قال إنها تدخل في إطار تبادل المنافع بين دولها.. الدكتور حسام:

مبادرة رئيس الجمهورية لمساعدة كينيا تأكيدا للالتزام نحو القارة الإفريقية

مبادرة رئيس الجمهورية لمساعدة كينيا تأكيدا للالتزام نحو القارة الإفريقية
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور حمزة حسام
  • 257
 ي. س ي. س

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور حمزة حسام، قرار رئيس الجمهورية، بتقديم 16 ألف طن من الأسمدة الفلاحية لدولة كينيا، بأنه تأكيد لمبدأ التضامن الإفريقي ويبرهن على جدية خطاب الجزائر حيال الالتزام الدائم نحو القارة الإفريقية والإسهام في الجهد التنموي وتبادل المنافع بين الدول الإفريقية.

وأوضح الدكتور حسام خلال استضافته، أمس، ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، بأن هذه الخطوة التضامنية الجديدة مع دولة من القارة الإفريقية تنسجم مع عمقها الإفريقي والمبادئ التي أسّس من أجلها الاتحاد الإفريقي ودعمها الدائم لمصالح القارة داخل مؤسسات الاتحاد أو في بقية المنابر الدولية.

وأضاف الدكتور حسام: "الحالة الجزائرية -الكينية تأتي ضمن مسعى واضح لتكريس استقلالية أكبر في القرار الإفريقي عنوانه تشجيع التعاون جنوب-جنوب لسد الذرائع أمام قوى أجنبية تستغل ضعف المشاريع التنموية في القارة، من أجل التدخل تحت غطاء المساعدات، بهدف التشويش على الهوية التحررية لدول الاتحاد والتأثير على القرار والمشهد الإفريقي مثلما سعى إليه الكيان الصهيوني قبل سنة بالتواطؤ مع دولة مطبعة تنتهج نفس السياسة القائمة على الاستعمار والاستيطان بغرض ضرب الجزائر ومصالحها".

واستطرد المتحدث: "الأسمدة الفلاحية صارت جزءا من الأمن الغذائي في العالم وليس فقط في القارة الإفريقية، وقد تجلى ذلك بوضوح بعد اندلاع الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ سنة 2022، وهي مادة إستراتيجية بامتياز لأنها الأساس في كل عملية لاستصلاح الأراضي الفلاحية وتخصيبها، وكذا رعاية المنتجات الفلاحية، وهي تدخل في سياق التنمية المستدامة بهدف تثمين القدرات الإفريقية لكسب رهان الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، وهي معادلة صارت أكثر إلحاحا منذ أزمة جائحة كورونا".

وتحدث الدكتور حسام عن شواهد عدة تبرز عودة الجزائر لتبوّء المكانة التي تستحقها في القارة الإفريقية بعد حقبة من الانكفاء على الذات، وهذه العودة تعكس إدراك صانع القرار الجزائري لأهمية البعد الإفريقي في سياستها الخارجية أكثر من بقية الفضاءات الأخرى، لأنها تمتلك القدرة على منافسة غيرها من القوى الأخرى بقوة في الميدان الاقتصادي، بما يتناسب مع طموحاتها الرامية إلى بناء نموذج اقتصادي جديد يقوم على تبعية أقل للمحروقات، ويسعى لرفع الناتج المحلي بالاعتماد على طرق مبتكرة لإنتاج الثروة .

وفي حديثه عن التطوّرات التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، اعتبر الدكتور حسام بأنه أمر عادي ومنتظر لأن الحركية الجزائرية، صارت تزعج الكثير من القوى الأجنبية، وهذا أمر طبيعي لأن حضور الجزائر والنجاحات المحققة في هذا الفضاء، لا يرضي بعضا من هذه القوى الأجنبية لأنها كانت إلى وقت غير بعيد تشغله.

وانطلاقا من ذلك، أشار الدكتور حسام إلى أن التنافس الراهن على النفوذ بين القوى الرئيسية في العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وباقي القوى الأوروبية، منبعه أن كل التقديرات تفيد بأن القارة قد تصبح مستقبل العالم في مجال الطاقة وتشكل مناطق الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا وخليج غينيا أرقاما صعبة في مستقبل معادلة السباق نحو النفوذ بالقارة الإفريقية.

ولم يستبعد المتحدث تداعيات أمنية بالمنطقة جراء الصراع الدولي، على أن النفوذ وتحديدا بمنطقة الساحل من خلال توظيف ورقة الإرهاب والجريمة المنظمة، والهجرة السرية من أجل إحراز المزيد من الاختراقات والتأثير والإبقاء على تواجد هذه القوى الأجنبية، بمنطقة الساحل الإفريقي والجزائر تعي حقيقة ما يتم التحضير له ولذلك تسعى لتكون طرفا أساسيا وشريكا موثوقا في مجال السلام والتنمية من قبل شعوب المنطقة.