يسبب تلوثا بيئيا وسمعيا بمدن البليدة

مساع للحد من انتشار طائر البلشون

مساع للحد من انتشار طائر البلشون
  • 671
رشيدة بلال رشيدة بلال

لا يزال طائر البلشون أو طائر "البقري"،  كما يسميه عامة الناس على مستوى ولاية البليدة، يمثل مشكلا بيئيا حقيقيا، بالنظر إلى تواجده المكثف، خاصة في بعض البلديات، مثل بوفاريك، موزاية، العفرون، الشفة، وادي العلايق وغيرها، حيث يتسبب من جهة، في تلويث البيئة الحضرية بفعل فضلاته في الساحات العمومية، وأمام المحلات والمنازل ومختلف الأشجار التي يتواجد عليها، كما أن صوته مزعج ولديه رائحة كريهة، الأمر الذي جعل السكان  يطالبون بالتعجيل في إيجاد حل له بطريقة نظامية، لاسيما وأنه من الطيور المحمية التي لا يجوز التعدي عليها بالقتل.
يشتكي سكان بلدية العفرون وغيرهم من سكان مدن متيجة، حسبما وقفت عليه "المساء"، من التواجد المكثف لطائر البلشون، على مستواها، حيث يتسبب هذا الطائر، وفق ما كشف عنه بعض السكان، في تلويث المحيط الذي يتواجد فيه بشكل كبير، بحيث يصبح التواجد في المكان غير ممكن، بالنظر إلى الرائحة الكريهة التي تخلفها فضلاته، وعلى حد تعبير أحد المواطنين، وهو تاجر صاحب محل لبيع الألبسة، فقد أصبح يتعذر عليه وضع سلعه خارج المحل للترويج لها، حيث يضطر يوميا إلى تنظيف واجهة المحل والتخلص من الرائحة الكريهة، مردفا بقوله: "أكثر من هذا قمت بتقليل كثافة الشجرة التي توجد بالقرب من محلي لمنعه من التواجد فيها، ومع هذا تظل هذه الحلول غير كافية لأنه موجود بكثرة".
بينما قال مواطن آخر، بأن طائر البلشون لم يكن متواجدا بأعداد كبيرة فيما مضى، حيث تم جلبه من أجل التقليل من حجم الديدان والحشرات في الأراضي الفلاحية، لكن ما حدث العكس، حيث تكاثر هذا الطائر بشكل مبالغ فيه وتغلب على التوازن البيئي وأصبح يشكل تحديا للسكان، لأنه تمركز في الأشجار الموجودة في قلب المدينة وعاث فيها فسادا، بسبب ما يخلفه من فضلات كريهة وأصوات مزعجة، داعيا في الإطار، إلى وجوب تدخل الجهات المعنية من أجل إخراجه من المدن أو التقليل من تكاثره خلال موسم التكاثر.
وحول ما يتسبب فيه طائر البلشون من إزعاج وتلوث بيئي، والإجراءات المتخذة من أجل التقليل من تواجده، تبعا للبرنامج الذي سبق لمديرية البيئة، بعد العدد الكبير من شكاوى المواطنين، قال مدير البيئة لولاية البلدة، وحيد تشاشي: "إن مديرية البيئة شرعت منذ سنتين في مكافحة ظاهرة الانتشار الكثيف لطائر البلشون، الذي يفترض أنه من الطيور التي تعيش في الأراضي الفلاحية خارج المدن، لكن في السنوات الأخيرة، غزى ـ إن صح التعبير ـ ولاية البليدة، خاصة في بعض البلديات مثل بوفاريك، موزاية، الشفة، وادي العلايق وغيرها، الأمر الذي خلق تلوثا بيئيا وصوتيا، وفي كثير من الأحيان، يتحول إلى حيوان عنيف عندما يتعلق الأمر بالطعام، حيث يقتات من النفايات".
 وأمام هذا، يكشف المتحدث، أنه تم بالتنسيق مع الحظيرة الوطنية للشريعة وفيدرالية الصيادين، وبالتنسيق مع أساتذة جامعيين والمعهد الوطني للتنوع البيولوجي، لدراسة الظاهرة بطريقة علمية ووضع مخطط يهدف في المقام الأول، إلى التقليل من تواجد هذا الطائر في المدن، ومحاولة إخراجه إلى المساحات الغابية.
وحول النتائج المحققة من وراء البرنامج المسطر، أشار مدير البيئة إلى أن طائر البلشون من الطيور المحمية، بالتالي لا يجوز قتلها، لهذا تم دراسة فترة تكاثر هذا الطائر، بالتنسيق مع مؤسسة "متيجة حدائق"، تم في بعض البلديات، خاصة بلدية موزاية وبوفاريك، الشروع في  تقليم الأشجار للتقليل منه، ومنعه من بناء عشه، والتخلص من الأعشاش الموجودة، حتى لا يضع فيها بيضه، بالتالي عندما لا يجد موطنا للتكاثر، يتراجع وجوده.
قال المتحدث: "بالفعل، تم الخروج بنتائج إيجابية على مستوى بلدية موزاية والشفة ووادي العلايق، بينما لم تحقق العملية النتائج المرجوة في بلدية بوفاريك، التي تعد من أكبر البلديات على مستوى ولاية البليدة"، مطمئنا السكان بأن البرنامج لا يزال مسطرا، وبحكم أن الفترة الماضية عرفت تفقيس البيوض، فلا يمكن القيام بأي إجراء وإيقاف مخطط العمل، وانتظار موعد التكاثر المقبل.