تعبيرا عن مساندته للبلد الصامد
سعد عمر يعرض براسم ويرسم فلسطين
- 493
لم يتوان الفنان التشكيلي سعد عمر في رسم فلسطين تأثرا بما يحدث حاليا لغزة الصامدة، فرسم ثلاث لوحات، عبّر فيها عن مساندته المطلقة لها. يعرضها هذه الأيام برواق "محمد راسم" إلى جانب لوحات جديدة وأخرى قديمة، في معرضه "الإلهام" ، الذي تستمر فعالياته إلى غاية آخر يوم من السنة الجارية.
قال الفنان التشكيلي سعد عمر لـ"المساء"، إنه رسم ثلاث لوحات عن فلسطين، وضع واحدة منها في صدارة معرضه، وزوّدها بعنوان "القدس" . والثانية موسومة بـ"ثلاث فقاعات فلسطين" ، والثالثة "كوفية فلسطين"، استعمل فيهن الألوان الحارة بكثرة خاصة البرتقالي، الذي يمكن أن يعبّر عن النار التي يحاول الكيان الصهيوني إشعالها في غزة، لكن هيهات؛ ففلسطين بأكملها، لن تسقط، وستظل شامخة وصامدة.
ويعرض الفنان لوحات جديدة رسمها في الأشهر الأخيرة، علما أنه نظم معرضا له في جوان الماضي بنفس الفضاء؛ أي رواق "راسم" . وقد جلب معه في معرضه الجديد، بعضا من اللوحات المعروضة سابقا، ليكون الالتحام بين القديم والجديد جميلا، ويقدّم صورة لأعمال الفنان العصامي، الذي لا يبتغي أن يرسم تقنية محدّدة، ولا أن يستعمل ألوانا معيّنة، بل هو فنان حرّ لا تحده أدنى قيود.
وهكذا، فإن جاءت معظم أعماله في الفن الواقعي لحبه الشديد للطبيعة، فهذا لا يعني أن عمر لا يرسم الفن التجريدي. وفي هذا يعرض الفنان لوحة "مكعبات ملوّنة" رسم فيها مكعبات بألوان مختلفة مصطفة بشكل منتظم. أما لوحة "هروب الروح" فرسم فيها الفنان هيئة إنسان، يظهر أنه في حال فرار، وهو يتخطى مناظر طبيعية خلابة، قال عنها إنه رغم موضوعها ارتأى أن يضع فيها ألوانا زاهية، لأنه يريد أن ترتسم الابتسامة على وجه زائر المعرض، حينما يشاهد لوحاته مهما كانت مواضيعها، حزينة أو سعيدة. وأردف الفنان قائلا: "الرسم علاج نفسي بالنسبة لي. كلما كنت حزينا كلما رسمت بألوان زاهية أكثر.
وبالمقابل، أعرض في معارضي لوحات من الفن التجريدي الذي أحبّه أيضا، ولوحات عن طيور البجع؛ لأنني حينما كنت طفلا كنت أذهب إلى أختي في بولوغين، وكان في بيتها لوحة مرسومة فيها بجعة ببحيرة، شدّتني إليها كثيرا، وعزمت أن أصبح رساما، وحققت حلمي؛ لهذا أعرض دائما لوحات عن البجع. وإذا بيعت أرسم أخرى؛ لأنني لا أستطيع أن أتخيّل معرضا لي بدون لوحات عنها، وعن الفن التجريدي".
ودائما مع التجريدي، رسم سعد عمر لوحة "الجزائر العاصمة تجريدي"، رسم فيها مقام الشهيد، وفي أسفله أشكال هندسية ملوّنة بتدرجات اللون الأخضر.
كما عبّر عمر عن حبه للمجرة ورسم الكواكب. وكشف لـ"المساء" عن سعيه لتنظيم معرض له حول هذا الموضوع تحديدا، خاصة أن قلة من الفنانين من رسموا عنه. وهكذا يعرض في رواق "راسم"، أكثر من لوحة حول هذا الموضوع، بعضها سبق وأن عرضها، وأخرى جديدة؛ مثل لوحة "الأرض" ، ولوحة "عين الإعصار".
وبالمقابل، رسم الفنان أكثر من لوحة عن البحر؛ لأنّه يحبه، وعن غروب الشمس، وفاكهة حب الملوك. كما رسم لوحة عن شنوة بتيبازة، قال إنه رسمها بالقلم، ثم عاد إلى منزله، وأعاد رسمها. وأضاف إليها بقايا جسر. أما لوحتاه"المنعزل" و"أرينا" فقد رسمهما تقريبا في نفس الزمن؛ الأولى لرجل يقابل البحر، والثانية لآخر في منتصف الصحراء، قال إنه رسمهما؛ لأنه كان بحاجة إلى العزلة.
ورسم عمر لوحة "نار" تأثراً بحريق توجة ببجاية في الصيف الماضي، وهذا بعد أن أهدى لوحة كبيرة في نفس الموضوع، لجمعية بتلك المنطقة. أما لوحات الطبيعة الصامتة فقد وضع فيها الفنان بصمته، حيث أضفى على كل واحدة منها شيئا؛ مثل اللوحة التي رسم فيها قيتارا، والثانية بعنوان "يمينة" التي رسمها تكريما لوالدته الراحلة، ووضع فيها رموزا عنها؛ مثل الرداء الأبيض الذي يرمز للثلج الذي كانت تحبه والدته. أما الرداء الأخضر فهو رمز للسكينة التي كانت تتميز به يمينة، في حين رسم عدد الفاكهة بعدد الأطفال الذين أنجبتهم وهم تسعة، بينما رسم شمعة؛ تعبيرا عن النور الذي كان يشع من الوالدة رحمها الله.
ورسم الفنان باب القصبة، الذي قال إنه رسمه على المباشر بالقلم، ثم أعاد رسمه بالألوان الزيتية، وزيّنه مثل العروس، متمنيا في السياق، أن تعود القصبة إلى جمالها المعهود. ورسم، أيضا، لوحات أخرى، من بينها لوحة "القعدة" ؛ حيث يشتهي الإنسان أن يقتحمها ويجلس في ذاك الكرسي المريح، وأمام زرقة البحر المنعشة.