توقع جني 18 مليون قنطار في هذا الموسم
الحمضيات.. وفرة وأسعار في المتناول
- 550
❊ توسع المساحات المغروسة مع تكثيف الزراعة ساهم في رفع المردود هذا الموسم
❊ سعر 1 كلغ من أنواع الحمضيات ما بين 40 إلى 50 دج في أسواق الجملة
❊ المطالبة بتهيئة المسالك وإعادة تهيئة الحواجز المائية التي غمرتها الأوحال
❊ بومرداس تتوقع جنى أزيد من 400 ألف قنطار من أنواع الحمضيات
يتوقع مهنيو شعبة الحمضيات، أن يصل الإنتاج من مختلف أنواع الحمضيات للموسم الجاري، إلى قرابة 18 مليون قنطار في أحد أحسن المواسم. في المقابل، عرفت أسعار هذه الفواكه الموسمية تراجعا كبيرا مقارنة بمواسم سابقة، بلغت في أسواق الجملة حدود 50 دج/ كلغ، ويرجع المهنيون هذا الأمر إلى عدة عوامل، أهمها توسع المساحة المغروسة والزراعة المكثفة على مستوى جل ولايات الوطن، ناهيك عن الدعم الموفر، لاسيما في مجال تقنيات الري الحديثة.
قال رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة الحمضيات، الحاج محمد ناجي، أن الموسم الجاري يعد من بين أحسن المواسم من حيث وفرة الحمضيات بكل أنواعها، وأضاف في تصريح خاص لـ"المساء"، أن توسع المساحات المغروسة عبر جل ولايات الوطن، يعد عاملا رئيسيا لهذه الوفرة التي انعكست إيجابا على الأسعار، مما خلف ارتياحا كبيرا لدى المستهلك. ومن حيث الأرقام، قال المتحدث بأن المساحة الإجمالية للحمضيات تفوق 85 ألف هكتار، مشيرا إلى أن كل ولايات الوطن منتجة للحمضيات، بما في ذلك بعض ولايات الجنوب، وذكر من بينها ورقلة والمنيعة التي أثبتت التجارب نجاح عملية غرس الليمون ذي الجودة العالية من حيث إنتاج العصير تحديدا.
من جهة أخرى، لفت الحاج ناجي إلى أن بعض عوامل الطبيعة، ساهمت هي الأخرى في هذه الوفرة، على غرار "السيروكو" أو التيارات الساخنة، شهر نوفمبر الماضي، التي ساهمت في نضج بعض الأنواع، خاصة في الحزام ما بين ولايات غليزان إلى الجهة الغربية للبليدة، مما جعل أنواعا مختلفة من الحمضيات تدخل في مرحلة النضج مبكرا وتباعا، بمعنى تلاقي أنواع اليوسفية (المندرين) والبرتقال في وقت واحد، مما جعل أسعار الجملة من أنوع الحمضيات تتراوح ما بين 40 و50 دج/ كلغ، فيما عرضت بأسواق التجزئة ما بين 80 دج و130 دج، وبلغت حدود 150 دج لأنواع أخرى.
هذه الوفرة في الانتاج، يضيف محدث "المساء"، جعل رؤساء المجالس الولائية المهنية المشتركة للحمضيات، يدعون القائمين على المصانع التحويلية لامتصاص الفائض من الإنتاج، غير أن هؤلاء، حسبه، اقترحوا ثمنا بخسا ما بين 20 و25 دج/ كلغ، وهو ما رفضه المهنيون، كونه لا يغطي حتى سعر التكلفة.
في المقابل، لمح المسؤول إلى ارتفاع تدريجي مرتقب للأسعار في قادم الأيام. في ذات السياق، قال الحاج محمد ناجي، أنه من المهم تجديد حقول الحمضيات عبر الوطن، من أجل تطوير هذه الشعبة أكثر فأكثر، ودعا في هذا الصدد، المصالح الفلاحية عبر الولايات، إلى النزول للميدان والوقوف على حالة البساتين والحقول، من أجل تسهيل منح التراخيص لأصحاب الحقول التي دخلت مرحلة الشيخوخة، لاقتلاع الأشجار واستبدالها وفق القوانين المعمول بها. كما طالب ذات المصالح التنسيق الجدي مع مصالح "سونلغاز"، لتسهيل إيصال الكهرباء الريفية لبعض المستثمرات ببعض الولايات.
