وسط اندلاع معارك ضارية على محاور مختلفة
قصف صهيوني مكثف من جباليا إلى رفح
- 734
تواصل العدوان الصهيوني، أمس، ولليوم 220 على التوالي على قطاع غزة باستهداف الطيران الحربي الصهيوني ومدفعيته لعديد المناطق من جباليا ومدينة غزة في الشمال والمناطق الوسطى والجنوب وبالتحديد رفح التي وضعتها قوات الاحتلال في مرمى أهدافها التدميرية، بما رفع حصيلة الضحايا المؤقتة إلى أكثر من 35 ألف شهيد وما لا يقل عن 78 ألف جريح.
بنفس وتيرة التصعيد التي عرفتها الشهور الأولى من هذه الحرب الصهيونية الهمجية على غزة، كثف الطيران الحربي الصهيوني من قصفه على القطاع وسط اندلاع معارك ضارية مع المقاومة من الشمال إلى الجنوب.
والمفارقة أن قوات الاحتلال التي بدأت في اجتياح رفح وتهجير سكانها بزعم القضاء على آخر جيوب المقاومة في جنوب القطاع، زجت مجدّدا بقواتها في شماله وبالتحديد في جباليا وحي الزيتون والصبرة وتل الهوى بمدينة غزة ووسطه لمواجهة عناصر المقاومة الذين يخضون معارك ضارية في كل نقاط توغل قوات الاحتلال.
واندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال غرب مدينة الزهراء وسط قطاع غزة بالتزامن مع إقرار جيش الاحتلال بإصابة 8 جنود و3 موظّفين بوزارة الجيش من بينهم 3 بجراح خطيرة بمعارك جنوب غزة، وأيضا إصابة جندي من لواء "جفعاتي" شمال غزة و2 من لواء "غولاني" في منطقة حدود غزة وجميعهم في حالة خطرة.
وهو ما يؤكد أن المقاومة لا تزال تضرب في مقتل ولا تزال تكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بدليل إعلان مستشفى "بيلينسون" في الكيان العبري أمس، استقباله لـ4 إصابات من المعارك في قطاع غزة، منها واحدة حرجة واثنتان بحالة خطيرة.
ولكن قوات الاحتلال الغارقة في وحل غزة وكعادتها تصب جام غضبها على المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث تحدث المرصد الأوروـ متوسطي لحقوق الإنسان عن اقتحام قوات الاحتلال أمس مراكز الإيواء في مدارس "أونروا" في جباليا شمال غزة. وقتلت واعتقلت عشرات المدنيين الفلسطينيين وأجبرت الآلاف على النزوح تحت قصف جوي ومدفعي لا يتوقف.
من جهته قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة بأن الاحتلال قتل موظفا أجنبيا وأصاب موظفة أجنبية أخرى جراء استهداف مركبة تابعة للأمم المتحدة بمحافظة رفح.
تحذير من "انهيار" المنظومة الصحية في القطاع
جدّدت السلطات الصحية في غزة، أمس، تحذيرها من "انهيار" المنظومة الصحية في القطاع في ظل استمرار إغلاق قوات الاحتلال الصهيوني للمعابر الحدودية أمام دخول المساعدات وإمدادات الوقود. وقالت في بيان مقتضب بأنه "ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين".
وعادت أزمة دخول المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى قطاع غزة بعد احتلال قوات الاحتلال معبر رفح البري ومنع إدخال شاحنات المساعدات والوقود عبره وعبر معبر كرم أبو سالم منذ 8 أيام.وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود بالقطاع، غزة هشام عدوان، في تصريح إعلامي أمس أن قوات الاحتلال ما زالت تغلق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية وسفر الجرحى والمرضى.
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، أنه لم تعد توجد هناك أي خدمات طبية أو مساعدات إنسانية تقدم للنازحين في شمال القطاع" جراء العدوان.
وقال في تصريحات صحافية بأن الاحتلال صعد من عدوانه على الشعب الفلسطيني خلال الأيام الأخيرة، مضيفا أن "ما نشاهده من قتل وتدمير يذكرنا بالأيام الأولى للعدوان على غزة والمدفعية الصهيونية تطلق قذائفها على عمق 2.5 كلم داخل مدينة رفح"، وأشار إلى أن "الاحتلال الصهيوني يستخدم كل الوسائل الممكنة لقتل المواطن الفلسطيني ويستمر في استهداف طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية والصحفيين ولا يراعي القوانين الدولية".
الأونروا.. 360 ألف فلسطيني نزحوا من رفح خلال الأسبوع الماضي
كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، أن ما لا يقل عن عن 360 ألف شخص نزحوا من مدينة رفح منذ صدور أمر الإخلاء الأول قبل أسبوع من الآن، وذكرت في بيان عبر حسابها على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أن عمليات القصف من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وأوامر الإخلاء الأخرى في شمال غزة، أدت إلى مزيد من النزوح والخوف لدى آلاف العائلات، مؤكدة أنه لا يوجد مكان يمكن الذهاب إليه ولا أمان من دون وقف إطلاق النار.