أمينة قلاليـز ويامنة جعيو برواق عائشة حداد

صداقة تكلّلت بمعرض في الفن التشكيلي

صداقة تكلّلت بمعرض في الفن التشكيلي
أمينة قلاليز -يامنة جعيو
  • القراءات: 917
لطيفة داريب لطيفة داريب

تكلّلت صداقة الفنانتين التشكيليتين أمينة قلاليز ويامنة جعيو، بتنظيم معرض مشترك للوحاتهما برواق "عائشة حداد" اختتم في الرابع من الشهر الجاري، وهذا بعد أن شاركتا في أكثر من معرض جماعي عبر ربوع الوطن.

قالت الفنانة أمينة قلاليز لـ"المساء" إنّ هوسها بالفن التشكيلي رفقة صديقتها يامينة جعيو دفعهما إلى تنظيم معرض ثنائي، الأوّل من نوعه الموسوم بـ"دروب الإبداع، وهذا بعد أن شاركتا في العديد من المعارض الوطنية، مضيفة أنها عرضت لوحاتها أيضا بتونس وتركيا.

وتحدّثت الفنانة العصامية عن أسلوبها في الرسم الذي تغلّب عليه الواقعية، إلاّ أنّه يضمّ لمستها، خاصة فيما يتعلّق بالألوان المبهجة التي تستعملها الفنانة في لوحاتها، وفي هذا قالتأحبّ الاعتماد على الألوان المبهجة المعبرّة عن الفرحة والسعادة والأمل، مثل لوحتي هذه التي عنونتها بـ"الأمل" والتي رسمت فيها حمامة انعكست عليها الألوان المبهجة، هذا لا يعني أنّني لا أستعمل الألوان الغامقة بل أفعل ذلك ولو بصفة قليلة لأعبّر عن الحزن.

ورسمت أمينة أيضا أكثر من لوحة عن المرأة لاعتقادها بأنّ المرأة رمز للقوّة والجمال، وتمثّل أيضا الجانب المشرق للمجتمع، وهكذا رسمت امرأة ترتدي الزيّ التقليدي لأنّه لا غنى عن رسم الموروث الثقافي الجزائري، الثريّ والمتنوّع، في حين وجدت المرأة العصرية نفسها في لوحة للفنانة لأنّها تحبّ أيضا تسليط الضوء على المرأة المتحرّرة. في هذا السياق، رسمت انعكاس ضوء الشمس على بشرة الإنسان، وبورتري آخر عن خروج الإنسان من حالة نفسية سيئة بعد معاناته من ضغوطات كثيرة.

وحلّ الحصان مكانة مهمة في لوحات أمينة، وفي هذا قالت "للحصان رمزية خاصة بالنسبة لي، فجدي كان فارسا يمارس فن الفنتازيا وقد تأثّرت كثيرا بذلك، وهو ما دفعني إلى رسم هذا الموروث الأصيل، أيضا يعلّمنا الحصان الوفاء والعزة والحرية، وهو ما أردت تجسيده في لوحاتي"، كما رسمت أمينة عدّة لوحات عن الطبيعة الصامتة لكن بأسلوبها الخاص أي باستعمالها للألوان البهيّة، معتبرة أنّ الطبيعة هي دواء روحي للإنسان، ومكان لتشافيه لا يمكن أن يستغني عنه، لهذا ارتأت عكس ما هو متعارف عليه في رسم الطبيعة الصامتة، الاعتماد على الألوان المبهجة. بالمقابل ذكرت أنّ رسمها لعدّة لوحات عن الطفولة تحصيل حاصل لأنّها تكتب في أدب الطفل، وبالتالي الطفل يمثّل جزءا من شخصيتها وحياتها وفنها وأدبها.

من جهتها، أكّدت الفنانة العصامية يامنة جعيو صداقتها مع أمينة، والتي نبتت خلال مشاركتها في معرض جماعي، حيث احتكتا ببعضهما البعض وكذا بفنانين آخرين، لتكون النتيجة اتّخاذهما قرار تنظيم معرض مشترك لهما. أما عن اللوحات التي تعرضها بهذه المناسبة، نجد لوحتين رسمت فيهما يامنة، رموزا أمازيغية قالت إنّها تشكّل تراثا محليا عريقا، بحكم أنّها منحدرة من منطقة قبائلية، وتستعمل في الحلي والزرابي واللباس والفخار.

دائما مع الرمز وهذه المرة في لوحة عن غرداية، قالت عنها يامنة إنّها تدخل في سياق اللوحات التي رسمتها عن المدن الجزائرية لإبراز تراثها العريق، مضيفة أنّها استعملت الريشة والسكين لرسم اللوحة عن سكان ميزاب، أما لوحة ميناء الجزائر فاستعملت فيها فقط السكين، في حين اعتمدت فيها على الألوان الباهتة لأنّ يامنة عكس أمينة لا تحب استعمال الألوان المبهجة، وفي هذا قالت غالبا أرسم المناطق الأثرية لهذا استعمل الألوان التي تناسبها".

ورسمت يامنة لوحة عن القصبة بعد أن اكتشفت خباياها حينما شاركت في تزيين جدرانها، كما رسمت البهجة قبل احتلالها من طرف الاستعمار الفرنسي لتؤكّد جمالها ورونقها منذ القدم، معتمدة في ذلك على صور قديمة والكثير من مخيّلتها. بينما رسمت لوحة عنونتها بـ"زهية" تكريما لجدّتها الراحلة، المرأة الصالحة التي كانت تعشق الورد، بالإضافة إلى رسمها للوحات أخرى عن الحامة قديما وتيزي وزو وميشلي وبسكرة وغيرهن.

كما رسمت لوحة عن الطبيعة الصامتة، وأضفت عليها الرموز الأمازيغية، وعرضت أيضا صحونا وضعت فيها زخرفة ورسومات، بالإضافة الى لوحة في الفن التجريدي لكن تنغمس فيها بعض من الحلي الأمازيغية لتؤكّد ثراء الجزائر بتراث متنوّع وجميل. وتعرض يامنة عملين فنيين في الخط العربي مكتوب في الأولى "باسم الله الرحمن الرحيم"، وفي هذا قالت أيضا إنّها شاركت لأوّل مرة في تظاهرة ثقافية بأم البواقي رفقة خطّاطين، وقد تحصّلت على المرتبة الثانية رغم أنّها لأوّل مرة تعرض عملا في الخط العربي.