لازاريني يؤكد أن العدوان الصهيوني سلب أطفال القطاع طفولتهم

شبح المجاعة يهدد مجددا أرواح سكان غزّة

شبح المجاعة يهدد مجددا أرواح سكان غزّة
  • 1479
ص. محمديوة ص. محمديوة

يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، بالتزامن مع استمرار مجازر الاحتلال تصعيداً ممنهجا لحرب التجويع، وتدهورا متسارعا للكارثة الإنسانية وبروز مظاهر المجاعة في القطاع خاصة في محافظتي غزّة وشمال غزّة، جراء إغلاق الاحتلال للمعابر والعدد المحدود كما ونوعا من شاحنات المساعدات التي يسمح بدخولها بين فترة وأخرى.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، أن استخدام الاحتلال الصهيوني الغاشم سياسة التجويع ومنع الرعاية الطبية كسلاح خلال هذا العدوان الهمجي، هو جريمةُ حربٍ مركبة، وتأكيدٌ على استمراره بجريمته الكبرى بالإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع في اعتداء صارخ لكل القوانين الدولية واستهتار بكل الدعوات والمطالبات والقرارات ذات الصلة.

وعلى إثر ذلك دعا المكتب الإعلامي، وسائل الإعلام والنشطاء لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، كما دعا المنظمات الدولية والإنسانية، للتحرك العاجل وتقديم المساعدات الغذائية والإنسانية اللازمة للفلسطينيين في غزّة، وتكثيف جهودها لإجبار الاحتلال على إدخال المساعدات.

وطالب الدول العربية والإسلامية ببذل الجهود والضغط لكسر الحصار وإنفاذ قرارهم الصادر في الشهر الأول من العدوان، بفتح المعابر وإدخال كل الاحتياجات لإغاثة السكان، كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها بالتدخل الفوري، لإلزام حكومة الاحتلال الفاشي بوقف عدوانها الغاشم على المدنيين العزّل والأطفال الأبرياء والنساء المستضعفات، وفرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة بشكل منتظم ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع التي تواجه مجاعة حقيقية وظروفا إنسانية كارثية لم يشهد لها العالم مثيلا، بفعل ممارسات الاحتلال الإجرامية وآلة القتل والإرهاب الصهيونية.

حقائق مروّعة عن واقع أطفال غزّة تحت العدوان الصهيوني

ووثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، حقائق مهمة عن واقع أطفال غزّة تحت العدوان، مسجلا استشهاد 15 ألفا و694 طفل وإصابة حوالي 34 ألفا آخرين و3600 في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

وبينما سجل نفس المصدر، 1500 طفل فقدوا أطرافهم أو عيونهم أو بعاهة مستدامة بسبب الإصابة، أكد اختطاف الاحتلال لـ200 طفل في وقت تشير الأرقام إلى أن 17 ألف طفل أصبحوا يتامى و3 بالمئة منهم فقدوا كلا الوالدين، كما أن أكثر من 700 ألف طفل نزحوا قسرا عن أماكن سكناهم، بينما فقد 650 ألف منازلهم بعد أن دمرها الاحتلال الذي أجبر 625 ألف طفل على ترك مقاعد الدراسة وضياع العام الدراسي.وليس ذلك فقط فـ98 بالمئة من أطفال غزّة لا يجدون مياها صالحة للشرب، ويعتمدون على أقل من 3 لترات مياه يوميا و3500 منهم مصابين بمرض مزمن  ومعرضين للموت بسبب سوء التغذية وعدم توفر العناية الطبية اللازمة.وحتى أولئك الذين لم يرو النور بعد، مهددين بالموت في ظل إحصاء 60 ألف جنين في بطون أمهاتهم معرضين للإجهاض والموت أو لتشوهات خلقية بسبب تأثيرات القنابل والمتفجرات، وحوالي 40 ألف رضيع لم يحصلوا على التطعيمات واللقاحات اللازمة بشكل منتظم.

وأكد نفس المصدر، أن 82 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض سوء التغذية، 35 بالمئة منهم يعانون أعراضا حادة، بينما فقد 40 طفلا حياتهم بسبب المجاعة وسوء التغذية و450 ألف طفل معرضون للإصابة بسرطان الصدر وأمراض الجهاز التنفسي بسبب الاعتماد على حرق مخلفّات الركام لإعداد الطعام.

وأكد المكتب الإعلامي، أن جميع أطفال غزّة معرضون للإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية، بسبب انعدام مقومات النظافة الشخصية والاكتظاظ في مناطق النزوح والإيواء، ويعانون صدمات نفسية ومشكلات سلوكية كالخوف والقلق والاكتئاب بسبب العدوان.

وعادت مظاهر المجاعة بشدة إلى قطاع غزّة، في ظل الحصار الصهيوني المطبق على كل شبر من هذا الجزء من الأراضي المحتلّة أولى ضحاياها الأطفال الذين يدفعون الثمن جد باهض. 

وأكد مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزّة، حسام أبو صفية، أمس، تسجيل أعراض سوء التغذية لدى أكثر من 200 طفل ممن أدخلوا إلى المستشفى، مشددا على أن كارثة إنسانية تواجه شمال قطاع غزّة وشبح المجاعة يلوح في الأفق.

ووجه أبو صفية، في تصريحات صحفية نداء استغاثة لكافة المؤسسات الدولية، بأن تأخذ خطر المجاعة على محمل الجد، مشيرا إلى أن شمال قطاع غزّة لا تتوفر فيه مواد غذائية غير الطحين.

ونفس نداء الاستغاثة أطلقه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، الذي قال بأن العدوان الصهيوني سلب أطفال قطاع غزّة طفولتهم.

وأضاف لازاريني، في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “الأطفال في قطاع غزّة مروا بما لا ينبغي لأي طفل في العالم رؤيته أو تحمّله، كثير منهم قتلوا وكثير منهم أصيبوا وكثير منهم سيظلون مشوهين مدى الحياة”، مشيرا إلى أن “الذين نجوا يعانون من صدمة عميقة.. تم تدمير مدارسهم وفقدوا سنة دراسية كاملة دون تعليم أو لعب”، ولفت المفوض العام للوكالة الأممية إلى أنه “دون وقف لإطلاق النار سيصبح لدينا جيل ضائع”.

من جانبها أكدت مؤسسات حقوقية، أن كافة أسواق قطاع غزّة نفذت منها المواد الغذائية مع مواصلة الاحتلال إغلاق كافة المعابر، مما فاقم من معاناة النازحين بفعل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة.

وتواصل القوات الاحتلال الصهيوني غلق معابر غزة  ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ39 على التوالي.

ويغلق الاحتلال الصهيوني المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوب القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.