أخبر اللاعبين أولا ثم صادي والأخير قبلها
بلماضي يقدم استقالته وينهي مغامرة استمرت 6 سنوات
- 618
انتهت، أول أمس، قصة المدرب جمال بلماضي رسميا مع المنتخب الوطني، بعد نكسة الخروج من الدور الأول لـ"كان 2023"، للمرة الثانية على التوالي، وإعلانه استقالته من منصبه للاعبين بغرف حفظ الملابس وتقديمها شفهيا لرئيس “الفاف”، وليد صادي، في مقر إقامة "الخضر" ببواكي، في وقت رفض الكشف عنها علنا خلال الندوة الصحفية، التي عقدها بعد مباراة موريتانيا، وأكدت مصادر "المساء" بأنّه سيقوم بذلك بمجرد العودة إلى الجزائر.
وكان بلماضي، رفض الحديث عن أي تفاصيل بخصوص مستقبله مع المنتخب الوطني في تصريحاته بعد مباراة موريتانيا، سواء مع قناة "كنال +" الفرنسية، أحد الناقلين الرسميين للبطولة، أو خلال الندوة الصحفية، من منطلق أنه غير معني بتقديم أي تقرير لأي شخص آخر، غير الأطراف التي يريد الحديث معها بهذا الموضوع، وكان بلماضي يقصد هنا اللاعبين ثم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، في وقت تهرب فيه من مواجهة الشعب الجزائري على المباشر أو الجماهير الغاضبة، التي طالبت بمقابلته بعد نهاية المباراة أمام الفندق، الذي يقيم فيه زملاء سليماني، وهو ما يفسر قيام بلماضي بالإعلان عن استقالته في غرف حفظ الملابس وأمام اللاعبين، الذين أخبرهم بقرار رحيله هذه المرة بعد فشله في رد الاعتبار لنفسه وللمنتخب، بعد كل الفرص التي منحت له، ويرى بلماضي بأن اللاعبين هم الأولى بمعرفة قراره أولا وقبل الجميع، ولم يتأخر الدولي السابق في تقديم استقالته لوليد صادي بعد العودة إلى الفندق، خاصة بعد أن شاهد تجمع الجماهير الغاضبة وسمع الأهازيج القوّية المطالبة برحيله الفوري، وهي الاستقالة، التي قبلها رئيس "الفاف"، في انتظار الإعلان عن تفاصيل أخرى بعد عودة المنتخب الوطني إلى الجزائر اليوم على أقصى تقدير.
إلى ذلك، أكدت ذات المصادر بأن جمال بلماضي ذرف الدموع بعد النكسة الجديدة، خاصة أنه هذه المرة فقد ثقة الجميع بمن فيهم الأنصار، الذين كانوا يطالبون في كل مرة ببقائه ومنحه فرصة جديدة، لكنهم تراجعوا عن هذا الموقف هذه المرة بعد أن تأكد لهم بأن المنتخب الوطني، لن يتقدم لطالما بقي بلماضي مدربا له، بدليل تسجيله للإخفاق الكبير الثالث على التوالي، وعجزه عن التحكم في المجموعة بتوابل التتويج التاريخي بكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، والتي باتت الحسنة الوحيد لبلماضي طوال حوالي 6 سنوات قضاها مع "الخضر" قبل أن يصبح من "الماضي" بإجماع كل الجزائريين، الذي ينتظرون تقديم لاعب مانشستر سيتي السابق لاعتذاراته للشعب الجزائري.
