حماية المناطق الأثرية والممتلكات الثقافية بالتاسيلي آزجر

إبراز أهمية استحداث "مخطّط نجدة"

إبراز أهمية استحداث "مخطّط نجدة"
  • 337
ع. إ ع. إ

أبرز مشاركون في يوم دراسي حول "إدارة الأخطار الطبيعية والبشرية بالمواقع الأثرية" نُظم بولاية جانت مؤخرا، أهمية استحداث "مخطّط نجدة" خاص بحماية المناطق الأثرية والممتلكات الثقافية بالولاية، في ظل المخاطر التي تهددها.

وأكد متدخلون في هذا اللقاء الذي نظمه ديوان الحظيرة الثقافية التاسيلي آزجر في إطار إحياء شهر التراث؛ من باحثين وأساتذة جامعيين ومختصين، على ضرورة تثمين هذا التراث المتنوع الذي تزخر به المنطقة، والمحافظة عليه، واستغلاله في خدمة التنمية والسياحة المستدامة، وحمايته من الأخطار الكبرى التي تهدد ديمومته؛ من خلال استحداث "مخطط نجدة" خاص به، بالإضافة إلى رقمنة المعطيات المتعلقة بالتراث، ووضع قواعد بيانات.

وفي هذا الجانب، أوضحت المتدخلة جوهر أوبراهم من معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 في مداخلة بعنوان "إشكالية حفظ التراث بالصحراء بين الواقع والآفاق"، أن شساعة انتشار المواقع الأثرية تصعّب من عملية حمايتها، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية التي تؤثر سلبا على المواقع الأثرية؛ على غرار السيول والرياح، خاصة مع تواجد المواقع الأثرية على الهواء الطلق. ودعت، في السياق، إلى تطبيق التكنولوجيات الحديثة في التصوير والقياسات، ودراسة وتحليل مختلف الأخطار التي تحدق بهذه الآثار، وإشراك المجتمع المدني والمختصين في عمليات التدخل.

من جهته، أكد مدير الثقافة والفنون لولاية جانت ميلود بلحنيش، أهمية وضع مخطط وطني خاص بحماية التراث الثقافي، الذي من خلاله تحدَّد كيفيات التدخل خلال الأزمات والكوارث في المناطق الأثرية، فيما أكدت مسؤولة قطاع الغابات فروحة دكال، أن المديرية العامة للغابات تحرص على تشجير مختلف المناطق للمحافظة على التنوع البيولوجي الخاص بهذه المنطقة، داعية بالمناسبة، إلى محاربة ظواهر قطع الأشجار، والصيد العشوائي، وهو ما يتطلب، كما أضافت، تحسيس المواطنين بأهمية حماية التنوع البيولوجي بالمنطقة. وأشارت بالمناسبة إلى جرد ما لا يقل عن 300 نوع من النباتات البرية، و17 نوعا من الثدييات، و22 نوعا من الطيور، و5 أصناف من الأسماك، و8 أنواع من الزواحف التي تعيش على مستوى إقليم الحظيرة الثقافية التاسيلي آزجر.

بدوره، شدد الجامعي مراد ماروك من جامعة "سعد دحلب" بالبليدة، على أهمية مواكبة العصرنة باستعمال التكنولوجيات الحديثة في حماية المواقع الأثرية، مبرزا ضرورة وضع حلول "استعجالية" للمحافظة على المواقع التاريخية، وحمايتها من المخاطر الطبيعية والإنسانية.

ويرى رئيس مصلحة الحماية العامة بمديرية الحماية المدنية بولاية جانت، النقيب ديفل شيبوب، في مداخلته الموسومة بـ’’إدارة المخاطر المتعلقة بالكوارث الطبيعية وإسقاطاتها على المواقع الأثرية"، أن استحداث "مخطط نجدة" خاص بالحظيرة، إجراء في غاية الأهمية، مبرزا أن مصالح الحماية المدنية تحرص على التنسيق المستمر مع مختلف المصالح المعنية؛ لحماية المواقع الأثرية من المخاطر الكبرى.