دار الثقافة "عبد القادر علولة" بتلمسان
صالون الفنون التشكيلية بألوان فلسطينية
- 491
يعرض 29 رساما تشكيليا من مختلف أنحاء الوطن، لوحاتهم في الطبعة الخامسة عشر للصالون الوطني للفنون التشكيلية عبد الحليم همش، المزمع تنظيمها من 19 إلى 22 ديسمبر الجاري بتلمسان، وتحمل شعار "صالون الفنون التشكيلية بألوان فلسطينية".
الصالون الذي ستجري فعالياته بدار الثقافة "عبد القادر علولة"، يشتمل على عدة أنشطة ثقافية، ومعارض فنية، ومحاضرات، وخرجات سياحية إلى المعالم التي تزخر بها عاصمة الزيانيين، بالإضافة إلى ورشات فنية ومسابقات، خاصة أن هذه الطبعة ستكون استثنائية، وتماشيا مع الموقف الرسمي والشعبي المتضامن مع أشقائنا الفلسطينيين، في محنتهم ضد العدوان الصهيوني، وعليه ستخصَّص مسابقة هذه الطبعة لدعمهم والتآزر معهم، بصيغة فنية تشكيلية، تترجم وتجدد مشاعر التضامن والتعاضد. ولن يقتصر الأمر على المسابقة فقط، بل سيخصَّص جناح في المعارض لهذا الغرض، يشارك فيه الفنانون ضيوف الشرف؛ كمساهمة منهم إلى جانب الفنانين المتسابقين.
صالون الفنون التشكيلية من المواعيد الفنية المكرسة والهامة على المستوى الوطني التي يترقبها كل من الفنانين وجمهور الفن التشكيلي بكل توق؛ كونه فرصة قيّمة لعرض جديد ما جادت به القرائح الإبداعية لأبرز الفنانين الجزائريين، سواء ضيوف الشرف المخضرمون، أو الشباب المتسابقون. هذا اللقاء بين الأجيال المختلفة فرصة للتقارب والتواصل بين مختلف الفنانين التشكيليين العارضين، ومن شأنه أن يخلق ديناميكية فعّـالة للارتقاء بالفعل الإبداعي، والاحتفاء بالإبداع التشكيلي الجزائري، والتعرف على إنتاجات المواهب الشابة للارتقاء بالفن التشكيلي الجزائري، وتطويره، ونشر إشعاعه؛ خدمة للوطن والمواطن؛ باعتبار الفن التشكيلي أحد الركائز الأساسية لقيم الحضارة والجمال، وأحد مكونات وروافد الهوية الثقافية الوطنية.
وكما جرت العادة في الطبعات السالفة، كان الجانب الفكري والنظري يأخذ حظه في التناول والاهتمام، لذلك سينظَّم في هذا الصدد، يوم دراسي حول "معنى العمل الفني" من تأطير الناقد الفني السيد عبد الرحمان جلفاوي، لفائدة الفنانين المشاركين وجمهور الفن التشكيلي، إضافة إلى ورشة المسابقة، سيؤطرها الفنانان مصطفى نجاعي وسعيد شندر.
للإشارة، فإن الفنان عبد الحليم همش أحد رموز الريشة الجزائرية. وُلد سنة 1906 بتلمسان. وزاول دراسته بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس. وقد تألق نجمه في العديد من المعارض الوطنية والدولية؛ على غرار المعرض العالمي لباريس، ومعارض أخرى رفقة الفنان محمد راسم في الثلاثينات. وقد أهـدى الفنان عبد الحليم همش لوحتين لمدينة تلمسان، مازالتا موجودتين بالمتحف الوطني بالعاصمة منذ 1946، الأولى جسّد فيها سوق القيصرية وسط المدينة. والثانية تعبّر عن مسيرة الزوايا الدينية في يوم العيد. وقد وافته المنية عام 1979، تاركا وراءه عددا كبيرا من اللوحات الفنية التشكيلية.