"التونة" واللحوم المستوردة أغنت المواطنين عن استهلاك الدجاج
أسعار اللحوم البيضاء تتهاوى
- 466
يشهد سوق اللحوم البيضاء هذه الأيام، تذبذبا في الأسعار؛ حيث تراجع ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 230 دج، حسب العرض والطلب. وأبانت الجولة الميدانية التي قادت "المساء" إلى بعض محلات بيع اللحوم البيضاء والمذابح بالعاصمة، أن أسعارها مرشحة للانخفاض في الأيام المقبلة، تزامنا مع عيد الأضحى المبارك، فيما تأكد أن استيراد اللحوم الحمراء ساهم في عزوف المواطنين عن شراء الدجاج.
أكد بعض مربي الدواجن لـ "المساء"، أن مقاطعة الدجاج مع استيراد اللحوم الحمراء الطازجة، أدت إلى تراجع الأسعار بمحلات التجزئة هذه الأيام، ووصل السعر إلى 230 دج للكيلوغرام الواحد.
حملة مقاطعة واسعة عبر "الفايسبوك"
شنّ عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة مقاطعة واسعة لمنع شراء اللحوم البيضاء، حتى تنخفض أسعارها. ويرى المبادرون بذلك أنها بمثابة تحدّ، يُرفع في وجه من وصفوهم بـ "الانتهازيين" ، الذين تمادوا في رفع سعر الدجاج إلى مستويات قياسية.
ودعت إحدى الصفحات الفايسبوكية إلى مقاطعة لحم الدجاج؛ "يُمنع منعا باتا شراء أي نوع من اللحوم البيضاء ومشتقاتها، ومأكولات غذائية تحتوي على الدجاج كالشوارما حتى سقوط الأسعار" . واختار المبادرون : "التونة واللحوم المستوردة تكفينا" ، شعارا لحملتهم.
وتداول نشطاء على "فايسبوك" صورا وعبارات تدعو إلى مقاطعة لحم الدجاج الذي بلغت أسعاره مستويات قياسية في وقت سابق، بعد أن تراوح سعر الكلغ الواحد بين 570 و600 دج، خصوصا في المناسبات الدينية، التي عادة ما تخصها العائلات الجزائرية بأطباق تقليدية، يدخل فيها لحم الدجاج كمكون أساسي.
وشارك في الحملة مجموعة كبيرة من نشطاء المجتمع المدني بمختلف فئاته؛ أعربوا عن تأييدهم للفكرة، ودعوا إلى المقاطعة الفعلية حتى تعود الأسعار لمستواها المعقول. وغزا المقاطعون "الفايسبوك" بالصور والعبارات الداعية للمقاطعة.
أسعار الدجاج تتراجع بعد الحملة
نزلت "المساء" إلى الميدان لمعرفة آراء باعة الدجاج، الذين أبدوا تفهمهم للمقاطعة، حيث أوضح أحد الباعة (مربي دجاج) في الكاليتوس، أن الغلاء سبب إطلاق الحملة، مشيرا إلى أن سعر الكلغ الواحد كان 570 دج، والآن انخفض إلى 230 دج عنده. ورغم أن رفوف ثلاجة العرض مملوءة عن آخرها في صورة واضحة عن تراجع بيع الدجاج، إلا أنه أعرب عن تفهمه موقف الزبائن؛ ما أثر على البيع، لا سيما في ظل وجود البديل، ويتعلق الأمر بالتونة، واللحوم الحمراء المستوردة.
وأضاف محدث "المساء" أن خطوة المقاطعة تبدو مفهومة بحكم الغلاء، لكن اللوم لا يقع على باعة التجزئة وحدهم، في إشارة إلى المربين. وذهب للتأكيد على ضرورة حماية المستهلك؛ قال: "نعم لحماية المربين.. لكن يجب حماية المستهلك هو الآخر".
انخفاض الطلب وراء تراجع الأسعار
أكد بعض أصحاب القصابات لـ "المساء" ، أن أسعار الدجاج تعرف تراجعا في الأسواق ومحلات بيع الدواجن مقارنة بما كانت عليه خلال الأشهر الماضية، بسبب انخفاض الطلب على هذا المنتوج، وهو ما لاحظناه بقصابات القبة، وباش جراح.
وانخفض الطلب على اللحوم البيضاء؛ ما أحدث، حسب محدثينا، خللا في قانون العرض والطلب رغم وفرة المنتوج في السوق، وجعل هذه الشعبة تحقّق توازنا، وتضبط سوق اللحوم البيضاء عبر مختلف الأسواق الوطنية.
وفسر محدثونا السبب في تراجع أسعار الدجاج، بإقرار الحكومة مواصلة استيراد اللحوم الحمراء من رومانيا بأسعار تنافسية، وصلت حدود 800 دينار للكيلوغرام الواحد؛ ما دفع بالمواطن إلى التهافت على اقتنائها عوض اقتناء اللحوم البيضاء رغم انخفاض سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بمحلات بيع الدواجن، إلى حدود 260 دينار للكلغ، بعد أن وصل خلال الأسابيع القليلة الفارطة، إلى حدود 470 دينار للكلغ الواحد.
ويرى بعض المواطنين أن استيراد اللحوم الحمراء الطازجة، حقق التوازن في الأسعار. وحافظ على القدرة الشرائية للمواطن، التي تُعد من بين أولى أولويات الدولة.
إقبال على "التونة" و"الهبرة" عوض الدجاج
ونحن نتجول بأسواق بيع الدواجن، لاحظنا أن أغلب المتسوقين يفضلون شراء اللحوم الحمراء المستوردة، خاصة اللحم الصافي الذي يوصف "الهبرة"، حسبما أكد أحد المواطنين، قائلا: "أفضّل شراء هبرة بـ 800 دج بدل شراء الدجاج" . وشاطره الرأي مواطن آخر قائلا: "اللحوم الحمراء المستوردة مكنت الزوالي من الاختيار، ووفرت له البديل. وأصبحنا نأكل اللحم الطازج بأسعار تنافسية".
ويفضل البعض الآخر شراء سمك "التونة" الذي دخل موسم صيده، والذي لقي إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين، لا سيما أنه يباع حسب قدرة ورغبة كل زبون.
وأكدت إحدى السيدات قائلة: " أشتري 500 دج من التونة لأتناولها أنا وأبنائي بدل شراء دجاجة محمرة بـ 950 دج".
وأعرب العديد من المواطنين عن استحسانهم فكرة استيراد اللحوم الطازجة، وكسر مضاربة التجار الذين يغتنمون الفرص للرفع من الأسعار في ظل غياب الرقابة.
وأشار البعض الآخر إلى أن أسعار الدجاج والبيض لا بد أن تكون منخفضة طيلة أيام السنة، موضحين أن الأسعار لا تستقر. ولا بد من تقنينها؛ لتمكين "الزوالي" من اقتناء اللحوم البيضاء، وعلى رأسها الدجاج، بأسعار معقولة، وفي متناول الجميع.