إطلاق الطبعة الثانية من "منتدى الكتاب"

تكريم خاص لنوابغ الجزائر واحتفاء بالمبدعين

تكريم خاص لنوابغ الجزائر واحتفاء بالمبدعين
وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي-وزير الاتصال، الدكتور محمد لعقاب
  • القراءات: 425
نوال جاوت نوال جاوت

أطلقت وزارة الثقافة والفنون، أول أمس الخميس، الطبعة الثانية من "منتدى الكتاب" بمسمى "أثر نوابغ الجزائر في المعرفة الإنسانية"، حيث كرمت عددا من نوابغ الجزائر من علماء ومخترعين وجديرين بالاحتفاء من مختلف الأجيال، فضلا عن كتّاب ومبدعين  شرفوا الأدب الجزائري في محافل ومسابقات دولية خلال 2024، وبعض من 2023، بحضور عدد من الفاعلين في حقل الكتابة ونشر الكتاب.

بالمناسبة، قالت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وهي تطلق الطبعة الثانية من المنتدى بفندق "الأوراسي" في الجزائر العاصمة، إن التوجه إلى الاحتفاء بعلماء الوطن عبر التاريخ، وبأثرهم في الثقافة الإنسانية، خيار للأجيال الجديدة التي تحتاج أن تظل مرتبطة بأجيال الأولين من أبناء الوطن، الذين سجلوا نموذج التفوق وكرسوا أسماءهم عباقرة عبر العصور، مشيرة إلى أن هذه الطبعة من المنتدى ستكون على شرف نوابغ وأعلام الجزائر، وتكريما واحتفاء بهم.

وأوضحت ضرورة أن ندعم الكتاب والمعرفة بالاتكاء على موروثنا ومساهمتنا كجزائريين عبر التاريخ في الحضارة الإنسانية، وفي العلم والمعرفة، من منطلق استمرارية هذه المساهمة العلمية البارزة، قائلة "طالما أن نوابغ الجزائر يساهمون اليوم، في مختلف مراكز العلوم والتكنولوجيا والإبداع العلمي والابتكار في شتى مجالات الطب والتكنولوجيا والاتصالات والمعلوماتية، والعلوم الدقيقة والرياضيات والروبوتيك والذكاء الاصطناعي، وغيرها من التخصصات، ويشهد عليهم منجزهم الكبير، ولا يمكن للتصنيفات العلمية أن تبخسهم تفوقهم وتميزهم بين العلماء والمبتكرين".

وتحدثت الوزيرة عن الخلفية المرتكز عليها فيما يتعلق بترقية الكتاب والمقروئية، مشيرة إلى أنها انطلقت من الخصوصية الثقافية الجزائرية، وبتكريس الجانب المعرفي والإبداعي، وبأفق اقتصادي يستلهم من أبجديات "الجزائر الجديدة"، وفصلت في ذلك قائلة "فبالإضافة إلى رعاية الإبداع والمبدعين ودعم صناع الكتاب، وجدنا أنه من الضروري تأسيس مواعيد مهمة للكتاب"، وذكرت "منتدى الكتاب"، الذي عبر عن التوق الذي يتملك الجزائريين نحو الكتاب والمعرفة، واستطاع أن يشكل انطلاقة واضحة لمجال النشر وصناعة الكتاب.

أشارت مولوجي إلى "إرساء مخطط وطني" يتضمن مشاريع وبرامج ثقافية عديدة مخصصة للكتاب والمطالعة، تستهدف الفاعلين في هذا المجال، سعيا إلى إبراز الدور الهام للمبدعين من المؤلفين والكتاب في ترقية المجتمع، والتعريف بالشخصيات الأدبية والفكرية، لاسيما الوطنية التي تركت إرثا ثريا ومتنوعا، من الواجب إبرازه والتعريف به، وشمل "مواصلة إنشاء شبكة المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية عبر مختلف أنحاء الوطن"، حيث أنشئت 19 مكتبة مطالعة عمومية في 2023، و14 في 2024، مع التطلع لإصدار نص قانوني يخص 18 مكتبة مطالعة عمومية خلال الفترة القليلة القادمة.

وواصلت الوزيرة تقديم حصيلة قطاعها، فيما يتعلق بترقية المطالعة العمومية، بالإشارة إلى توزيع مختلف إصدارات وزارة الثقافة والفنون على جل فضاءات المطالعة القطاعية، ومختلف المؤسسات الأخرى والجمعيات الناشطة في المجال، بما يفوق مليون وأربع مئة وثلاثة عشر ألف كتاب، خلال الأربع سنوات الأخيرة، ونشر أزيد من 264 ألف كتاب ضمن مختلف برامج الدعم لفائدة المؤلفين والمبدعين والناشرين، مع إنجاز أكثر من 18 ألف كتاب بتقنية البراي، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية لصالح فئة ذوي القدرات الخاصة، بغرض إدماجهم في الشأن الثقافي، وتسهيل وصولهم إلى المرجعيات الثقافية والأدبية الجزائرية.

كما تحدثت مولوجي عن مرافقة المبدعين وتشجيع الحائزين على جوائز وطنية، في مختلف أنواع الكتابة، عبر التكفل بطبع مؤلفاتهم وتوزيعها، ومن خلال المعارض الوطنية وكبرى مواعيد الكتاب العالمية.

من جهته، دعا البروفيسور أحمد جبار، باسم نوابغ الجزائر المكرمين، وزيرة الثقافة والفنون، إلى إدراج بعد جديد للثقافة، من خلال تثقيف العلوم الدقيقة، وقال "هناك تاريخ كبير يسمح بذلك"، مضيفا "أنا رجل علم، أقترح فكرة جديدة، تبعث في إطار الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا، وهي تثقيف النشاطات العلمية الدقيقة والتكنولوجية، فهذا البعد لم ننتبه له، وكمتخصص في تاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي، أقترح أن يدرج هذا البعد، خدمة للعلم والمعرفة".

للإشارة، عرف إطلاق الطبعة الثانية لمنتدى الكتاب، تكريم ثلة من توابغ ومبدعي الجزائر المتميزين، حيث حاز التكريم خاصة، كلا من العالم والمخترع الأستاذ بلقاسم حبة، عالم المعلوماتية الأستاذ بشير حليمي، عالم الفيروسات الأستاذ يحي شبلون، عالم في الطب الأستاذ كمال صنهاجي، عالم الرياضيات الأستاذ أحمد جبار، عالم في الهندسة الكهربائية الأستاذ سعد مخيلف، إلى جانب الفائز بجائزة التميز في الذكاء الذهني بروسيا وليد هني.

وكان للكتّاب الذين تحصلوا على جوائز دولية نصيب من التكريمات، على غرار الأديب واسيني الأعرج (جائزة نوابغ العرب ـ الإمارات)، الشاعر عادل زيطوط (جائزة خليفة التربوية فئة أدب الأطفال ـ الإمارات)، الشاعر محمد عبو (الجائزة الأولى في ديوان شهداء العزة عن قصيدته حداء شارب الريح - الكويت)، الأستاذ يوسف وغليسي (جائزة الإبداع في نقد الشعر عن بحثه الموسوم بـ"التحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري"- جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية سنة 2023)، يوسف ميمون (جائزة عبد الرحمان عبدالله المشيقح - المملكة العربية السعودية )، أحمد طيباوي (أفضل رواية عربية بمعرض الشارقة 2023)، مع تكريم خاص للدكتورة فضيلة ملهاق والدكتور محمد تحريشي.