الاحتلال يتباهى بتحرير 4 أسرى بعد ثمانية أشهر من حرب الإبادة على غزة
210 شهيد.. مجزرة في مخيم النصيرات
- 603
شنّ جيش الاحتلال الصهيوني أمس، عدواناً همجياً وحشياً على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة استهدف على إثره مئات المدنيين بشكل مباشر ما خلف ارتقاء ما لا يقل عن 210 شهيد على الأقل و400 جريح في حصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع، وكل ذلك من أجل التباهي بتحرير أربعة أسرى إسرائيليين كانوا في قبضة المقاومة.
وكان المنظر القادم من مخيم النصيرات أقل ما يوصف به أنه مجزرة مروعة، حيث كانت جثث الشهداء والأشلاء ملقاة على الأرض وعلى أرصفة الطرقات والدماء تغمر الشوارع، وسط صعوبة تقدم طواقم الدفاع المدني جراء عمليات القصف المكثف لإجلاء عشرات الجرحى الذين بقوا محاصرين تحت الانقاض ونيران آلة الدمار الصهيونية.
وارتفعت حصيلة الشهداء تباعا من 80 إلى 95 إلى 210 وما لا يقل عن 400 جريح في رقم جد ثقيل مرشح للارتفاع بسبب حجم المجزرة البشعة التي اقترفها جيش الاحتلال في النصيرات واستخدم فيها عشرات الطائرات الحربية وطائرات الكواد كابتر والطائرات المروحية، بينما قامت دباباته في نفس الوقت بقصف منازل المواطنين الآمنين، في نية مبيتة له بارتكاب مجازر همجية ضد السكان في منازلهم وفي مراكز النزوح.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية اكتظاظ مستشفى "الأقصى" بعشرات الشهداء في ظل عجزه عن تقديم الرعاية الصحية بشكل كاف، معلنة عن وصول 95 شهيدا إلى المستشفى، قبل أن تعلن عن ارتفاع العدد إلى 210 جراء مجازر الاحتلال بحق المدنيين في المحافظة الوسطى، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بالتحرك العاجل لوقف الحرب الوحشية على القطاع المنكوب.
ويعد هذا المستشفى الوحيد في المحافظة الوسطى ويعمل حالياً على مولد كهربائي واحد فقط بعد تعطل المولد الثاني منذ ثمانية أشهر بما ينذر بكارثة حقيقية فيما لو توقف المولد الوحيد، خاصة وأنه يقدم الخدمة الصحية لمليون إنسان ونازح ولا يمكن أن يستوعب هذا العدد الكبير من الشهداء والإصابات.
ويواجه عشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء العزل، والذين أصيبوا جراء هذا العدوان الوحشي الجديد على مخيم النصيرات، خطر الموت المحتوم في حال خروج مستشفى شهداء الأقصى عن الخدمة في ظل ما يعنيه من شح للمستلزمات الطبية ونقص حاد للأدوية والغذاء والماء والوقود مع استمرار الحصار الصهيوني المطبق على كل القطاع.
من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو استعاد 4 أسرى بإيقاعه عشرات الشهداء والجرحى في مخيم النصيرات، وقال إن أكثر من 95 شهيدا ارتقوا جراء العدوان على سوق النصيرات والعدد قابل للزيادة، مؤكدا أن الاحتلال يعمل على إخفاء خسائره في هذه العملية وأن الساعات القادمة ستكشف عن ذلك.
وأدان الهجوم الدموي على النصيرات وعلى كل المناطق في المحافظة الوسطى واستمرار العدوان ضد المدنيين والأطفال والنساء وضد المنازل الآمنة، محمّلا الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء عشرات الأبرياء المدنيين، كما طالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بوقف هذا العدوان الوحشي ووقف حرب الإبادة الجماعية بشكل فوري وعاجل.
واستعاد جيش الاحتلال لأول مرة منذ بدء عدوانه الهمجي على غزة في السابع أكتوبر الماضي، أربعة من أسراها لدى المقاومة وسط اشتباكات عنيفة مع عناصرهذه الأخيرة في مخيم النصيرات والتي لم تنف العملية لكنها أكدت أن المعركة هي كرّ وفرّ كما تتضمن نجاحات كبيرة للمقاومة تشتمل أحيانا على بعض النجاحات للاحتلال، الذي أقر بمقتل ضابط كبير خلال الاشتباكات التي دارت في مخيم النصيرات.
وقالت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إن هذه العملية، تأتي وقد دخلت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة شهرها التاسع وخلفت لحد الساعة أكثر من 36 ألف شهيد، مذكرة الاحتلال بأن ما يروّج له على أساس أنه "إنجاز عظيم" بتحريره أربعة أسرى لا تزال المقاومة بالمقابل تحتفظ بـ 130 أسير إسرائيلي، وأكدت "حماس"أن المقاومة في قلب المعركة وقد أعلنت قبل أيام أسر جنود جدد في عملية نوعية بجباليا شمال قطاع غزة.
