المرصد الاورو متوسطي لحقوق الانسان

إسرائيل تستخدم تدمير الأراضي والسلال الغذائية كسلاح تجويع

إسرائيل تستخدم تدمير الأراضي والسلال الغذائية كسلاح تجويع
  • القراءات: 934
ص. م ص. م

كشف المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، أمس، بأن الكيان الصهيوني المحتل يستخدم تدمير الأراضي الزراعية والسلال الغذائية كسلاح حرب وتجويع ضد المدنيين في قطاع غزة.
أكد المرصد في تقرير له بان إسرائيل، أخرجت أكثر من 75% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة، إما بعزلها تمهيدًا لفرض مناطق أمنية بالقوة على نحو غير قانوني أو تدميرها وتجريفها. وقال أنها تستهدف تدمير السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم، بالإضافة إلى تدميرها لكل مقومات الإنتاج الغذائي المحلي الأخرى.
ويتم ذلك، حسبما أوضحه نفس المصدر، بالتوازي مع منع الاحتلال إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية في إطار تكريسه للمجاعة في قطاع غزة واستخدام التجويع كسلاح حرب.
وبينما أكد أن قوات الجيش الإسرائيلي عملت بشكل منهجي على تدمير واسع النطاق للأراضي الزراعية ومزارع الطيور والمواشي بنمط واضح ومتكرر، شدد أيضا على أن النهج الصهيوني يستهدف تجويع المدنيين في غزة وحرمانهم من السلة الغذائية من الخضار والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء. وجعل أمر نجاتهم مرهونًا بالقرار الإسرائيلي بإدخال أو منع إدخال المساعدات الإنسانية.
وخلال أسبوع واحد، أعلن مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة عن وفاة 4 أطفال بسبب التجويع وسوء التغذية بما يرفع عدد ضحايا التجويع إلى حوالي 40 في قطاع غزة.
وكشف المرصد أن القوات الإسرائيلية جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل إلى نحو 2 كلم. واخرجت حوالي 96 كلم مربع من أراضي قطاع غزة، في محاولة لجعلها منطقة أمنية بالقوة بما يخالف قواعد القانون الدولي، يضاف إليها ممر بعرض نحو 3 كلم مربع من شرق القطاع حتى غربه جراء شق طريق ومنطقة عازلة تفصل مدينة غزة عن وسطها من محور نتساريم. وقال إن الغالبية العظمى من هذه الأراضي التي أصبحت ضمن نطاق المنطقة العازلة كانت تمثل الجزء الأكبر من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وعمل جيش الاحتلال على تجريف وتدمير جميع المباني والمنشآت فيها.
ووثق المرصد الأورو متوسطي، تعمد جيش الاحتلال قتل العديد من المزارعين خلال عملهم أو محاولتهم الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم، علاوة عن تدمير آلاف المزارع والدفيئات الزراعية وآبار المياه وخزاناتها ومخازن المعدات الزراعية. وحذر من أن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تحمل آثارًا وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي، وعند لحظة معينة يمكن أن نشهد قفزات مرعبة في حالات الوفاة.
وأكد في ختام تقريره على أن حق الوصول إلى الغذاء والمياه والصرف الصحي حق إنساني معترف به دوليا، وهو حق أساسي لضمان صحة السكان والحفاظ على كرامتهم، ولا يمكن تحقيقه إلا من خلال وقف جريمة الإبادة الجماعية ورفع الحصار بوصفه عقابً جماعيًّا. 

 


 

   
فيما أدان الاتحاد الأوروبي القصف الصهيوني لمحيط مكتب الصليب الأحمر في رفح.. تحذيرات أممية من تداعيات انهيار النظام والسلامة في غزة


أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن انهيار النظام والسلامة في غزة يهدّد العمليات الإنسانية والعاملين بالإغاثة، حيث يعيق القتال المستمر وصول المساعدات منذ 18 جوان ولم تتمكن الأمم المتحدة من جلب الإمدادات عبر معبر كرم أبو سالم.

