صدر لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الوادي، الدكتور عبد الكامل عطية، مؤخرا، كتاب جديد بعنوان "إضاءات من تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء في الحديث والمعاصر"، يقف عند محطات تاريخية مهمة، وعن تفاصيل من الخصوصيات الثقافية الجامعة بين الحواضر الإفريقية جنوب الصحراء وعلاقتها بالشمال الإفريقي.

يمثل الكتاب محاولة من المؤلف لتسليط الأضواء على جزء هام من تاريخ أقطار إفريقيا، جنوب الصحراء، في الفترة الحديثة والمعاصرة، يتطرق فيه المؤلف إلى التشكيلات البشرية المتنوعة في فضاء جغرافي مترامي الأطراف، يمتد من الغرب حتى المحيط الأطلسي، ومن الشرق إلى البحر الأحمر، ومن الشمال حواف الصحراء الكبرى وجنوبا الغابات الاستوائية، حيث شهد هذا الفضاء تمازجا وثراء حضاريا لم يكتب له أن يدون، وما تم تدوينه كان بأقلام أوروبية منحازة لأيديولوجية استعمارية بحته، تقوم على تقزيم كل ما هو إفريقي. هذه الدراسة تكشف عمق الروابط التاريخية الحضارية بين حواضر إفريقيا جنوب الصحراء والمنطقة المغاربية الشمالية، في مختلف مناحي الحياة، وتبرز لنا الوجه المشرق لهذه الأقطار، رغم ما تعرضت له خلال الحقبة الاستعمارية،وما نتج عنها بعد استعادة السيادة الوطنية، كما تكشف أهمية ما تزخر به من طاقات وموارد متنوعة، كفيلة بالمساهمة في تطوير وازدهار هذه الأقطار.

كما يتناول هذا الكتاب دراسة مواضيع لها علاقة بتاريخ إفريقيا جنوب الصحراء من منظور أكاديمي، علما أن المدرسة الإفريقية تحتاج إلى مثل هذه الدراسات لسد الكثير من الثغرات التي تكتنف هذا التاريخ عبر العصور. لعل المواضيع التي تم التطرق إليها، تسلط الأضواء على الكثير من الحقائق التاريخية، بالاعتماد على مصادر وأرشيف يفيان بالغرض، وتحتاج إفريقيا اليوم إلى مؤرخيها أكثر من أي وقت مضى لإنقاذ مصادرها التي تعرضت لشتى أنواع النهب والطمس.