توقّع بلوغ ذروة استهلاك الكهرباء 20 ألف ميغاواط خلال الصيف.. عرقاب:

عقود مع شركات عالمية لمضاعفة إنتاج الغاز في غضون 5 سنوات

عقود مع شركات عالمية لمضاعفة إنتاج الغاز في غضون 5 سنوات
  • القراءات: 215
حنان حيمر حنان حيمر

137 مليار م3 إنتاج محلي للغاز منها 100 مليار م3 للاستهلاك المحلي والتصدير

تنامي الاستهلاك المحلي للغاز مؤشر إيجابي ودليل على وجود تنمية اقتصادية

كشف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أمس، بالجزائر العاصمة، عن توقيع عدة عقود لاستكشاف وإنتاج الغاز مع شركات عالمية كبرى في المرحلة المقبلة، تضاف إلى تلك الموقعة مؤخرا، معتبرا أن هذه الديناميكية التي تستهدف مضاعفة إنتاج الغاز للوصول إلى 200 مليار متر مكعب في غضون خمس سنوات، دليل على المناخ الجيد للاستثمار بالجزائر.

قال الوزير في ندوة صحفية عقدها على هامش اللقاء الذي نظمته سونلغاز لمديري التوزيع ومديري الطاقة والمناجم، إن الجزائر التي تعد بلدا غازيا بامتياز، تنتج حاليا 137 مليار متر مكعب، منها 100 مليار متر مكعب توجه للاستهلاك المحلي والتصدير، وأن استثمارات كثيرة ستعرف النور مع الشركاء لمضاعفة الإنتاج، معتبرا تنامي الاستهلاك المحلي للغاز مؤشرا إيجابيا ودليلا على وجود تنمية اقتصادية، واستشهد بتسجيل 1400 مصنع جديد في الفترة ما بين 2023 و2024.

وبخصوص تصدير الكهرباء إلى أوروبا، أعلن الوزير عن تواصل المفاوضات بين سونلغاز وشركات أوروبية كبيرة لإنجاز كابل كهربائي يربط ضفتي المتوسط، لافتا إلى أن الخبرة التي اكتسبتها سونلغاز والتحكم التكنولوجي، يسمح لها بإنجاز مثل هذه المشاريع.

نفس الأمر بالنسبة للطاقات المتجدّدة، حيث تحدث الوزير، عن أهمية المشاريع التي تم إطلاقها خلال السنة الماضية والتي ستسمح بإنتاج 3200 ميغاواط من الكهرباء بفضل الطاقة الكهروضوئية، وهو ما يسمح باقتصاد 1,2 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وتوجيهها لدعم الصناعات التحويلية في مجال البيتروكيمياء، مسجلا أن 30% فقط من المحروقات الخام يتم تحويلها والهدف هو الوصول إلى نسبة 50%. كما أبرز أن الجزائر تقوم في إطار سعيها إلى تحقيق المزج الطاقوي بدراسة استغلال كل الموارد الأخرى، لاسيما طاقة الرياح والطاقات الحرارية الباطنية.

وبخصوص التحضيرات للصائفة المقبلة، توقّع عرقاب أن تصل ذروة الاستهلاك إلى نحو 20 ألف ميغاواط، مبرزا أن سونلغاز جهّزت كل الوسائل لمواجهة هذا الطلب المتزايد، وقال في هذا السياق "جاهزون لتغطية الطلب بجودة عالية وباستمرارية.. والصيف المقبل سيمر براحة"، مرجعا ذلك إلى استكمال البرنامج الاستعجالي لسونلغاز على مستوى 16 ولاية بنسبة تقارب 100 %، والذي يمكّن الشبكة من تحمّل حرارة تناهز 55 درجة مئوية.

بدوره، أكد الرئيس المدير العام لسونلغاز مراد عجال أن المجمّع خصص 110 مليار دج لمعالجة الاختلالات ونقاط الضعف في الشبكة الكهربائية على مستوى 16 ولاية، مشدّدا على اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتقوية الشبكة والتدخل السريع في حال وقوع انقطاعات.

وحسب الأرقام المقدمة خلال اللقاء، حضرت سونلغاز قدرة تصل إلى 22499 ميغاواط في الصيف المقبل، مع تعزيز القدرة الإنتاجية بالعاصمة من خلال الدعم بـ4 توربينات غازية في كل من باب الزوار وزرالدة، وإنجاز 285 محطة تحويل ذات الضغط العالي والعالي جدا مع خطوط الربط في 16 ولاية.

وبخصوص المؤشرات الأساسية للمجمّع، تمت الإشارة إلى بلوغ 99% من التغطية بالكهرباء وطنيا و65% بالنسبة للغاز خلال 2023، وهي السنة التي شهدت إنتاج 89996 ميغاواط بالرغم من الصعوبات التي تعرفها الشبكة والمتمثلة خصوصا في تسجيل أكثر من 43 ألف اعتداء على المنشآت، سبب خسائر تفوق 9 ملايير دج وأكثر من 7000 اعتداء على الشبكة بخسارة قدرها 407 مليون دج. وبلغ رقم أعمال المجمع نحو 500 مليار دج، فيما بلغ حجم نفقات الاستثمار أكثر من 385 مليار دج، مع تسجيل عجز بأكثر من 84 مليار دج، و117 مليار دج ديون.

وتمكنت سونلغاز من تحقيق "إيرادات قياسية بالعملة الصعبة في 2023، بلغت 219 مليون أورو بفضل تصدير الكهرباء نحو تونس وتصدير معدات وخدمات لاسيما في مجال تكوين شركات كهرباء إفريقية".

ويهدف اللقاء المنظم، أمس، إلى فحص مؤشرات الأداء في سونلغاز وتحديد أولوياتها فيما يتعلق بمشاريعها الطاقوية، وكذا متابعة مستوى تنفيذ المشاريع التي تصب في مجملها في إطار تنفيذ برنامج الدولة، لاسيما برنامج ربط المناطق المعزولة والمحيطات الفلاحية والمناطق الصناعية ومناطق النشاط وبرنامج الانتقال الطاقوي وكذا عديد المشاريع التنموية الكبرى.

واستعرض وزير الطاقة والمناجم في كلمته الافتتاحية مجهودات سونلغاز لإنجاز برنامج رئيس الجمهورية لاسيما المتعلق بربط المناطق المعزولة والمستثمرات الفلاحية ومناطق النشاط والمناطق الصناعية، فضلا عن المشاريع السكنية المنجزة. بالمقابل أكد عرقاب أن إنجاح المشاريع الحيوية لمستقبل الجزائر تحتاج إلى مواجهة عدد من التحديات الرئيسية، خاصا بالذكر "تعزيز التنسيق والتآزر بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع"، مشيرا إلى أن إجراء مراجعات منتظمة للتقدم المحرز محليا ودوليا "يضمن المراقبة المستمرة والصارمة". كما تحدث عن تحدي "تحسين نوعية واستمرارية خدمة الطاقة العمومية على المدى الطويل، بهدف تزويد كل منطقة بالشروط اللازمة للتنمية"، داعيا إلى جعل ذلك أولوية قصوى.

وطالب بإيلاء اهتمام كبير للتحضير لصيف 2024 واستكمال كل الأعمال والمشاريع لضمان التزويد بالكهرباء في أفضل الظروف خلال فترة الصيف. ليشدّد في الأخير، على الحاجة إلى "إقامة حوار وثيق ومستمر مع المواطنين، من أجل مراعاة تطلعاتهم بشكل أفضل وتقديم خدمة عمومية في المستوى المطلوب".