارخ وفاضح على أن تقتل الحقيقة وهو يدوس على القانون الدولي، واتفاقيات جنيف من الأولى إلى الرابعة، ومن ضمنها تلك التي تخص العاملين في المجال الطبي والصحفي التي لم يعد لها أي احترام لدى هذا الكيان الغاصب.

كما أكد أن قطع الكيان الصهيوني للأنترنت للمرة السادسة عن القطاع منذ أربعة أيام يبعث برسالة واضحة للصحفيين يقول لهم فيها "صوروا ما استطعتم من جرائم لكنكم لا تستطيعون نقلها"، مشيرا إلى مقاطع الفيديو والصور الكثيرة التي عجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وتتداولها وسائل الإعلام على نطاق واسع "تفضح الاحتلال بشكل كامل أمام العالم". وقال في هذا السياق إن "الاحتلال يعي بشكل جيد أن العالم بدء يتأثر بهذه الصور وبالتحديد العالم الغربي قبل العربي الذي بدء يتضامن مع القضية الفلسطينية، ويفهم حقيقة من هو الإرهابي ومن هو الذي يعتدي على الآخر، ليشدد "نحن لسنا إرهابيين ولسنا معتدين نحن أصحاب الحق والأرض وأصحاب القضية".

ونقل الصحفي أبو شاويش، صورة قاتمة السواد عن معانة الصحفيين في قطاع غزّة، حيث قال "نحن كصحفيين لسنا منفصلين عن الواقع المعاش في قطاع غزّة، ونتعرض لأكثر الأزمات والهجمات والضغوطات الجسدية والنفسية.. نعاني أمور كثيرة أولا بعدنا عن أهالينا الذين يطالبوننا بعدم العمل خوفا من أن نتعرض أو تتعرض منازلنا للقصف مثل ما حدث مع الزميلين مؤمن الشرافي واحمد البرش، وكثير من الزملاء الذين قصفت منازل أهاليهم أو قصفوا وهم رفقة أهاليهم".

ووجه الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول لشن حربه الدموية على غزّة نيران أسلحته الفتاكة والمدمرة باتجاه العاملين في قطاع الإعلام، ولم يستثن حتى عائلاتهم ضمن مسعى فاضح لقتل الحقيقة ومحاولة فاشلة للتغطية عن جرائمه المتواصلة في القطاع، والتي استطاع الإعلام المحلي فضحها وإيصالها إلى كل بقاع العالم.

وهو ما شكل ضربة قوية للرواية الصهيونية الكاذبة التي اتضح زيفها وجعلت شعوب العالم أجمع تنتفض ضد العدوان الصهيوني وتضامنا مع غزّة. وإلى غاية أمس، ارتقى أكثر من 90 صحفيا شهيدا في قطاع غزّة، إما في قصف يطاله هو وعائلته في مسكنه العائلي أو باستهداف مباشر كما حدث أول أمس، مع طاقم قناة "الجزيرة" القطرية الذي تعرض لقصف أودى بحياة المصور سامر أبو دقة، في حين أصيب المراسل وائل الدحدوح بجروح.

وتعمدت قوات الاحتلال ترك الصحفي المصور ينزف لمدة خمس ساعات كاملة، بعدما منعت سيارات الإسعاف من الوصول إليه في جريمة متكاملة الأركان ارتكبتها على مرحلتين الأولى باستهدافه مباشرة وثانيا بمنع المساعدة عنه.