تحدّث عن الأمن الهوياتي اللغوي.. سي الهاشمي عصاد:

حرص صادق للرئيس تبون على صون الهوية الوطنية

حرص صادق للرئيس تبون على صون الهوية الوطنية
الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد
  • 430
نوال جاوت نوال جاوت

❊ الاحتفال بـ"أمنزو ن يناير" انجاز جدير بالتثمين

❊ تجنّد مؤسساتي لتقوية شعور الانتماء إلى أمّة عريقة

❊ استغلال الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية والمساهمة في الاقتصاد الثقافي الوطني

❊ تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب اللغة الأمازيغية اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات

أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، أمس، أنّ رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للفعاليات الوطنية لرأس السنة الأمازيغية بالموازاة مع مراسم تسليم جوائز الأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الرابعة، ينمّ عن حرص الرئيس الكبير والصادق على صون وتعزيز مكوّنات الهوية الوطنية مثلما أقرّه في التزاماته الـ 54، خاصة النقطة الـ 12. مضيفا أنّ هذا المسعى يضاف إلى مختلف المكتسبات التي حقّقتها الجزائر، في سياق اهتمامات الدولة بكلّ ما يرمز لهويتنا الوطنية ومرجعيّتنا التاريخية وترجمة لنص ديباجة دستور نوفمبر 2020.

اعتبر عصاد، خلال الانطلاق الرسمي لاحتفالات رأس السنة الأمازيغية 2974، بنادي الجيش، أنّ الاحتفال للمرة الرابعة على التوالي، بتظاهرة "أمنزو ن يناير" تحت عنوان فعاليات وطنية ورسمية المدعومة بتنظيم مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، يعدّ "انجازا جديرا بالتثمين وخطوة نيرة تعبّر بوضوح عن رؤية مسؤولة تستند إلى الأبعاد التاريخية، العلمية والبيداغوجية والمعطيات الميدانية الواقعية للموروث اللغوي والثقافي الذي تزخر به بلادنا"، مؤكّدا التجنّد المؤسساتي لغرس القيم النبيلة من حب الوطن والحفاظ على الموروث الثقافي الوطني في أذهان الناشئة، بهدف تقوية شعور الانتماء إلى أمّة عريقة، في كنف الأمن الهوياتي اللغوي تماشيا مع سماحة الدين الحنيف الذي كان دوما يحث على تغليب كفة التعايش ونبذ كلّ مسبّبات الفرقة.

وزاد الأمين العام أنّ الأمازيغية ستبقى دوما هي عنصر تماسك اجتماعي وإرث مشترك يتقاسمه كلّ الجزائريين، وقال "نحن نعمل ضمن هذا التوجّه المؤسّساتي بشكل هادئ وبخطوات ثابتة دون تسرّع وارتجال بل بعقلانية ورزانة مسؤولة من أجل تكريس أحكام الدستور".

توقف عصاد أيضا، عند شعار التظاهرة التي تحتضن فعالياتها الرسمية الجزائر العاصمة، مؤكدا أنّه ذو مغزى هادف ودلالة قوية، فعبارة "يناير كنز ثقافي أصيل ووعاء جامع من أجل تنمية مستدامة"، تترجم بوضوح تلك المرجعية العريقة التي لابد أن نعتز بها كجزائريين أيّما اعتزاز بهدف استغلال هذا الموروث المشترك لتقوية اللحمة الوطنية جاعلا منه قيمة مضافة تساهم في الاقتصاد الثقافي الوطني.

ولخّص المتحدّث التصوّر الجديد الذي اعتمدته المحافظة السامية للأمازيغية والمستند إلى أنشطة هادفة تمزج بين التقليد والعصرنة في خمسة محاور أساسية، أوّلها فضاء سوق يناير في قلب العاصمة الذي يحي التراث الثقافي الوطني الجدير بالتسويق والترويج. ثانيها أجنحة المؤسّسات الناشئة التي تهتم بتثمين التراث الوطني وترقية اللغة والثقافة الوطنية والهادفة إلى تشجيع الشباب الجامعي للاهتمام أكثر بهذا الميدان الخصب. أما ثالثها فتخصّ ورشات موضوعاتية، علمية وتكوينية في مجالي الترجمة وأسماء الإعلام لفائدة شريحة من الباحثين والمهتمين بحقل اللغة والثقافة الأمازيغية بغية إرساء الطابع التشاركي.

فيما يتعلق الرابع، حسب عصاد، بفتح مجال للتخصّصات البحثية الجديدة للتطرّق إلى الأبعاد التاريخية والثقافية للهوية الجزائرية من خلال الموروث الثقافي الوطني يناير مع التركيز على أهمية مناقشة موضوع التعددية الثقافية واللسانية في إطار المشروع التمهيدي للأطلس اللغوي للجزائر، ويتمحور الخامس حول تخصيص درس نموذجي حول الاحتفال بيناير في المؤسسات التربية الوطنية ومؤسسات التكوين والتعليم المهنيين مع إشراك الأسرة التربوية والجمعوية في عملية التشجير بغابة بوشاوي التي شكّلت رمزية عميقة تؤكّد الرابطة القوية بين الجزائريين وأرضهم الطاهرة كصورة خالدة تبرز الافتخار بالانتماء إلى الأمة الجزائرية الواحدة الموحّدة.

من جهته، أشار والي الجزائر العاصمة محمد عبد النور رابحي، إلى أنّ الاحتفالات الوطنية الرسمية بيناير 2974، تندرِج ضمن تكرِيس الثَّوابت الوطنية ودعم الوحدة بمقوّماتها الثلاثة الإسلام والعروبة والأمازيغية، موضّحا أنّها ستضفي جمالا إضافيا للبهجة الْمحروسة وستشكل ساحة لساكنتها وزوارها لعيش فرحة الاحتفالاتِ عن قرب من خلال كل النشاطات المبرمجة، التي تتنوّع بين إبراز الموروث الثقافي المادي وغير المادي الثري من خلال كل المعارض المنظمة والنشاط الأكاديمي والعلمي عبر الندوات والمحاضرات التي تعرّف بعمق وأصالة الأبعاد التاريخية والثقافية للهوية الجزائرية.

للإشارة، تُسلمّ جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، اليوم الخميس، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف برحال"، وتشمل تخصصات مختلفة، على غرار الأبحاث في اللسانيات، الأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، الأبحاث العلمية في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي والأبحاث العلمية في التكنولوجية والرقمنة.