وقالت إنه "رغم زعم الاحتلال تدمير كل كتائب "حماس" في غزة، فهو لم يتمكن من تحرير أسرى إلا عبر عملية صعبة ومعقدة وتحت كثافة نارية هائلة وواجه فيها مقاومة شرسة"، وهو "ما يتناقض مع أقواله السابقة ومزاعمه عن تدمير كتائب القسام"، مشدّدة على ضرورة التأكيد على تكذيب الاحتلال في كثير من التفاصيل التي يعلنها و"القول الفصل هو عند المقاومة".
كما أكدت "حماس"أن ماكشفت عنه وسائل إعلام أمريكية وعبرية، حول مشاركة أمريكية في هذه العملية الإجرامية، يثبت مجدداً دور الإدارة الأمريكية المتواطئ ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي تُرتَكب في قطاع غزة وكذِب مواقفها المُعلَنة حول الوضع الإنساني وحرصها على حياة المدنيين.
نقص الوقود اللازم لتشغيل المنشآت الطبية يفاقم المأساة
أكدت القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إيناس حمدان، أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد صعوبة وكارثية في ظل استمرار إغلاق المعابر ونقص المساعدات والإمدادات خاصة الوقود الذي يدخل بكميات ضئيلة لا تمثل سوى 10% من الاستهلاك اللازم لتشغيل المنشآت والمعدات الطبية. وأوضحت في تصريح صحفي، أمس، أن القطاع يعاني من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية ولقاحات الأطفال حتى في المراكز الصحية التي تديرها "أونروا" والتي تشهد ضغطا كبيرا على تلك الخدمات في ظل سقوط المزيد من الشهداء والجرحى مع استمرار القصف.
نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي لتوفير الموّلدات الكهربائية
وجّهت وزارة الصحة الفلسطينية نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ومؤسساته الدولية والإغاثية لتوفير موّلدات كهربائية لمستشفيات قطاع غزة. وأوضحت في بيان لها، أمس، أن المستشفيات في غزة تعتمد منذ 9 أشهر على الموّلدات الكهربائية لإمداد المستشفيات بالطاقة الكهربائية اللازمة على مدار الساعة بعد تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. وأكدت أن عددا من الموّلدات الكهربائية في المستشفيات تتعرض لأعطال فنية كبيرة يصعب إصلاحها، والعدد الآخر تعرض للتدمير المباشر من قبل قوات الاحتلال الغاشم.
أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث وآثارها ستستمر لسنوات
أكدت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني، رتيبة النتشة، أن قطاع غزة يشهد أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث وأن آثارها وتداعياتها النفسية والصحية وخاصة لدى الأطفال ستستمر سنوات طويلة.
وقالت النتشة في تصريح صحفي إن أكثر من 15 ألف شهيد سقطوا من الأطفال وأكثر من 17 ألف طفل أصبحوا يتامى الأم والأب في قطاع غزة بسبب القصف الصهيوني الوحشي المتواصل على مدارس النازحين التي تضم مدنيين معظمهم من الأطفال، مشيرة إلى النقص الشديد في الغذاء والدواء ونقص تطعيمات الأطفال حديثي الولادة، وعدم وجود مياه صالحة للشرب في القطاع. وأوضحت أن المأساة الإنسانية في غزة سوف تستمر آثارها سنوات طويلة ولن تنتهي بوقف العدوان الصهيوني، مؤكدة أن رائحة الموت في كل مكان بسبب التحلل السريع لجثث الشهداء نظرا لارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 45 درجة مئوية.
المؤسّسات الدولية تقف عاجزة أمام المأساة الإنسانية في غزة
قال مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في قطاع غزة ومنسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عائد ياغي، أمس، إن جميع المؤسّسات الدولية العاملة في قطاع غزة تقف عاجزة أمام حجم المأساة الإنسانية في القطاع وتعنت الاحتلال الصهيوني في إدخال المساعدات. وأوضح في تصريحات إعلامية أن المنظمات الدولية تقوم بإصدار تقارير ومناشدات دورية حول الوضع الصحي والإنساني وتطالب بالسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية ولكن دون استجابة لهذه المناشدات.
"آكشن إيد" الدولية.. ارتفاع حالات الإجهاض بين النساء الحوامل
ذكرت منظمة "آكشن إيد الدولية" بأن هناك ارتفاعا في حالات الإجهاض بين النساء الحوامل في قطاع غزة بسبب نقص الغذاء والضغط النفسي الناتج عن الخطر المستمر والنزوح الذي يؤثر سلبا على النساء الحوامل. وذكرت المنظمة في بيان، أمس، أن هذا الارتفاع الذي أكده الأطباء العاملون في أحد أقسام الولادة الوحيدة العاملة في غزة يعود إلى نقص الغذاء والضغط النفسي الناتج عن الخطر المستمر والنزوح الذي يؤثر سلبا على النساء الحوامل. ووفق منظمة الصحة العالمية فإن 95%من النساء الحوامل والمرضعات فيغزة يواجهن فقرا غذائيا حادا بسبب نقص الغذاء الكافي.