ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل الأسرى.. "حماس":
3 شروط من أجل اتفاق شامل ومترابط المراحل
- 530
غادر وفد حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، أمس، القاهرة بعد يومين من جولة مفاوضات عسيرة بواسطة مصرية وقطرية وحضور أمريكي على أمل التوصل أي اتفاق ينهي العدوان الصهيوني الجائر المستمر منذ سبعة أشهر كاملة على قطاع غزة.
أكدت حركة "حماس" في تصريح مقتضب انتهاء جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، مشيرة إلى مغادرة وفدها القاهرة للتشاور مع قادتها بعد ان سلم للوسطاء المصريين والقطريين ردها وأجرى معهم نقاشات معمقة وجادة.
وأكدت "حماس" تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي المطالب الوطنية للشعب الفلسطيني وينهي العدوان بشكل كامل ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة وعودة النازحين وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وهو نفس الموقف الذي أكده المكتب السياسي للحركة، اسماعيل هنية، الذي قال في بيان، أمس، إن الحركة ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان الصهيوني ويضمن انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى.
وأوضح بأن الحركة وتأكيدا منها على جديتها وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات، فإنها أجرت سلسلة من الاتصالات مع الوسطاء وفصائل المقاومة وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال وفدها المفاوض إلى القاهرة.
كما أكد بأن "حماس" حملت وفدها مواقفها الإيجابية والمرنة مع أهمية الارتكاز على أن الأولوية لدى الحركة هي لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وقال بأن هذا الموقف "جوهري ومنطقي ويؤسّس لمستقبل أكثر استقرارا".
وتساءل هنية حول مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أول نتائجه، مشيرا إلى أن "العالم بات رهينة لحكومة متطرّفة، لديها كمّا هائلاً من المشاكل السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة، ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".
وحمّل الرقم الأول في "حماس" الولايات المتحدة، التي أعطت غطاء لهذا الاحتلال، مسؤولية ايقافه بدلا من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة.
وتزامن تصريح اسماعيل هنية مع تصريحات أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، قال فيها إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بمطالب "حماس" التي تطالب باتفاق يتضمن وقفا شاملا ودائما لإطلاق النار.
وبحسب نتنياهو فإن استسلام إسرائيل لمطالب "حماس" سيكون بمثابة هزيمة نكراء لها، مشيرا أن جيشه سيواصل القتال حتى تحقيق كل الأهداف التي لم يتمكن من تحقيق أي منها على مدار سبعة اشهر كاملة من عدوانه الهمجي على قطاع غزة.
وهو ما يكشف عن النوايا المبيتة للكيان الصهيوني الذي يريد اتخاذ من فشل هذه الجولة الجديدة من المفاوضات الجارية بالقاهرة بواسطة وقطرية وحضور أمريكي، صك على بياض آخر لشنّ هجومه على رفح والذي يلوح به منذ مدة ويؤكد مسؤولون عسكريون وسياسيون صهاينة انه ضروري لحفظ ماء الوجه.
والدليل على ذلك تصريحات وزير دفاع الاحتلال، يواف غالانت، الذي تحدث، أمس، عن رصد حكومة الاحتلال لما وصفها بمؤشرات على أن "حماس" لا توافق على الصفقة، وقال "هذا يعني أننا سنشن قريبا عملية عسكرية برفح ومواقع أخرى".
وبالتالي تتكرس حقيقة سعي إسرائيل لإفشال جولة المفاوضات الحالية ومحاولة تحميل "حماس" المسؤولية كما جرى في كل الجولات السابقة ضمن مسعى لإظهار أنها متصلبة في آرائها ومواقفها وبأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال.
ويبقى أن المتمعّن قليلا لمواقف "حماس" والمقاومة عموما يتضح جليا له أن هذه الأخيرة لم تطرح شروطا تعجيزيا وإنما تدافع عن مطالب وحقوق شرعية للشعب الفلسطيني الذي يأن تحت الاحتلال ويتعرض لأبشع الجرائم على مدار عقود من الزمن.
جيش الاحتلال أغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الانسانية.. الصحة العالمية.. الهجوم على رفح قد يتسبب في "حمام دم"
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، ما وصفه بـ "حمام دم" إذا نفذ الكيان الصهيوني هجوما عسكريا على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
قال غيبريسوس في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، "إن المنظمة تشعر بقلق عميق من هذه العملية التي تزيد من ضعف النظام الصحي المعطوب أصلا"، داعيا إلى وقف إطلاق النار.
وتأتي تصريحات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ردا على التهديدات الصهيونية المستمرة بتنفيذ هجوم عسكري على مدينة رفح رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات "كارثية" في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنها بصدد إعداد خطط طوارئ في حالة حدوث اجتياح عسكري بري واسع النطاق لـ«رفح"، منبهة إلى أن هذه الخطط لن تكون كافية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
بالتزامن مع ذلك، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على غلق معبر كرم أبو سالم أمام مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بذريعة إطلاق رشقة صاروخية على المنطقة.