عدّد إنجازاته السابقة مع "الخضر" ورفض التركيز على فشله.. بلماضي يبرر الإخفاق الجديد بـ"الفار" وسوء الحظ
لم يتخل الناخب الوطني، جمال بلماضي، عن عادته عندما تبنى موقف المدرب المبرر لفشل المنتخب الوطني الجديد في كأس إفريقيا، وتعليقه على أسباب بعيدة عن خياراته الفنية ومسؤوليته الشخصية، بالحديث عن التحكيم وتقنية "الفار" ونقص الفعالية وسوء الحظ، متمسكا بمبدأ أن "الخضر" لعبوا جيّدا وكانوا الأفضل بلغة الأرقام، لكن ذلك لم يتجسد بلغة الأهداف، كما حرص على تعديد إنجازاته مع المنتخب الوطني، ورفض تصنيفه في خانة المدرب الجزائري الوحيد الذي خرج مرتين على التوالي من الدور الأول لـ"كان 2023"، بل في خانة "البطل" الذي أهدى تتويجا تاريخيا للجزائر عام 2019.
وقال بلماضي، أول أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد "نكسة" مباراة موريتانيا، ردا على أول سؤال متعلق بمستقبله وإن كان يفكر في الاستقالة والاعتذار إلى الشعب الجزائري: "سنتكلم في ذلك عندما نعود إلى الوطن"، كما عبر عن تذمره من كثرة الأسئلة بخصوص هذه المسألة، وأكد بأنه لا يريد الحديث في هذا الموضوع لأنه تكلم فيه كثيرا، ورد بطريقة حادة على سؤال بخصوص كونه أول مدرب جزائري يسجل، رقما سلبيا تاريخيا يتمثل في الخروج من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم مرتين على التوالي.
وقال: "لماذا تتحدثون بهذه الطريقة..؟، لماذا لا تقولون بأني المدرب الثاني، الذي أهدى للجزائر كأس إفريقيا؟"، كما رفض الحديث عن تراجع مستوى المنتخب الوطني منذ عام 2019، وصرح: "عندما جئت إلى المنتخب الوطني، كنا في المركز 60 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم و14 في تصنيف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، واليوم نحن في المركز 4 لـ"الكاف" و30 في الفيفا"، في تأكيد جديد من بلماضي على تهربه الدائم من تحمل المسؤولية، رغم اعترافه في الأخير بذلك، عندما صرح: "الأمور لم تسر معنا مثلما نريد، أتحمل مسؤوليتي كاملة، ربما هي نهاية مرحلة ونهاية جيل".
وتشبث بلماضي بفكرة تفوق منتخبه وخططه على منافسيه وسيطرته على المباريات، عندما قال: "الشوط الأول كان في اتجاه واحد، لكن موريتانيا سجلت من فرصة واحدة، يمكنكم مشاهدة كل الأهداف التي استقبلناها، نحن نصنع العديد من الفرص للتسجيل ولا نتمكن من استغلالها"، مضيفا: "لو سيطرت أمامنا المنتخبات الأخرى أو أننا لا نصنع الفرص، كان يمكننا قول إن الأمور ليست على ما يرام.
هذا ليس الحال لكن الحقيقة هي خروجنا من الدور الأول للمرة الثانية تواليا"، وأضاف: "لقد قمت بالتغييرات التي ظننت أنها ستشكل إضافة"، قبل أن يتحدث عن تقنية "الفار" والتحكيم، الذي قال إنه كان ضد المنتخب الوطني في هذه البطولة، وصرح: “تقنية "الفار"، اشتغلت لصالح المنتخبات الأخرى ولم تستعمل بالنسبة لنا إطلاقا"، وأوضح: "رأيتم كيف كانت عليه الأمور خلال مواجهة بوركينافاسو، وتكرر الأمر معنا في مواجهة موريتانيا، لقد كانت هناك ضربة جزاء على سليماني، اللاعب أكد لي وجود خطأ لكن حكم "الفار" لم يتحرك"، وتابع: "استغربت جلوس رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم على دكة البدلاء، ومحاولة ضغطه في كل مرة على الحكم، هذا غير مقبول، لقد تحدثت مع الطاقم التحكيمي للمباراة والمسؤولين، لكن لا أحد أخذ هذه الأمر بعين الاعتبار".