بعد مسيرة فنية تمتد لنصف قرن
رحيل سفيرة موسيقى الديوان حسنة البشارية
- 782
وري أول أمس، بمقبرة سيد البشير ببشار جثمان الفنانة حسنة البشارية والتي رحلت الأربعاء الماضي عن عمر ناهز 74 سنة، تاركة إرثا زاخرا امتد لنصف قرن رفعت به هذا الغناء وعبرت به إلى العالمية.
تعتبر الراحلة المرأة الوحيدة التي برعت في العزف على القمبري، الآلة الموسيقية الوترية التي كانت حكرا على العازفين من “المعاليم” الرجال، كما تركت الفقيدة حسنة التي كانت تعزف بإتقان أيضا على العود والمندول والهارمونيكا، رصيدا فنيا هاما من الأغاني والموسيقى التي تعكس مدى غنى التراث الثقافي للساورة.ولدت حسنة البشارية ببشار سنة 1950، ولعبت دورا بارزا طوال مسيرتها الفنية في الارتقاء بموسيقى الديوان والمساهمة من خلال أعمالها في الحفاظ على جانب من التراث الثقافي للبلاد المتمثل في موسيقى الديوان.
ذاع صيت حسنة محليا خلال السبعينيات من خلال تنشيطها لحفلات الزفاف وغيرها من الحفلات العائلية في بشار وفي مدن أخرى. وفي باريس في سنوات التسعينيات تعرف عليها الجمهور الأوروبي والجزائري من خلال أغنيتها “الجزائر جوهرة”، وشكل هذا الألبوم الانطلاقة وساهم في انتشار موسيقى الديوان على نطاق واسع في أوروبا لاسيما في فرنسا وإيطاليا والبرتغال، وكذلك في كندا ومصر.
كما قامت الفنانة رفقة المطربة سعاد عسلة بجولات وطنية ودولية ضمن الفرقة النسائية “لمة” لغناء وموسيقى الساورة، بهدف إبراز التراث الموسيقي النسائي، كما خصّصت المخرجة الجزائرية -الكندية سارة ناصر فيلما وثائقيا بعنوان “مغنية الروك الصحراوية”، وافتك هذا الفيلم الوثائقي الطويل الذي تم إطلاقه في 2022 عديد الجوائز الدولية سيما منها جائزة أحسن فيلم وثائقي طويل مصنف “نظرات من هنا” في المهرجان الدولي “مناظر إفريقيا” بمونتريال (كندا) في 2022 وجائزة أحسن فليم وثائقي طويل في سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة ) ومهرجان الفيلم العربي لنفس السنة.
ويتعلق الأمر أيضا بجائزة أحسن فيلم من إخراج امرأة في مهرجان السويد الدولي بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم للفيلم الوثائقي في المهرجان الدولي للأفلام الإفريقية والمنحدرين من أصل إفريقي “بانغي: تصنع سينمائها “ بإفريقيا الوسطى.