الكاتب والمترجم صلاح باديس لـ"المساء":
كتبت عن واقع الشخصيات التي صنعتها في "هذه أمور تحدث"
- 769
صدرت عن دار النشر "البرزخ"، ترجمة المجموعة القصصية "هذه أمور تحدث" للكاتب صلاح باديس، من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية، بقلم لطفي نية.."المساء" تواصلت مع الصحفي والشاعر والكاتب والمترجم باديس، وطرحت عليه عدة أسئلة حول كتبه وترجماته، وكذا عن مشاريعه الأدبية، فكان هذا الحوار.
❊ كيف كانت نقلتك من الترجمة إلى الكتابة الإبداعية؟
❊ الكتابة الإبداعية سابقة للترجمة. فقد نشرت ديواني الأول "ضجر البواخر" سنة 2016، وترجمتي الأولى "عن إخواننا الجرحى" سنة 2018. وعموما، أنا أكتب قبل أن أكتشف اهتمامي بالترجمة.
❊ ترجمت كتابين، الأول لجوزيف أندريا والثاني لإيريك فويار، إلى ما يعود اختيارك لهما تحديدا؟
❊ الكتابان من اختيار منشورات "البرزخ".
❊ تعرف مجموعتك القصصية "هذه أمور تحدث" رواجا أكثر، بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، أليس كذلك؟
❊ الترجمة الفرنسية صدرت في الجزائر عند منشورات "البرزخ"، وفي فرنسا عند منشورات "فيليب راي" في سلسلة أدبية مشتركة بينهما، لترجمة الأدب المغاربي بالعربية إلى الفرنسية. مدير السلسلة سفيان حجاج يقوم بعمل دؤوب ومهم للترويج لهذه السلسلة، سواء في فرنسا أو الجزائر.."البرزخ" لهم قراء أوفياء ويتابعون إصداراتهم، في نفس الوقت يمكنني القول، إنك أول صحفي جزائري يهتم بمحاورتي حول صدور الترجمة (وحتى عند صدور الكتاب بالعربية في 2019، لم تكن هناك تغطية صحفية ولا مراجعات فعلية في الجزائر). في فرنسا صدرت مراجعات وحوارات عديدة، ودُعيت مع المترجم أو منفردا لأكثر من مكتبة ومهرجان... لكن نعم، لو نجمع ردود الفعل في فرنسا، بالإضافة إلى ردود الفعل في الجزائر، سنتحصل على متوسط رواج لا بأس به.
❊ كيف كان التعاون بينك وبين المترجم، خاصة فيما يتعلق بمفردات اللهجة العاصمية في النص؟
❊ لطفي نية من أهم مترجمي الأدب العربي نحو الفرنسية، وهو فوق هذا شاعر. سؤال ترجمة قصصي لم يكن متعلقا بمفردات بعينها، عامية أو عاصمية، الفكرة هي في ترجمة لغة عربية معاصرة متأثرة بطريقة كلام الشخصيات. وهي تقترب في بعض الأجزاء، من كونها لغة عربية بها لحنٌ ومرض.. حسب تعابير النُحاة قديما. تركته يعمل حتى فرغ من مسودة أولى، ثم اطلعت عليها وتناقشنا قليلا. لم أغير كثيرا في ما اقترحه، فهو أيضا ابن الجزائر العاصمة، وإن كان من جيل غير جيلي ومنطقة غير منطقتي.
❊ كتبت في مجموعتك القصصية بشكل مفصل عن الحياة اليومية، عن تلك التفاصيل الصغيرة التي تعبر فعلا عن معيشة الجزائري، ما الهدف من ذلك؟
❊ لا يوجد هدف. ولا أظن أني أفهم تعبير "تفاصيل يومية".. كتبت عن مشاغل وهموم الشخصيات التي صنعتها. يومي أو سنوي، هذا لا يهم. ربما الناس تعودت على قراءة أدب تكون الفكرة الكبرى (الوطن، الخيانة، الحرب.. الخ) هي من تجر السرد، بالنسبة لي الشخصية واللغة هما من تخلقان النص.
❊ ألم ترغب في تأكيد قدرة هذه التفاصيل اليومية في تغيير مجرى حياتنا؟
❊ ربما أُفضل هنا كلمة "واقعية" على "تفاصيل يومية". هناك انشغال بالواقعي في حياتنا كجزائريين. وطبعا الواقعي بكل غرابته وتعقيداته. أعيد هذه الأيام قراءة محمد ديب، بالتحديد مجموعتيه القصصيتين "في المقهى" و"الطلسم" وروايته "من يتذكر البحر؟". لدى ديب الكثير من هذه "الواقعية" المغمسة بغرائبية مجتمعنا وتناقضاته... وهذا يعيدني إلى نقطة الفكرة أو القضية الكبرى، ديب كان كاتبا في مرحلته الأولى للقضية الكبرى، لكن هذا لم يمنعه من الحفر عميقا في واقعية اليومي.
❊ هل رغبت المساهمة في كتابة ذاكرة جيل كامل من خلال اختيارك لفترة العشرية السوداء إلى ما قبل الحراك؟
❊ هذا ما قالته كلمة ناشر الترجمة والنقاد. وأنا أكتب بين عامي 2016-2018، لم أكن أفكر في مسألة الجيل، ولم يكن هنالك حراك أصلا. كنت أريد أن أحكي ما كنت شاهدا عليه في الضواحي الشرقية للجزائر العاصمة، خلال سنوات الألفين.
❊ مزجت في مجموعتك بين الجانبين الوثائقي والخيالي، إلى ما يعود ذلك؟
❊ كل الجوانب في خدمة التخييل، الفيكشن، التوثيق والشعر والعلوم الاجتماعية والخبرات العملية والشهادات.. إلخ، كل هذا -عند كتابة قصة أو رواية- يكون في خدمة التخييل.
❊ انطلاقتك في الكتابة الإبداعية كانت من باب الشعر، فالقصة، ما هو مشروعك الأدبي القادم؟
❊ أعمل الآن على رواية.