أوضح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن المنظمة تعمل مع الشركاء لمعالجة غياب النظام والسلامة والعقبات أمام الاستجابة الإنسانية، مطالباً الكيان الصهيوني باستعادة النظام وتيسير وصول المساعدات. وأشار المكتب الأممي إلى أن العاملين في الإغاثة يبذلون جهوداً كبيرة لاستعادة الخدمات الصحية في شمال غزة، حيث تكافح المستشفيات للتعامل مع الاحتياجات الكبيرة في وسط وجنوب غزة حيث تعمل 7 مستشفيات جزئياً وسط ظروف صعبة. وحذّر العاملون في الإغاثة من أن الإمدادات الطبية غير كافية رغم وصول شحنة من منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي التي تغطي احتياجات 35 ألف شخص مؤكدين أن ذلك جزء ضئيل من المطلوب للاستجابة الصحية.
بالتزامن مع ذلك، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى إجراء تحقيق في قصف صهيوني أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة عشرات آخرين وألحق أضرارا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح جنوب قطاع غزة يوم الجمعة  الأخير.
وقال بوريل في منشور على حسابه بمنصة "إكس" بأن "الاتحاد الأوروبي يدين القصف الذي ألحق أضرارا بمكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات"، مضيفا "ثمة حاجة إلى تحقيق مستقل وينبغي محاسبة المسؤولين عنه". وشدّد المسؤول الأوروبي على أنه "يجب أن يكون الصليب الأحمر في غزة قادرا على القيام بجميع واجباته بأمان بموجب اتفاقيات جنيف بما في ذلك الحماية الإنسانية ومساعدة الضحايا".
وتحدث مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وليام شومبورغ، أمس، عما وصفها بـ"برك من الدماء" في محيط مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعن "جثث متناثرة على الأرض وشعور بالخوف الشديد لدى الناس الذين تملكهم بوضوح الذعر واليأس والذين لا مكان آخر يذهبون إليه" وذلك جراء القصف الذي طال منطقة المواصي التي تؤوي النازحين في رفح جنوب القطاع. وقال في مؤتمر صحفي عبر الفيديو إن "حجم هذه الصدمة كان غير مسبوق على الأقل بالنسبة إلينا"، مضيفا "عثرنا حرفيا على أشلاء بشرية متناثرة في مناطق مختلفة بما في ذلك داخل مجمع اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
واستهدفت قوات الاحتلال الصهيوني الجمعة الأخير محيط مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينيا وإصابة العشرات وإلحاق أضرار مادية بالمكتب.
من جانبها، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، بأن 69% من المباني المدرسية التي كانت تؤوي نازحين في قطاع غزة تعرضت للقصف أو لأضرار بشكل مباشر جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع أكتوبر الماضي.
وشدّدت "الأونروا" في بيان مقتضب عبر صفحتها على منصة "إكس" على أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة". كما طالبت بضرورة أن يتوقف هذا التجاهل الصارخ للقانون الإنساني، حيث قالت "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".
ولكن لا نداءات ودعوات الأمم المتحدة ووكالتها الإنسانية والحقوقية ولا دعوات المجتمع الدولي بأسره تجد آذانا صاغية لدى احتلال صهيوني ماض بلا هوادة في ارتكاب إبادته الجماعية في قطاع غزة.
فقد استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين وأصيب آخرون، أمس، في قصف للاحتلال استهدف البوابة الرئيسية الشرقية لمقر "الأونروا" جنوب غرب مدينة غزة. كما استشهد عشرة فلسطينيين في قصف عنيف لطيرانه الحربي استهدف منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة وآخر وسط القطاع، خلف أيضا عديد الإصابات ومفقودين تحت الأنقاض.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة بما أدى لاستشهاد ثمانية مواطنين وإصابة العشرات، مضيفة أنها استهدفت أيضا مجموعة من المواطنين قرب محطة الكهرباء شمال مخيم النصيرات وسط القطاع بما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين. كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية والجنوبية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ونسف جيش الاحتلال عدة منازل بحي البرازيل جنوب المدينة.