فيما ناشد في المقابل، السلطات العمومية، بإعادة النظر في أسعار بعض الأسمدة التي وصلت إلى حدود 6 ملايين سنتيم، وكذا المطالبة بوضع هيئة مراقبة لأسعار المبيدات، التي قال إنها جد مرتفعة. ولم يغفل المسؤول الحديث عن أهمية تهيئة المسالك الريفية، وذكر على سبيل المثال، ببلديات سي مصطفى وبغلية وبن شود وسيدي داود في ولاية بومرداس، ناهيك عن مطالبته بتهيئة الحواجز المائية بذات الولاية، التي يصل عددها إلى حوالي 25 حاجزا مائيا، كلها بحاجة إلى إعادة تهيئة، بسبب تراكم الأوحال بها.
توقع جني قرابة 454 ألف قنطار حميضات ببومرداس
تصل المساحة الإجمالية للحمضيات في ولاية بومرداس إلى 3076 هكتار، منها 2491 هكتار منتجة، بينما تصل توقعات الإنتاج إلى قرابة 454 ألف قنطار في أحسن المواسم إنتاجا، بالرغم من عامل الجفاف، الذي أثر بشكل مباشر على هذه الشعبة، حيث قال رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، عاشور ساخي، بأنه رغم قلة معدل التساقط، إلا أن موسم الحمضيات هذه السنة كان جيدا من حيث الإنتاج والمردود، بفضل تقنيات السقي ولجوء العديد من الفلاحين إلى استعمال السقي التكميلي أو بالتقطير، الأمر الذي أثر بشكل إيجابي على هذه الشعبة، بالتالي على الإنتاج، الذي من الممكن أن يكون أحسن بكثير مما يسجله هذا الموسم، يضيف ذات المسؤول.
في السياق، تشير المعطيات إلى أن الكمية المجنية من الحمضيات إلى تاريخ 14 جانفي 2024، وصلت إلى 165975 قنطار من مساحة تفوق 900 هكتار من المساحة الإجمالية المنتجة، يأتي نوع "الطومسون نافال" في صدارة أنواع البرتقال في الولاية، بإجمالي أزيد من 218 قنطار موقوفة بذات التاريخ، من مساحة إجمالية تقدر بـ1267 هكتار، منها 1141 هكتار منتجة. يليه نوع "واشنطن نافال" بأزيد من 89 ألف قنطار من مساحة إجمالية تقدر بـ479 هكتار، منها 427 هكتار منتجة، بينما بلغت المساحة المجنية إلى حد ذات التاريخ إلى 141 هكتار.
أما النوع الثاني من الحمضيات، فهو "اليوسفية" بنوعيها، ومنه "الكليمونتين" التي سجلت أسعارها انخفاضا ملموسا بلغ حدود 130دج/ كلغ في أسواق التجزئة، في أحد أحسن المواسم من حيث أسعار التسويق، حيث بلغت الكمية المنتجة منذ انطلاق حملة الجني إلى منتصف جانفي الجاري، إلى 44790 قنطار، بينما تصل المساحة الاجمالية لهذا النوع من الحمضيات إلى 534 هكتار، منها 281 هكتار منتجة، في حين بلغت المساحة المجنية منذ بداية حملة الجني إلى 260 هكتار، تليها "المندرين" بكمية إنتاج تصل إلى 3767 قنطار إلى غاية نفس التاريخ، عن مساحة مجنية بلغت 5 هكتارات من إجمالي مساحة منتجة، بلغت 23 هكتارا من مجموع 28 هكتارا لذات النوع. أما ثالت نوع، فهو الليمون الذي تشير في شأنه معطيات ذات المصلحة، إلى توقع إنتاج إجمالي 55743 قنطار من مساحة منتجة، تقدر بـ373 هكتار، بينما تصل المساحة الإجمالية المغروسة لهذا النوع من الحمضيات بإقليم الولاية إلى 462 هكتار.
وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن المردود انعكس إيجابا على الأسعار، حيث لم تتعد حدود 150 دينار بالنسبة لأنواع اليوسفية (المندرين والكليمونتين) وبالمثل بالنسبة للبرتقال على أقصى تقدير، بينما بلغت 120 دج بالنسبة لليمون (القارص) الذي سوقت أنواع منه بسعر 80 دج في أسواق التجزئة. هذه الأسعار أرجعها بعض التجار إلى وفرة الإنتاج، ليس فقط بولاية بومرداس، بل بكل المتيجة، حيث دخل إلى أسواق بومرداس إنتاج من ولايات أخرى، مثل البليدة والعاصمة وعين الدفلى وكذا الشلف، وهو عامل آخر سمح بوفرة المعروض من الحمضيات، بالتالي استقرار الأسعار وأحيانا تراجعها إلى ما دون 100 دينار لبعض الأنواع.