وأفادت مصادر إخبارية فلسطينية، أمس، بأن سلطات الاحتلال أقدمت على إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام مرور شاحنات المساعدات إلى غزة، باختلاقه ذرائع واهية من أجل اعاقة وصول المساعدات الى أهاليها في القطاع الذي يعاني انعدام الإمدادات الانسانية الكافية لإنقاذ الارواح. وفي السياق، أغلقت سلطات الاحتلال معبر بيت حانون الواقع شمال القطاع منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع، فيما اقتصر دخول المساعدات على قلتها من خلال المعابر الحدودية على معبري كرم أبو سالم ورفح جنوبي القطاع قبل أن تزعم سلطات الاحتلال الأربعاء الماضي، استئناف دخول المساعدات من معبر بيت حانون.
وتسبّب الحصار المفروض على قطاع غزة في أكبر كارثة انسانية على الاطلاق، حيث منعت كل الإمدادات الانسانية الكفيلة بإنفاذ حياة الغزاويين والنازحين على غرار المياه والأدوية والغذاء ما تسبب في استشهاد العديد من المدنيين الفلسطينيين بسبب الجوع والعطش وقلة الادوية بالنسبة للمرضى منهم وسط مساعي حثيثة لفتح كافة المعابر أمام المساعدات لإنقاذ ما تبقى من الفلسطينيين في القطاع.
حدادا على شهداء بلدة دير الغصون.. إضراب شامل يعم محافظة طولكرم
عم الإضراب الشامل، أمس، محافظة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة حدادا على شهداء بلدة دير الغصون الذين ارتقوا أول أمس، إثر عدوان الاحتلال الصهيوني على البلدة الفلسطينية.
شمل الإضراب، الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية في المحافظة، كافة مناحي الحياة في قرى وبلدات وضواحي ومخيمات طولكرم. كما تم إغلاق المحال التجارية والمؤسسة العامة والخاصة أبوابها.
وأعلن، أول أمس، عن استشهاد 5 شباب فلسطينيين بعد محاصرة قوات كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني منزل آل بدران في الحي الشرقي لبلدة دير الغصون أكثر من 13 ساعة متواصلة تخللها إطلاق كثيف للأعيرة النارية وقذائف "أنيرجا" تبعها هدم كامل للمنزل بجرافات ثقيلة.
وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة بأسماء 4 شهداء تحتجزهم قوات الاحتلال الصهيوني لديها أحدهم من ضاحية شويكة واثنان من مدينة طولكرم ورابع من دير الغصون، في وقت انتشلت طواقم الاسعاف جثمان شهيد خامس من تحت أنقاض المنزل المستهدف ونقلته إلى مستشفى الشهيد "ثابت ثابت" الحكومي دون معرفة هويته حتى، أمس، بالنظر لدرجة التشويه الكبير الذي لحق بجثمانه.
تواصل الاعترافات بدولة فلسطين.. تعميق العزلة السياسية للكيان الصهيوني
عمّقت القرارات المتواصلة التي اتخذتها عدة بلدان مؤخرا بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من العزلة السياسية التي يعيشها الكيان الصهيوني بعد سبعة أشهر من الإبادة الجماعية والمجازر على قطاع غزة.
شكلت الحصيلة المتزايدة لأعداد الشهداء والجرحى والخراب الذي لحقّ بالبنى التحتية والمجاعة التي يعيشها سكان غزة وتفاقم الوضع الإنساني والصحي بالقطاع، نقطة تحوّل في الرأي العام العالمي بما دفع بعديد الدول لقطع علاقاتها الدبلوماسية وحتى الاقتصادية مع الكيان المحتل.
وفي هذا السياق، أعلنت بوليفيا وكولومبيا قطع علاقاتهما الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني تنديدا بارتكابه جرائم ضد الإنسانية في عدوانه على قطاع غزة، فيما استدعت كل من تشيلي وكولومبيا وهندوراس سفراءها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما اختارت دول أخرى، على غرار نيكاراغوا وتركيا وكولومبيا والبرازيل، الانضمام إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية لارتكابه جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر من العام الماضي.
وكشفت بدورها تصريحات المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، حول تعرض الفلسطينيين لخطر التطهير العرقي الجماعي من قبل الاحتلال الصهيوني حقيقة جرائم هذا الكيان المحتل أمام العالم ومساعيه للقضاء على الوجود الفلسطيني بشكل كلي تحت مسميات "الدفاع عن النفس".
كما قرّرت، بعد سبعة أشهر من العدوان الصهيوني المتواصل، كل من ترينيداد وتوباغو وبربادوس وجمايكا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي اعترفت بها إلى 142 بلد في انتظار التحاق دول اخرى في تكتل الاتحاد الأوروبي التي أبدت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل نهاية ماي الجاري حسب ما ذكره الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد، جوزيب بوريل، وتشمل كلا من إسبانيا وايرلندا وسلوفاكيا ومالطا.
وفي غضون ذلك، تواصل الجزائر جهودها الحثيثة في أروقة الأمم المتحدة من أجل قبول عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الأممية، بعد فشل مجلس الأمن الدولي أفريل الماضي، في اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر باسم المجموعة العربية بهذا الشأن، حيث صوت 12 عضوا لصالحه مقابل امتناع دولتين وهما بريطانيا وسويسرا، فيما استعلمت واشنطن حق النقض.