تسعى لمحاربة الظاهرة بإمكاناتها الخاصة ولم تستفد من مساعدة خارجية.. مداح:

الجزائر ترفض استخدام الهجرة كورقة ضغط وابتزاز

الجزائر ترفض استخدام الهجرة كورقة ضغط وابتزاز
المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية رشيد مداح
  • 278
ق. س ق. س

❊ مقاربة الجزائر ترتكز على معالجة الظاهرة بمحاربة الأسباب العميقة والحقيقية
❊ الجزائر انتقلت من بلد عبور إلى بلد مستقبل للمهاجرين
 ❊ الجزائر جاهزة لدراسة المشاريع التي تحتاج إليها البلدان الإفريقية

أشاد مشاركون في مائدة مستديرة حول حوكمة الهجرة أول أمس، بالمقاربة التي اعتمدتها الجزائر لحلّ هذه المشكلة، لاسيما من خلال تحديد أسبابها العميقة، حيث أكد المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية رشيد مداح، أن هذه المقاربة تستند إلى عدد من "المبادئ الأساسية"، من بينها "الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد أصلي".
شارك في هذه المائدة المستديرة التي نظمتنها منظمة الهجرة الدولية بالجزائر، بدعم من شبكة الأمم المتحدة للهجرة، فاعلون أساسيون في مجال الهجرة منهم ممثلون عن الأمم المتحدة وشركاء دوليون وممثلون عن سفارات البلدان الأصلية لجاليات مهاجرة في الجزائر.
وناقش المشاركون التحديات المشتركة وتباحثوا حلولا مبتكرة لترقية تسيير الهجرة واللجوء بشكل آمن ومنظم ومنتظم في الجزائر وكل المنطقة.
وأوضح المدير العام للشؤون القنصلية والجالية الوطنية بالخارج أن الهجرة هي ظاهرة إنسانية "معقدة" و«متعددة الأبعاد" وتؤثر في الأساس على الفئات الهشة (الأطفال والنساء وكبار السن) الذين يتعرضون لأشكال عديدة من الاستغلال.
وأضاف بأن الجزائر صادقت على معظم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وملتزمة بروح التضامن والتعاون في هذا الإطار، مشيرا إلى أن مقاربة الجزائر ترتكز كذلك على ضرورة معالجة هذه الظاهرة بمحاربة الأسباب العميقة والحقيقية للهجرة غير الشرعية المرتبطة على وجه الخصوص بانعدام الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة.
كما أشاد مداح في هذا الصدد بالجهود الجبارة التي بذلتها المنظمة بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، مشددا على ضرورة وضع مقاربة شاملة، في حين أشار إلى أن هذه الخطوة تمخض عنها مخطط عمل من شأنه تسهيل عودة المهاجرين نحو بلدانهم الأصلية في أحسن الظروف الممكنة.
ويرى أن "الجزائر بفضل مكانتها الاستراتيجية والتطوّر الاقتصادي الذي عرفته مؤخرا واستقرارها انتقلت من بلد عبور إلى بلد مستقبل للمهاجرين"، مشيرا إلى أن الجزائر "تسعى لمحاربة هذه الظاهرة بإمكاناتها الخاصة ولم تستفد من أي مساعدة خارجية".
وفي هذا السياق، أكد المسؤول في وزارة الخارجية، أن الجزائر في مقاربتها تمتنع استخدام ظاهرة الهجرة "كورقة ضغط" و"ابتزاز" في سياستها على عكس ما تنتهجه دول أخرى، مضيفا أنها تستند بالأحرى على "موقف إنساني ركيزته المساعدة والتعاون".
كما أوضح أن العمل الجاد الذي تقوده منظمة الهجرة الدولية، سمح بوضع برنامج للعودة الطوعية لـ10 آلاف مهاجر سري إلى بلدانهم الأصلية، مشيرا إلى عقد لجنة ثلاثية تضم منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الأوروبي والحكومة الجزائرية في سبيل إيجاد صيغ تفاعلية وتكميلية لتمويل هذه العملية والسماح للمهاجرين غير الشرعيين بالعودة إلى بلدانهم ومرافقتهم.
وفي هذا الصدد، أعلن مداح عن إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية والتي تم تمويلها بمليار دولار لبدء مشاريع تنموية في البلدان الأصلية، مشيرا إلى أن هذه الوكالة قد أنجزت عديد المشاريع بالنيجر ومالي وبوركينافاسو، في حين أعرب عن جاهزيتها لدراسة كل المشاريع المقدمة والمحتاج إليها من طرف البلدان الإفريقية.
من جانبه، أبرز المنسق المقيم للأمم المتحدة في الجزائر، أليخاندرو ألفاريز، أن الهجرة مسألة "صعبة للغاية" لا يمكن أن تكون قضية بلد واحد أو منطقة واحدة، مشيدا بالمناسبة بتطوّر وتحسن الشراكة مع الجزائر التي لا تتخذ من مسألة الهجرة كورقة تفاوض سياسية.
كما لاحظ ألفاريز "غياب خطاب الكراهية" تجاه المهاجرين الذين يتم استقبالهم في ظروف جيدة عكس بعض الدول الأخرى في المنطقة.
من جانبها، صرحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر إليزابيث مور أوبين، أن التجربة الدولية أبرزت ضخامة التحديات العالمية التي يصعب التكفل بها من طرف دولة واحدة.
وبعد أن ذكرت بوجود أكثر من إجابة لهذه الإشكالية، صرحت السفيرة أن بلدها يسعى لدعم الآليات الموضوعة من طرف الجزائر لمعالجة ظاهرة الهجرة.